تعرب لجنة دعم الصحفيين عن قلقها العميق إزاء الأحداث الأخيرة في قطاع غزة. حيث أعلنت وكالة الأنباء الفلسطينية أن طائرات الاحتلال استهدفت مقر شركة الاتصالات الفلسطينية بحي الرمال وسط مدينة غزة، ما أدى إلى تدميرها وانقطاع الإنترنت والاتصالات. فيما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن شركة توليد الكهرباء مهددة بالتوقف جراء نفاد الوقود.
وأكد المتحدث بإسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر بان انقطاع التيار الكهربائي عن قطاع غزة يفاقم من مآساة الوضع الإنساني وسيؤدي إلى انقطاع الاتصالات بشبه تام وان سكان القطاع سيكونون بعزلة تامة عن الوصول إلى الأخبار والمعلومات والإطلاع على مجريات الاحداث.
ومن جهتها تؤكد لجنة دعم الصحفيين بأن انقطاع الكهرباء والإنترنت يؤثر بشكل سلبي على العمل الصحفي في قطاع غزة، حيث يعتمد الصحفيون بشكل كبير على هذه الخدمات لنقل الأخبار والأحداث بدقة وشفافية. الصحفيون يعتمدون على التكنولوجيا الحديثة والاتصال بالعالم الخارجي لأداء مهامهم بكفاءة، ولكن انقطاع الإنترنت والكهرباء يجعلهم يواجهون صعوبات كبيرة في ذلك.
وفيما يتعلق بكيفية عمل الطواقم الصحفية في قطاع غزة، أكد مراسل العربي أن انقطاع التيار الكهربائي يؤثر على الانترنت والعمل الصحفي بشكل سلبي. كما أنه لا يوجد في قطاع غزة 4G و3G، والانترنت المتاح هناك هو انترنت بسيط لا يكفي لإطمئنان العائلات عن بعضها. ويعاني قطاع غزة من مشكلة في الانترنت والاتصالات، وهذه أمور أساسية للعمل الصحفي.
تستنكر اللجنة سياسة الاحتلال في قطع الكهرباء والإنترنت كوسيلة لمنع نقل الحقائق والأحداث في قطاع غزة. هذا الإجراء يعيق رسالة الصحفيين في توجيه الأضواء نحو ما يجري داخل القطاع، بما في ذلك الأحداث المؤلمة وجرائم الحرب. إن استخدام وسائل بديلة لمعرفة ما يجري هناك يمكن أن يؤدي إلى تداول معلومات مضللة، مما يعرض الواقع الفلسطيني للتشويش والتلاعب. وتعتبر اللجنة أن هذه السياسة في حجب الصوت الفلسطيني تحمل جوانب عنصرية وتمنح الاحتلال القدرة على نشر ما يخدم مصالحه دون وجود منافسة أو رؤية أخرى.
وتشير اللجنة إلى أن استهداف المدنيين والصحفيين والبنية التحتية، بما فيها القطاع الكهربائي، يمثل انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان. يشمل هذا الانتهاك حقوق الصحفيين، وقد ترقى تلك الأعمال إلى مستوى جرائم حرب. وهذا النوع من الهجمات يترك تأثيرات كبيرة على العمل الصحفي، وذلك نظرًا لأن الكهرباء والإنترنت تعتبرا أدواتًا حيوية لاستمرارية مهمتهم في نقل الحقائق والأحداث.
لذا، تدعو اللجنة بشدة إلى تأمين خدمات الإنترنت والكهرباء بشكل مستدام في قطاع غزة، حيث يعد ذلك ضروريًا للحفاظ على حرية الصحافة والقدرة على نقل الأحداث بدقة وشفافية. وتؤكد اللجنة أيضًا على أهمية حماية حقوق الصحفيين وتوفير البيئة المناسبة لأداء واجبهم المهني. وتعبر عن تضامنها التام مع الصحفيين في قطاع غزة في هذه الظروف الصعبة.

لجنة دعم الصحفيين
11 – 10 – 2023