2021-08-03 12:53
دليل لبيئة أكثر أماناً للصحفيين والصحفيات: كيفية اكتشاف اختراق أجهزتكم، خطوات للحماية، تجنب المضايقات "أونلاين" وسبل التعامل معها
For English Version, Click Here
أصبحت الهواتف الذكية ومختلف أجهزة الاتصال والتواصل "حاجة ماسة" تلازم الأفراد، وخصوصاً الصحفيين والاعلاميين، بعد أن كانت في فترة سابقة من الكماليات، لما توفره لهم من سهولة الوصول الى المعلومات واعادة ارسالها وهو ما يشكل ركناً أساسياً من العمل الصحفي (تلقي المعلومات ونشرها). وقد جعل هذا التبادل الصحفيين والمدافعين عن حقوق الانسان من الأهداف الرئيسية لبرمجيات التجسس واختراق الاجهزة الالكترونية من قبل حكومات استبدادية من جهة والجهات التي تسعى لاخفاء ما يسعون لكشفه من جهة أخرى. وقد أوردت لجنة دعم الصحفيين (JSC) في تقريرها " حرية الصحافة وحقوق المدافعين عن الحريات في الشرق الأوسط: رهائن في قبضة شركات التجسس الإسرائيلية وحكومات بلادهم" عن التطور الاسرائيلي المريب في هذا المجال والتعاون القائم بين شركاته، خصوصاً NSO Group وCircles، ودول تاريخها حافل بانتهاكات حقوق الانسان عموماً، والحق في حرية الرأي والتعبير والعمل الصحفي خصوصاً. وقد زاد التطور الكبير في هذا المجال من القلق العالمي في مجال الأمن السيبراني، مع تطوير تقنيات Zero-click ، والتي تمكن الجهات المستهدِفة من اختراق جهازكم، دون الحاجة الى قيام "الهدف" بالضغط على اي رابط خبيث او الاجابة على اي اتصال.
لذا تقدم لكم لجنة دعم الصحفيين (JSC) دليلاً مبسطاً حول: أبرز مؤشرات احتمال تعرض هاتفكم أو جهاز الكمبيوتر للاختراق من قبل برمجيات التجسس وبعض سبل اكتشافها، خطوات حكاية أجهزتكم الإلكترونية، ونصائح لكيفية تجنب ومواجهة المضايقات والترهيب عبر الإنترنت.
أبرز مؤشرات احتمال تعرض جهازكم للاختراق
تتوفر خاصية تحميل التطبيقات من مصاد غير معروفة او موثوقة (Applications from Unknown Sources) او Root او Jailbreak على بعض الاجهزة للسماح لاصحابها بتحميل تطبيقات معينة من اختيارهم. الا ان تفعيل تلك الخدمة في الجهاز من تلقاء نفسها دون قراركم بتفعيلها، قد يكون مؤشراً الى تعرض جهازكم لاختراق يسمح بالوصول الى جذر نظامه وتعديلها.
بالدخول الى اعدادات هاتفكم (Settings) ثم الى كشف استهلاك البطارية (Battery Usage) من قبل البرمجيات (Software)، ستظهر لكم التطبيقات (Applications) التي تستهلك الطاقة او عبر الولوج الى خيار الشبكة والانترنت (Netwrok & Wireless) ثم الاطلاع على "استخدام البيانات Data Usage او عبر الدخول الى خيارات متقدمة Advanced Options ثم الى "امكانية الوصول" (Accessibility). اذا وجدتم اي تطبيق ناشط لم تقوموا بتحميله بأنفسكم، فهذا قد يكون مؤشراً على اختراق تعرضتم له قام بتثبيت برمجيات خاصة. كما يمكنكم الاطلاع على التطبيقات المحملة على هاتفكم للتاكد من أن جميع التطبيقات الموجودة قد اخترتم تحميلها. (قوموا بحذف التطبيقات المشبوهة من هواتفكم وأجهزتكم فوراً بحال وجودها، والتواصل مع معنيين للكشف على جهازكم).
الارتفاع السريع والمريب باستهلاككم لبيانات الانترنت، وخصوصاً في أوقات لم تكونوا فيها تقومون بتحميل وارسال ومتابعة ملفات شديدة الاستهلاك للبيانات، قد يدل على تثبيت برمجيات مراقبة تقوم بتلقي وبث بيانات على هاتفكم.
ترتفع حرارة الاجهزة الالكترونية بمعدل مقبول نسبيا خلال فترة استخدامها. إلا أن ارتفاع حرارة الجهاز بشكل لافتن على الرغم من عدم استخدامه، قد يكون مؤشراً على ضغط على CPU الجهازمن قبل برمجيات الاختراق التي تعمل باستمرار أو في الاوقات المخصصة لها.
