2021-11-30 12:43
فن المقابلات الصحفية أونلاين أو على أرض الواقع: 17 سراً لتحقيق أهدافها وتميزك أمام ضيفك وجمهورك
JSC
يمر الصحفي أو الإعلامي في العديد من التجارب خلال عمله الصحفي والمهني. قد ينطلق من تغطية إخبارية هنا، سواء مباشرة أو غير مباشرة، إلى إعداد التقارير وتحضيرها للبث، من عملية بحثية لجمع الأدلة والإستقصاء عن الحقائق أو من إطلالة أمام الشاشة أو خلف المذياع لبث خبر أو إعلان ما.... ولكن شخصية الصحفي في أذهان متابعيه غالباً ما لا "ينحتها" و"يصقلها" أي إنجاز صحفي كقدرته على إجراء مقابلات مع ضيوفه بلباقة وذكاء لإغناء متابعيه وإشباح حاجتهم إلى المعرفة والوصول الى المعلومات التي استقاها من ضيوفه، يكون فيها الضيف مرتاحاً ومصدراً غنياً للمعلومات في آن... فيترك بذلك كل صحفي أثراً في نفوس من أجرى مقابلته معهم ومن نقل إليهم تلك المقابلة.
ولأن "إستنطاق" أي مصدر للمعلومات، خصوصاً إذا كان حريصاً على عدم البوح بها، سواء لخوف يعتريه أو لـ "عوامل" خاصة تمنعه، ليس بالأمر السهل، وكلما زادت حدته كلما زاد "مستوى إختبار" فن المقابلة" لدى الصحفي، "لباقته"، "حنكته" وقدرته على تحقيق الهدف المرجو من المقابلة، تقدم لكم لجنة دعم الصحفيين (JSC) "أسراراً" للتحضير لمقابلة صحفية مهنية ناجحة (سواء كانت في لقاء مباشر أو مقابلة هاتفية أو عبر الأقمار الإصطناعية أو منصات التواصل الإجتماعي المرئية أو المسموعة أو المكتوبة أو البريد الإلكتروني):
ليصل المرء إلى هدفه، لا بد أن يحدده ويضعه نصب عينيه. لذا على الصحفي أن يسأل نفسه قبل الإنطلاق للتحضير لأي مقابلة أو لإجرائها:
2. التحضير الجيد والإستعداد للمقابلة
لعل أهم عامل سيؤثر على "جودة المعلومات" التي ستستقيها من المقابلة الصحفية التي ستجريها هو مقدار تحضيرك واستعدادك لإجراء هذه المقابلة ومرونة هذا التحضير ليواكب مستجدات الحوار. لذلك لا بد أن يكون الصحفي على إطلاع وافٍ بالموضوع قيد البحث والتغطية ولديه المعلومات الأوفر الممكنة عنه وعن الضيف المحاوَر، عبر الاستعانة بمواد أرشيفية صحفية أو عبر بحث عبر شبكة الانترنت أو عبر "مصادر الصحفي" الخاصة.
3. الإستعداد اللائق للمقابلة
وإن كانت المظاهر لا تدخل بشكل مباشر في تقييم المقابلة الصحفية، إلا أن إطلالة الصحفي تساهم في عكس جديته ومهنية إضافية في إختيار الزي الملائم. فالزي الفاضح يندرج ضمن المحظورات في جميع المقابلات والإطلالات الإعلامية. وعلى الإعلامي أن يستنسب في إختياره: بين الزي الرسمي التام للمقابلات الرسمية (عادة في المقابلات مع رجالات الدولة والمناصب الرسمية والمناسبات الرسمية والإجتماعية) أو الزي المعاصر (للمقابلات الرياضية والمقابلات في الشارع وغيرها...).
4. خلق جو من الثقة والراحة مع الضيف
تشكل كل مقابلة يجريها كل صحفي "سباقاً" بينه وبين المعلومات التي يمكن أن يستحصل عليها من الضيف أو الهدف الذي من أجله أجريت المقابلة في الوقت المتاح. ولذلك، على الصحفي أن يشعر ضيفه دائماً أنه (أي المحاوِر) في موقع "الطالب" للمقابلة والساعي إليها (حتى لو كانت الحقيقة معاكسة في أحيان أخرى). فيتقرب منه بلطف ويختار الوقت المناسب للقاء الأول.
ووفقاً لشهادات الكثيرين من الإعلاميين، يفضل الكثير من الضيوف التواصل الخطي معهم والتعريف بالجهة المتصلة قبل أي إتصال شفهي مباشر، كأن تبعث للضيف برسالة عبر البريد الإلكتروني أو عبر رسالة نصية قصيرة للتعريف بنفسك وبالجهة الإعلامية التي ستمثلها في المقابلة، وإبداء رغبتك بالاتصال وتحديد طبيعته (إتصال هاتفي تعارفي أو رسالة أخرى ...). كما يمكن للدردشة العامة مع الضيف قبل بدء المقابلة أن تكسر الجليد معه، طالما سمح وقته بذلك طبعاً.
