2023-03-07 01:11
تواجه الإعلامية الفلسطينية عملها المهني بتحدي وشجاعة، على ساحة الميدان، وهي أمام نيران الاستهداف بالقتل أو الاعتقال والتنكيل بها، من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول منعها عن نقل الصورة الحية لمعاناة الشعب الفلسطيني وما يرتكبه الاحتلال بحقه وبأرضه ومقدساته من جرائم حرب تخالف كافة المواثيق والأعراف الدولية.
إننا في لجنة دعم الصحفيين، وعشية يوم المرأة العالمي والذي يصادف الثامن من مارس/ آذار من كل عام، نؤكد مواصلة الاحتلال ممارسة انتهاكاته بحق الصحفيات من الاعتقال وتمديد الاعتقال والحبس المنزلي والاعتداءات بشكل مباشر وإطلاق النار عليها والضرب والدهس من قبل الاحتلال ومستوطنيه، ومنعها من التغطية ومداهمة واقتحام منزلها، واستخدامها كدروع بشرية وغيرها من أشكال العنف والاعتداء.
وإننا في يوم المرأة العالمي نستذكر قتل الاحتلال الإسرائيلي للإعلاميتين شرين أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة، والصحفية الحرة غفران وراسنة اللتان اغتالتهما قوات الاحتلال العام الماضي2022، مطالبين المدعي العام بالجنائية الدولية بالنظر إلى ملف أبو عاقلة، والاعتماد على التحقيقات الفلسطينية في إدانة الاحتلال، ومن ثم فتح تحقيق خاص فيه، واستدعاء المسؤولين عن هذه الجريمة للمثول أمام النيابة العامة الدولية”، وكذلك تقديم الاحتلال للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة اغتيال الشهيدة شيرين أبو عاقلة، وإصابة الزميل علي السمودي، والشروع في القتل للزميلة شذا حنايشة” في نفس الواقعة.
كما نطالب برفع الحبس المنزلي والإفراج عن الإعلامية لمى غوشة، التي لا تزال تعاني من مماطلة محاكم الاحتلال الصورية التي أجلت محاكمتها يوم 14 شباط 2023 إلى 15 آذار2023، وكانت قد تعرضت لأكثر من 6 مرات متتالية للاعتقال وتمديد الاعتقال، بعد أن اعتقلتها قوات الاحتلال من بين وسط طفليها وهم آمنين في منزلهم بحي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وتم تحويل اعتقالها للحبس المنزلي والمنع من الاتصال والتواصل لحين انتهاء الإجراءات القانونية ضدها، بحجّة "التحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
إن الحبس المنزلي والاعتقال يعد جريمة بشعة ونكراء في حق المرأة الفلسطينية المناضلة عامة والإعلاميات خاصة، واعتداء واضح على حرية الرأي والتعبير.
وإننا في اللجنة نعرب عن خطورة تزايد انتهاكات الاحتلال بحق الحريات الصحفية دون وجود رادع للاحتلال الإسرائيلي، ما يتطلب بوقفة جادة من المجتمع الدولي وجميع الدول العربية ومنظمات حقوق المرأة والإنسان كي نوقف هذا الظلم.
ونرى أن جرائم الاحتلال وانتهاكاته تكشف بشكل واضح مستوى الاستهداف والملاحقة للجسم الصحفي من قبل الاحتلال وضرب كل قيم ومبادئ وقرارات المؤسسات الدولية بعرض الحائط، بما في ذلك قرارات الأمم المتحدة .
وندعو مجلس الأمن لأن يكون إلى جانب الضحية لإيقاف الإرهاب الإسرائيلي المتواصل بحق المواثيق الدولية وحقوق الإنسان، مشددة على ضرورة أن تتوفر للصحفيات كل وسائل الحماية القانونية والتدريب المهني.
وفي الختام إننا في لجنة دعم الصحفيين نهنئ كافة الإعلاميات بيوم المرأة العالمي، ونشيد بقدراتها وبالجهد المتواصل منهن على امتداد مراحل النضال الفلسطيني، ونشدد على أهمية مواصلة عملهن ومساندتهن لزملائهم الصحفيين.
ونؤكد أن الصحفية الفلسطينية أثبتت أنها تستحق تكريماً يليق بها وبتضحياتها، لعلّه يرقى لحجم المعاناة التي تلقتاها من غطرسةِ عدوٍ ظالم.