عادة ما تعمل برمجيات التجسس والاختراق بشكل مستمر في خلفية برنامج الجهاز، لذلك فانها تتسبب باستنزاف اضافي وسريع طاقة البطارية.
نظراً لعملها المستمر في خلفية البرنامج ووصولها الى الكثير من اعدادات الجهاز وتطبيقاته عبر استقبال وارسال البيانات (الصور، المحادثات، الرسائل، الاتصالات، الفيديو، الميكروفون، المتصفحات وغيرها...)، قد تتسبب برمجيات الاختراق باضعاف قدرة الجهاز على الاستجابة لاوامركم (خصوصاً لناحية الاتصال ومشاركة الصور والفيديو والرسائل النصية والصوتية....)، في اشارة الى عطل خبيث (malware).
اذا ما اكتشفتم بين بيانات اتصالاتكم وجود ارقام مشبوهة لم تقوموا بالتواصل معها (لم تتلقوا منها اتصالا ولم تقوموا بالاتصال بها)، او وجدتم رسائل نصية او رسائل بريد الكتروني لم تقوموا بارسالها، فان ذلك مؤشر محتمل على تعرض جهازكم للاختراق، خصوصاً اذا ما تضمنت النصوص المرسلة الكثير من الأخطاء اللغوية والنحوية والكلمات غير المفهومة وعلامات الترقيم والرموز، وليس بالضرورة الروابط (Links)، فقط.
كما قد تلاحظون ان الرسائل التي تقومون بارسالها تتعرض لرفض الارسال او تصنف كـSpam في بريد الكتروني سبق وتلقى وتعرف على رسائلكم.
على الرغم من ان برامج ضارة (غير تجسسية) تعتمد ايضا على زيادة معدل ظهور النوافذ المنبثقة (Pop-ups) لعرض اعلانات تجارية ربحية، إلا أن ذلك قد يدل أحياناً على وجود برمجيات خبيثة قد تستوجب اهتمامكم وحذركم.
صحيح أن الكثير من الهواتف أو أجهزة الكمبيوتر قد تصدر أصواتاً غريبة أحياناً، الا ان استمرار ظهورها (كالضجيج المنتظم والطنين....) قد يكون اشارة على التنصت على جهازكم، سواء على الهاتف او من خلال ميكروفونات الكمبيوتر المتصلة والكاميرات.
اذا لاحظتم عدم او بطء تجاوب جهازكم مع قراركم باغلاقه او ايقاف تشغيله، قد يكون ذلك اشارة الى اختراقه من قبل برمجيات تسعى لانهاء خدمات الارسال او التلقي قبل السماح للجهاز بالتوقف عن العمل. كما ان بعض الأجهزة المخترقة قد تتوقف كلياً عن الاستجابة لأوامر ايقاف التشغيل.
اذا لاحظتم تشغيل خاصية بلوتوث على جهازكم (الهاتف او الكمبيوتر....) من تلقاء نفسها دون قيامكم بذلك بشكل مباشر، فهذا قد يكون مؤشراً على اختراق جهازكم من قبل أجهزة قريبة نسبياً دون الحاجة للمسه.
قد يتسبب ضعف شبكة الاتصال (الانترنت) ببطء تدفق الفيديوهات او الملفات الصوتية التي تتابعونها او تحملونها على جهازكم، الا ان ارتفاع وتيرة "التجميد" بوجود شبكة انترنت جيدة، قد يكون مؤشراً مريباً على ان اتصال جهازكم بالانترنت تتم مشاركته مع جهة اضافية. وهذا ما قد يحدث خصوصاً بعد اتصال جهازكم (كمبيوتر او هاتف) بشبكة انترنت غير موثوقة او مفتوحة للعموم.
غالباً ما تقوم برامج الاختراق بالسيطرة على نسبة عالية من التطبيقات والبرامج في جهازكم، ايقافاً لعملها او تفعيلاً او اضعافاً او تشفيراً لمنعكم من الولوج اليها مجدداً. لذلك فان ملاحظتكم توقف برامج معينة فجأة (خصوصاً برنامج مكافحة الفيروسات ومدير المهام) أو منعكم من فتح ملفاتكم قد تكون مؤشراً على اختراقها.
اذا لاحظتم ان جهازكم يقوم باعادة التشغيل من تلقاء ننفسه أو يقوم بإخطاركم وتحذيركم بأنه سيقوم باعادة التشغيل دون مبرر، فذلك قد يدل على اختراقه.
اذا لاحظتم تحرك مؤشر الـMouse وحده او انه يقوم بتحديد شيء ما او الاشارة اليه أو بطء استجابة الطابعة (keyboard) الكمبيوتر او الهاتف او طباعتها لشيء ما غير ما طلبتهم، فذه مؤشرات قوية على الاختراق.
