بدأ إجلاء المراسلين الصحفيين الأجانب وممثلي وسائل الإعلام الدولي من السودان، مع احتدام المعارك الدائرة بين طرفي النزاع، لتصبح التغطية الإعلامية أكثر صعوبة في ظل العراقيل التي يواجهها الصحفيون المحليون والأجانب في محاولاتهم لنقل الوقائع.

منذ بداية المعارك لم يتمكن الصحفيون العاملون في المؤسسات التلفزيونية والإذاعية من ممارسة أعمالهم بسبب انتشار القوات المسلحة داخل هذه المؤسسات، ومنعهم من الدخول. وقد احتُجز  بعضهم لساعات داخل مكاتبهم، كما حوصر أكثر من 30 صحفيًا لثلاثة أيام داخل مقر عملهم، دون طعام أو شراب، وتعرضت 4 مكاتب صحفية أجنبية إلى اطلاق نار تزامنًا مع تسجيل خطابات محرضة من مسؤولين عسكريين ومدنيين ضد الصحفيين الأجانب. كما احتلت القوات المسلحة محطة البث الإذاعي والتليفزيوني في منطقة الفتيحاب، وأوقفت بث أكثر من 30 محطه إذاعية داخل الخرطوم، كما توقّف بث قنوات النيل الأزرق والشروق والسودانية 24 وفضائية الخرطوم وقناة الخرطوم الدولية، فضلًا عن إغلاق جميع دور الصحف وسط الخرطوم، وحرمان المئات من الصحفيين من أداء عملهم داخل مؤسساتهم.

تجد اليوم وسائل الإعلام المحلية صعوبة بالغة في نقل الأخبار وما يجري على الأرض، مع توقف بث التلفزيون والإذاعة الحكوميتين في الساعات الأولى من اندلاع المعارك، ومعهما توقفت الإذاعات وقنوات التلفزيون والصحف الورقية الأخرى.  

ويواجه الصحفيون عراقيل لوجيستية تتعلق بصعوبة الوصول إلى بعض المواقع القتالية بسبب إغلاق الطرق، إضافة إلى أن تلك المواقع قد تكون مكشوفة، مما قد يعرض الفرق الإعلامية لمخاطر أكبر. 

ان لجنة دعم الصحفيين تدعو جميع الصحفيين والصحفيات المتواجدين في السودان إلى توخي الحيطة والحذر خلال أدائهم لمهامهم في ظل القتال الحاصل، وتناشد مراسلي القنوات الفضائية، بالالتزام بالمهنية، والتحلي بروح المسؤولية في نقل الأحداث، والالتزام بما ينص عليه الإعلان العالمي لأخلاقيات المهنة. وتحث الصحفيين  على اتباع أقصى درجات السلامة المهنية، وإن كان ذلك على حساب السبق الصحفي أو المعلومات والصور الخاصة. 

وتعبر اللجنة عن كامل تضامنها مع الصحفيين السودانيين وتطالب اللجنة بتوقيف خطابات الكراهية والتحريض ضد الصحفيين والصحفيات الأجانب بحيث أنها تتنافى مع القوانين والأخلاق والأعراف المتفق عليها بخصوص حماية الصحفيين وقد تعرض حياة الصحفيين للخطر. وتدعو الجمعيات الحقوقية المعنية والأمم المتحدة والمنظمات الدولية المساعدة لتوفير حماية للصحفيين أثناء تأديتهم لعملهم وتغطيتهم للأحداث.