5. التأكيد للضيف على أن المقابلة مفيدة للطرفين
لا بد أن يقتنع الضيف منك بأن "المعلومات" التي سيقدمها ستكون قيمة جداً وأن محاورته بحد ذاتها قيمة مضافة إلى هدفك المهني (إجراء مقابلة فردية، تضمينها في تقرير، ضمها إلى ملف تحقيق إستقصائي...)، وأنه هو أيضاً بحاجة لهذه المقابلة لتوضيح ما يُساء فهمه عن علاقته بالملف لدى الرأي العام. كما على الصحفي "طمأنة" الضيف بتعهد يرضيه أن لا معلومات ستنشر خلال اللقاء، حتى لو صرح بها الضيف، ما لم يكن اللقاء مباشراً، إلا بموافقته.
6. إختيار الاستراتيجية المناسبة لكل مقابلة وفقاً للهدف المرجو منها
بشكل اساسي، يمكن تصنيف المقابلات، وفقاً لاستراتيجياتها، إلى ثلاثة:
7. تحضير قائمة الأسئلة أو الطروحات مكتوبة سلفاً
مهما بلغ الصحفي أو الإعلامي من المهنية والخبرة في مجاله، يظل التحضير الجيد للمقابلة عنصراً أساسياً وهاماً جداً لنجاحها. والتحضير الجيد لا يستدعي بالضرورة أبحاثاً مطولة، حيث أن بعض المقابلات قد تكون طارئة وعاجلة لا تسمح بالكثير من الوقت للتحضير. ولكن المقصود هو إعداد قائمة مكتوبة بالأسئلة الأساسية التي تود طرحها على الضيف أو أقله لائحة بالنقاط حول الموضوعات التي تود أن يدور الحوار حولها أو من أجلها، لما لهذا الأمر من دور هام جداً في إنجاز الغاية المنشودة من المقابلة، خصوصاً إذا كانت المقابلة ذات وقت محدود وغير قابلة لتكرارها في وقت قريب، وذلك لضمان إخراج الضيف عن صمته أو تجنب هروبه من الحديث عن نقاط معينة.
8. طرح الأسئلة المناسبة
على الرغم من توسلها من قبل العديد من الإعلاميين إلا أن طرح الأسئلة "المتعددة الأوجه" أو الخارجة عن موضوع المقابلة أو المنحازة عادة ما يكسر رابط الثقة بين الإعلامي وضيوفه.
فالطريقة الأمثل لإجراء أي مقابلة، خصوصاً إذا كانت مباشرة، تستوجب التدرج من أسئلة عمومية إلى أسئلة واضحة ودقيقة ومدعومة بالأدلة والبراهين (بحال الحاجة إلى مواجهة الضيف بها) تتمحور حول الإشكالية الرئيسية للمقابلة، وتكون كل عباراتها مختارة بعناية وموزونة، لا سيما في المقابلات الرسمية في الظروف الحساسة في أي بلد. ولكن ذلك لا يعني أن لا يمارس الصحفي حنكته وذكاءه خلال المقابلة بأسئلة "فطنة" ولكن واضحة ومفهومة، حيث أن الهدف هو استنطاق الضيف، عبر أسئلة رئيسية ثم أخرى ثانوية "ذكية" من سياق إجاباته على السؤال الرئيسي، وليس تشتيته ودفعه للتفكر في "أهداف" السؤال قبل الإجابة عنه (والتي قد يكون ينوي القيام به أصلاً).
ولتحقيق هذه الغايات، يفضل:
فعلى الرغم من الكثير من "الأساليب" التي يسعى إعلاميون لإعتمادها بهدف السبق الصحفي والترويج لحلقاتهم الإعلامية، إلا أن السؤال المناسب لكل مقابلة صحفية مهنية هو السؤال الدقيق والواضح، الحيادي والمفهوم، والذي لا يشعر الضيف معه أنه مرغم على الإجابة "وإلا...".
