2025-04-04 02:02
تعرب لجنة دعم الصحفيين عن استنكارها الشديد لما تعرّضت له الصحفية زينب ياسين، المراسلة في "تلفزيون لبنان" الرسمي، من تمييز صريح على خلفية ارتدائها الحجاب، ما دفعها إلى تقديم استقالتها احتجاجًا على منْعها من الظهور الإعلامي، رغم أدائها المهني البارز خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان.
وقد جاء في نص الاستقالة التي رفعتها إلى وزير الإعلام بول مرقص:
"أتقدم باستقالتي من هذه المؤسسة الوطنية، التي تبيّن أنها وطنية مجتزءة، هي وطنية لمن لا يرتدين الحجاب فقط."
إن التفاصيل التي كُشِف عنها — بما في ذلك تغييبها التدريجي عن التغطيات، وتعليمات مباشرة بعدم الظهور أمام الكاميرا بسبب الحجاب، ورفض انتقالها لقسم المراسلين بذريعة أن الحجاب "قد يسبب بلبلة" — تمثل انتهاكًا صارخًا لحرية المعتقد، ومخالفةً واضحة للدستور اللبناني وللاتفاقيات الدولية التي تضمن المساواة وحرية التعبير وعدم التمييز.
وفي هذا السياق، تذكر اللجنة بأن الوظيفة العامة، خصوصًا في مؤسسة إعلامية رسمية، يجب أن تكون نموذجًا لاحترام الحريات الشخصية وحقوق النساء، لا أن تُدار بالأعراف التمييزية أو الأهواء الشخصية.
بناء عليه، تدعو لجنة دعم الصحفيين إلى:
- فتح تحقيق شفاف وعاجل من قبل وزير الإعلام بول مرقص، ومحاسبة أي جهة تورطت في ممارسة أو تسهيل هذا النوع من التمييز المهني والديني. واتخاذ إجراءات صارمة لوضع حد لهذا التمييز، خاصةً في المؤسسات العامة المملوكة من قبل جميع المواطنين اللبنانيين.
- ضمان احترام الحريات الفردية وحرية المعتقد في المؤسسات الإعلامية العامة والخاصة، ورفض أي شكل من أشكال "رُهاب الحجاب" أو الرقابة المبنية على المظهر الديني.
- إعادة النظر في السياسات التحريرية والأعراف المعتمدة في تلفزيون لبنان، بما يتماشى مع الدستور اللبناني، والبيان الوزاري لحكومة الرئيس نواف سلام، الذي أكد التزام الدولة بإزالة العوائق التي تحدّ من مشاركة النساء في الحياة العامة.
إن ما جرى مع الصحفية زينب ياسين لا يمكن اعتباره حادثة فردية، بل هو اختبار حقيقي لمدى جدية مؤسسات الدولة في احترام الحقوق والحريات، وتحديدًا حقوق النساء في بيئات العمل العامة. وإن استمرار الصمت الرسمي عن هذه الحادثة يهدد بتكريس ثقافة التمييز والإقصاء في صلب المؤسسات الإعلامية الوطنية.
ختاماً، تؤكد اللجنة أنه في بلد يحمي رسمياً حقوق كل الطوائف الدينية ويتغنى بالتنوع، يعد هذا النوع من التمييز ضد الصحفيات المحجبات انتهاكاً صارخاً لمبادئ العدالة والمساواة التي يتمسك بها لبنان.
لجنة دعم الصحفيين
4 نيسان/ ابريل 2025