اذا لاحظتم ان جهازكم ينقلكم، بشكل سريع وعشوائي، بين نوافذ وصفحات مختلفة غير تلك التي تسعون لدخولها او حتى دون سعيكم لدخول اي صفحة ومن دون اي تدخل منكم، فقد يكون جهازكم مخترقاً.
قد تقوم برمجيات الاختراق بحذف او اقتطاع ملفات عن جهازكم لارسالها للجهات المشغلة او بحذ برمجيات وتطبيقات تعيق عملها على جهازكم. لذا ملاحظة هذه الحوادث لا بد ان تسترعي انتباهكم وحذركم.
قد يكون التعديل غير المبرر للصفحات الرئيسية على شاشة جهازكم او تغيير صفحات البحث التلقائية من المؤشرات على اختراق جهازكم.
على الرغم من امكانية حدوثها صدفة، الا ان تواتر التشغيل التلقائي لفلاش الكاميرا في جهازكم او تشغيل الميكروفون قد يدل على تفعيلها من قبل برامج الاختراق لمتابعة محيطها.
خطوات لتفعيل حماية أجهزتكم من الإختراق السيبراني
كيف يمكن إزالة برامج التجسس من الجهاز؟
مع العلم أن شركات برامج التجسس تخصص قسمًا كبيرًا من أبحاثها حول "سرية" إجراءات التطبيقات والبرامج المطورة، بالإضافة إلى التنبيهات إلى محاولات إلغاء تثبيت "البرامج الضارة" ، فإن "الجهات المراقِبة" ستدرك إزالة البرنامج بمجرد توقف تدفق البيانات.
لتطهير جهازكم، يمكنكم محاولة:
1. إجراء فحص للبرامج الضارة (malware): تحتوي معظم الأجهزة الإلكترونية (أجهزة الكمبيوتر والهواتف) على برامج مكافحة الفيروسات الخاصة بها والتي يمكنها اكتشاف التهديدات الأساسية وإزالتها.
2. تغيير كلمات المرور بشكل متكرر واستخدام كلمات مرور قوية يصعب التنبؤ بها.
3. تفعيل المصادقة الثنائية لحماية حساباتكم (Two-factor-authentication) والتأكد من أن عمليات تسجيل الدخول تتطلب موافقتكم من أي جهاز غير موثوق به.
4. تحديث (Update) برنامج النظام الخاص بكم لأن الإصدارات الأحدث غالبًا ما تتضمن حلولاً لتصحيحات الاختراقات الأمنية.
5. استعادة إعدادات المصنع: بعد إجراء نسخ احتياطي للمحتوى المهم، إعادة تعيين إعدادات البرنامج (لنظام Android: الإعدادات> الإدارة العامة> إعادة تعيين> إعادة تعيين بيانات المصنع ، لنظام التشغيل iOS: الإعدادات> عام> إعادة تعيين).
6. بحال استمرار المشكلة ، لا بد من الاستعانة بأخصائي الأمن السيبراني وتجنب استخدام الجهاز حينها.
نصائح للحماية من المضايقات والتهديدات عبر الإنترنت
ليس فقط الصحفيون أنفسهم ، بل أيضاً أفراد عائلاتهم المقربون وزملاؤهم وأصدقاؤهم يمكن أن يكونوا في دائرة الإستهداف للمضايقات عبر الإنترنت. من خلال محاولة انتحال شخصية أو نشر معلومات شخصية عن صحفيين ، تحاول بعض الأطراف تخويف الصحفيين لمنعهم من متابعة ملفات حساسة قيد المتابعة. ولعل هذا هو السبب الرئيسي في أن العديد من الصحفيين ، وخاصة الصحفيين الاستقصائيين ، يحاولون حماية أنفسهم من خلال تقليص المعلومات العامة المتاحة عنهم وعن أماكن تواجدهم لتجنب أي مضايقات محتملة عبر الإنترنت ، أو تشويه السمعة ، أو التشهير ، أو التنمر ... والتي تتطور في كثير من الحالات إلى اعتداءات جسدية أيضاً.
علماً أن إزالة المعلومات المنشورة عبر الإنترنت قد تستغرق بعض الوقت وليست فورية ، خاصةً إذا تم نشرها من قبل جهة خارجية مصرح لها (مسؤول العمل ، وكالة حكومية ...) ، إليكم قائمة ببعض النصائح التي يمكن أخذها بعين الاعتبار:
التعامل مع المتحرشين والمضايقين عبر الإنترنت
بمجرد التعرض للاستهداف، يجب على الصحفي(ة) التنسيق على الفور مع الوسيلة الإعلامية أو الوكالة أو النقابة التي يـ(ت)نتمي إليها، وكذلك السلطات المحلية. إذا كان لديهم قسم خاص لذلك ، فقد يقدمون الدعم التقني والقانوني والنفسي-الاجتماعي المطلوب. إذا لم يكن كذلك ، وبالتوازي، لا بد للصحفيين من:
Cover Photo Courtesy: Jagwire