ومن الأسئلة التي يفضل أن تتم عليها الإجابة من قبل الضيف (أو لربما الصحفي نفسه في إطار معين) في كل مقابلة:
9. حسن إختيار المكان المناسب للمقابلة
يلعب إختيار مكان إجراء المقابلة دوراً هاماً جداً في إعطاء الضيف الثقة والطمأنينة للتصريح، خصوصاً إذا كانت المعلومات التي يقدمها بالغة الحساسية و"الخطورة"، وإذا ما كان يفضل عدم التصريح عن هويته كمصدر للمعلومات. كما أنه لا بد وان يتناسب مع الهدف من إجراء المقابلة، بعيداً عن جلبة الجماهير والحضور. اضافة الى ذلك، وعندما يطلب الصحفي إجراء المقابلة، يفسح بالمجال أمام الضيف لإختيار المكان الذي يحبذه، وعادة يكون مكاناً يتواجد الضيف فيه. كما يفضل تجنب الأماكن العامة المكتظة او التي تتضمن ضوضاء مرافقة، كالمقاهي والمطاعم، واستبدالها بمكتب أو مكتبة أو مكان أكثر خصوصية في الهواء الطلق. أما إذا كان من ضمن أهداف المقابلة دردشة غير رسمية أو استطلاع آراء الجماهير والأشخاص الثانويين، حينها تكون المقابلة في مكان عام مقبولة.
10. اختيار النبرة الملائمة لتحقيق الغاية من المقابلة
صحيح أن المقابلة هي سباق وتحد، ولكنها بالتأكيد لم ولن تكون مباراة ملاكمة أو نزالاً عنيفاً مع الضيف، إذا أردت ضمان نجاحها واستمرار تعاون الضيوف معك (بحال حلقات متتالية من برنامج حواري معين). إنها مساحة تلاقٍ مع شخصية مبهمة يسعى فيها كل من الطرفين ليكون للطرف الآخر فيها الحصة الأكبر من الحديث "القيم". لذا على الصحفي دائماً أن يلجأ إلى تجنب الاسراع في الحديث، واعتماد النبرة الرصينة، الهادئة، الودودة، والمقدِّرة لتعاون الضيف. فحتى لو يتم يتفق الإعلامي مع يطرحه الضيف أو لم يوافق عليه، عليه أن يعبر عن ذلك بلباقة وحنكة لا تثير "حساسية" ضيفه.
أما إذا شعر الصحفي أن ضيفه لا يقدم له ما يصبو إليه، أو ما اتفق عليه أحياناً، فالعدائية والتهجم عليه فكرة غير صائبة إطلاقاً ولن يفيد الإستفزاز "الفج" أو السعي الجلي لتحقيق إنتصار البتة في "إستخراج" أسراره، بل على العكس تماماً، قد يجعله ذلك في موضع دفاعي أقل تجاوباً مع أبسط الأسئلة، وصولاً إلى إنهاء المقابلة تماماً.
11. الإستماع والإصغاء والإنصات ثم التعليق والسؤال
حيث يفضل أغلبية الصحفيين عدم مشاركة الأسئلة مع ضيوفهم بل يفضلون إعطاءهم الخطوط العريضة للأسئلة للحفاظ على عناصر العفوية والتلقائية بالإجابة، على الصحفي الحرص على الانصات جيداً جداً إلى نوعية إجابات ضيفه، سواء كانت قصيرة أم مطولة، لعله بذلك يستطيع اضافة أسئلة ثانوية لم تكن بباله عند التحضير للمقابلة. كما يسمح الاصغاء الجيد للضيف بإضفاء المزيد من رابط الثقة بينه وبين الصحفي، ما ينعكس انسياباً أكبر واكثر راحة في تقديم المعلومات.
12. كيفية التعاطي مع استمرار رفض الضيف الإجابة
كثيراً ما يسعى بعض الضيوف للهروب المتكرر من الأسئلة الحساسة. وإن كنا قد أشرنا سابقاً إلى "عدم صوابية" إشعار الضيف أنه مجبر على الإجابة عنها، إلا أن الصحفي الذكي لا يستسلم بسهولة لمحاولات ثنيه عن الوصول الى "الحقيقة" بطرق مهذبة، هادئة، رصينة، وواضحة. فهو قد:
13. التزام ميثاق شرف الصحفيين في نقل محتوى المقابلة بدقة
سعياً لـ"الإثارة والتشويق"، قد يسعى بعض الصحفيين إلى إجتزاء عبارات قالها الضيف، أو إضافة ما "تم فهمه من سياق حديثه" على أنه "تعبير صريح صادر عنه"، أو حذف جزء بالغ الأهمية من حديثه. فالمهنية تقتضي إلتزام الصحفي بدقة نقل محتوى المقابلة، خلال تحرير (مونتاج) فيديو المقابلة أو التسجيل الصوتي أو تفريغها في مقالة مكتوبة، مع حق الصحفي طبعاً في الإيجاز والتركيز على إشكالية اللقاء المطروحة. كما لا بد من إحترام رغبة الضيف بتجنب نشر بعضاً مما صرح به بعد إنتهاء المقابلة.
