كيف تسيطر الـFilter Bubble على مسار بحثك واستطلاعك عبر متصفحات الانترنت؟

2022-01-06 06:18

التقارير

يدخل أحدنا متجر التسوّق فيختار ما اعتاد على الانجذاب إليه من منتجات أو خدمات رغم وجود الكثير من المنتجات المتنوعة. وهذا ما يسميه علماء النفس ب "التعرّض الانتقائي".  إن عملية البحث عن المعلومات تشبه التسوّق حيث يختار الناس ما يتناسب مع أذواقهم من دون الأخذ بعين الاعتبار مختلف الأنواع المتوافرة؛ فالانترنت  قد بات اليوم سوقًا مليئًا بالمعلومات.

 

لكن، عادةً ما يستقبلك أحدهم عند دخولك المتجر لمساعدتك فورًا. وإن كان هذا الأخير يعرفك جيّدًا، سيسارع إلى تقديم ما تقوم عادةً بالبحث عنه أو شرائه لتسهيل عملية بحثك عن مبتغاك لإرضائك. وهذا ما يحصل أيضًا على الإنترنت، الذي يقوم شغله الأساس على عرض ما يراه متصفّح الانترنت كأولوية أو ضمن اهتماماتك واختياراته من خلال خوارزميات تمكّنك من رؤية ما تحبّ، كي تحبّ أكثر وترضى.

 

يسمى هذا ب "فقاعة التصفية" أو Filter Bubble. إنها إحدى خاصيّات الخوارزمية التي تقوم على مراقبة ما تبحث عنه دومًا وبشكل مستمرّ، وتصنيفه من ضمن اهتماماتك ورغباتك فتقوم بحبسك عبر في داخل فقّاعة افتراضية لا ترى من خلالها إلّا ما تصفّحته سابقًا وكل ما هو مرتبط به على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وذلك لارتباطها جميعًا ببعضها البعض.

 

فما هي نقاط الإيجابية وما هو جانبها المظلم؟

 

إن إيجابية هذه الخدمة أي خدمة الفقّاعة تظهر في تعريفها، فهي تؤمن لمتصفّح الانترنت القدرة على الحصول المباشر والسريع على ما يريده وما يرغب به على صفحات الانترنت. وكذلك بالنسبة لمواقع التواصل الاجتماعي. فاليوم، على سبيل المثال، تطبيق فيسبوك قادرٌ على سماعنا وتسجيل ما يدور بيننا من أحاديث، وعرض الخدمات والمنتجات والوسائل التي توصلنا لمبتغانا، من دون حتى الطلب.

 

إن حركة كهذه تساعد على عزل مستخدم الانترنت ومتصفّح وسائل التواصل عن العالم الآخر المختلف وبالتالي لن يتمكّن من الحصول على الحقيقة كاملةً. فهل ما تعرضه لنا هذا الخوارزميات هو الحقيقة كاملةً؟ سوف تُساق مباشرةً ومن دون أي سابق إنذار نحو هذه الخطوة وهذا يشكّل بعض التهديد للديمقراطية. إنّهم يظنون أنه وبهذه الحركة وبتزويد المتصفّح بكل ما يجده مصدرًا لاهتماماته، فإنهم يقومون بذلك فتوسيع دائرة ديمقراطيته وحصوله على كل ما يريد. ولكن الحقيقة هي العكس.  إن حجب الآخر عن الآراء الأخرى المختلفة، والتي تكمل الحقيقة وتوضحها، يمنع الفرد من رؤية الصورة بشكل كامل وواضح، وبذلك لن يتمكن من إعطاء رأيًا موضوعيًّا وتشخيصًا عادلًا للأحداث والمواضيع.

 

 

 

إذن، أين يكمن الحلّ؟

 

تعمل شركات ضخمة، مثل غوغل، على إيجاد حلٍّ لهذه المشكلة، لكن الحلّ النهائي لم يتوافر بعد. وبهذا، جزء من الحل يكمن بأيدينا وذلك من خلال إبقاء "فقاعة التصفية" في ذهننا للعمل على تجنب محاصرتنا بأفكارها المحدودة التي تظن أنها وحدها تشكل وجهة نظرنا وتطلّعاتنا. ابحثو دائمًا عن نقاط الاختلاف ووجهات النظر المعارضة في كافة المواضيع المطروحة في العلن وعلى منصات التواصل الاجتماعي. بذلك، قد تقدروا على الحدّ ولو قليلًا على ما تعمل عليه هذه الفقاعة بإشراف الخوارزميات، وتمكن نفسك من الحصول دائمًا على الحقيقة كاملةً.

 

إننا محاصرون دائمًا، بمجموعة من القواعد والأفكار التي تلزمنا بالتفكير والعمل وفقًا لما يقتضيه هذه العوامل، سواء في الإعلام أو على مواقع التواصل الاجتماعي أو في حياتنا الطبيعية العادية. لذلك، علينا أن نأخذ الحذر وأن نسعى دائمًا للاطلاع على كافة النقاط المطروحة وعلى الحقيقة كاملةً بهدف تحقيق الموضوعية والمصداقية والعدل في مواقفنا وآرائنا.

 

Filter Bubble, IWM, March 9, 2017

https://youtu.be/CaXmu3k7K9s

 

 

GCS, How filter Bubbles isolate you, November 29, 2018

https://youtu.be/pT-k1kDIRnw

 

 

How news feed algorithms supercharge confirmation bias, Dec 18, 2018

https://youtu.be/prx9bxzns3g