ومع عدم إلتزام الصحفي بالدقة في نقل المحتوى دون تشويه أو تحريف للحقائق، قد يخسر مصداقيته ومناقبيته مع الضيوف القادمين ويعرض نفسه للكثير من المساءلات وطرح علامات الاستفهام، ما قد يكلفه الكثير من الضيوف اللاحقين، ويهز "صورته" أمام الرأي العام.
14. أصول تسجيل أحداث المقابلة
يساهم تسجيل اللقاء في حماية الصحفي من إنكار الضيف لتصريح أدلى به في وقت لاحق من نشر المقابلة، كما يحرر الصحفي من الإنشغال بتدوين الملاحظات والإجابات ليوفر له وقتاً أوسع لمراقبة وملاحظة عناصر بصرية هامة قد يقدمها الضيف خلال مقابلته.
ففي المقام الأول، لا بد للصحفي أن يستحصل على موافقة ضيفه بأن يكون اللقاء مسجلاً مع إمكانية إيقاف التسجيل بحال رغبته بذلك. وبناء على ذلك التصريح أيضاً، تقتضي أصول اللياقة أن يوقف الصحفي التسجيل في حال استجد طارئ خلال اطار المقابلة، بحال تلقي الضيف مكالمة خاصة أو دخول شخص للحديث معه في شأن خاص مثلاُ.
ولكن التسجيل لا يلغي أبداً الحاجة إلى فطنة و"تيقظ" الصحفي خلال المقابلة، كأن يدون نقاطاً إضافية لسؤال الضيف عنها وردت في حديثه ولم تكن ضمن النقاط المعدة سلفاً، التركيز على موضوع أولاه الضيف أهمية بالغة في حديثه، تعابير لغة جسد الضيف (حركة اليدين، الرجلين، تعابير الوجه، بين الابتسام أو العبوس أو الصدمة والغضب، طريقة التعامل مع الأدوات المكتبية أو الإشارة إلى الأدلة الملموسة أو عرضها والتفاعل معها)، وغير ذلك مما قد لا يسمح التسجيل الصوتي بإختزانه.
15. أصول اختتام المقابلة الصحفية
"حسن الختام" لمقابلتك دلالة إضافية على تميزك ومهنيتك. فحتى لو كان قد تم الإتفاق على جميع حيثياتها، لا بد للصجفي من تذكير ضيفه بالغاية الصحفية التي أجريت من أجلها المقابلة وكيفية إخراجها للرأي العام (ما لم تكن تبث مباشرة):
كما ويستحسن أن يُسأل الضيف في ختام المقابلة عن أي أمر يريد طرحه لم يسنح له باضافته خلالها، إن كان يرشح آخرين ليكونوا الضيوف القادمين، وأن يطلب الإذن بالتواصل معه مجدداً قبل طرح المادة الإعلامية بحال الحاجة لتوضيح ما.
16. إجراء المقابلات الصحفية المرئية أو المسموعة عبر الإنترنت
بالإضافة إلى ما سبق، تتمتع المقابلات الصحفية عبر الإنترنت بميزات إضافية. فهي وإذ تساعد في تجاوز المسافات، فلا بد من الإلتفات إلى النقاط التالية:
17. إجراء المقابلات الصحفية عبر البريد الإلكتروني
إضافة إلى ما سبق، ومع كل ما تفقده المقابلة عبر البريد الإلكتروني للصحفي من العفوية وإمكانية المتابعة والإستطراد وملاحظة التغيرات الآنية ولغة الجسد وغيرها أثناء المواجهة المباشرة مع الضيف نفسه (حيث قد يعمد لإختيار آخرين لصياغة إجابته)، قد تكون هي الخيار الوحيد المتاح. لذا لا بد من مراعاة التالي:
المراجع:
BACP (2021), "Media interviews Guidelines on the interview process”, Retrieved on November 28th, 2021 from https://www.bacp.co.uk/about-us/press-office/member-resources/interview-guidelines/
LHM Strategic LLC (2020), "7 Tips for Virtual Press Interviews and Going Live Social Media"، lhmstrategic.com, Retrieved on November 26th, 2021 from https://lhmstrategic.com/virtual-press-interview-tips/
Scholastic Inc (2020), "How to Conduct a Journalistic Interview, Retrieved on November 26th, 2021 from https://www.scholastic.com/teachers/articles/teaching-content/how-conduct-journalistic-interview/
Stephanie Thomson (2018), "5 Journalistic Tips for Conducting Better Interviews”. Retrieved on November 20th, 2021 from https://contently.com/2018/04/12/tips-conducting-interviews/
إسماعيل ضحى. (2020). كيف أجري مقابلة صحفية. موضوع. Retrieved November 20, 2021, from https://mawdoo3.com/%D9%83%D9%8A%D9%81_%D8%A3%D8%AC%D8%B1%D9%8A_%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9_%D8%B5%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%A9