2021-11-26 11:57
عرّف موقع الجزيرة الجيوش الالكترونية على أنها "إنّها مجموعات مدرّبة تعمل وفق أجندة خاصة هدفها اختراق مواقع الخصوم، والترويج لوجهة نظر معينة عبر مختلف منصات الإنترنت، وإسكات وتشويه سمعة المناوئين، إلى جانب ترويج الإشاعات والأكاذيب وخلق البلبلة، وقد بدأت الدول في إنشاء وحدات إلكترونية داخل أجهزتها العسكرية والأمنية لحماية أمنها القومي."
برز هذا المصطلح إلى العلن منذ عدّة سنوات حيث لجأت إليه معظم الدول وخاصّة الدول الكبرى التي تشكّل عناصر القوة العالمية. تعتمد هذه الدول من خلال أجهزة أمنها واستخباراتها إلى تجهيز أطقم ومجموعات مدرّبة ووسائل تقنية حديثة للعمل وفق طريقتين اثنتين: الأولى تتمثّل بإرسال فيروس يعمل على السيطرة على المواقع المستهدفة من دون الكشف عمّن يقف خلف العملي. يخترق هؤلاء إما مواقع السياسيين المستهدفين أو أحد الشخصيات المرموقة أو حتى صفحات بعض وسائل الإعلام وذلك من أجل نشر المعلومات المضلّلة. أما الطريقة الثانية وهي الأكثر انتشارًا هي إنشاء حسابات وهمية بأسماء أشخاصٍ وهميين يقومون بحملات مدفوعة الثمن لتأييد أحدهم أو التحريض ضدّه من خلال نشر كلمات وعبارات معيّنة تخدم الهدف.
فما هي أسباب اللجوء إلى الجيوش الالكترونية؟
تختلف الأسباب بين شخصين وعامّة حيث تلجأ بعض الجيوش الالكترونية المأمورة إلى استهداف شخصية ما لغرض شخصي يضرّ بسمعة فلان أو يؤذيه في مسيرته المهنية أو السياسية. أمّا الأسباب العامة والأكثر شيوعًا أو التي يسعون لتحقيقها أكثر من غيرها فهي:
لكن ما يجدر الإشارة له أن هذه الظاهرة لم تأتي من فراغ، فإن مجموعة من الممارسات وإهمال الدولة وعدم اكتراث الناس قد ساهموا جميعهم في انتشار هذه الظاهرة:
ذكر موقع الجزيرة أنه "ومن أشهر المؤسسات التي اخترقها الجيش الإلكتروني السوري "بي.بي.سي"، ورويترز، أسوشيتد برس، ووكالة الأنباء الفرنسية، ونيويورك تايمز، والغارديان، وهيومن رايتس ووتش.
وكذلك ذكر موقع الجزيرة أيضًا أنه "في قضية حصار قطر مثلًا واندلاع الأزمة الخليجية التي بدأت في الأيام الأولى من شهر رمضان 1438، الموافق لـ5 يونيو/حزيران 2017، حرصت كثير من المجموعات والحسابات على تويتر وفيسبوك على ترويج العديد من الإشاعات ضد قطر، سرعان ما كان يتبين أن لا أساس لها من الصحة، وظهرت عدة وسومات (هاشتاغات) على تويتر تسعى إلى البلبلة وخلط الأوراق، في ظل عجز الدول المحاصِرة وهي السعودية والإمارات والبحرين ومصر عن إثبات مزاعمها بشأن قطر، والاكتفاء بتوجيه الاتهامات دون أدلة."
فهل من سبيلٍ لحل هذه المشكلة؟
يمكن التخفيف من انتشار هذه المشكلة من خلال حلولٍ عدّة أهمها تدريب عناصر الدولة وموظفيها على المعدات الالكترونية وأنظمة الحماية والتقنيات الحديثة من أجل أن يكونوا على استعداد دائم لمواجهة أي اعتداء أو هجوم على هذا المثيل. بالإضافة إلى ذلك، يجب محاسبة كل من يجرؤ على بث الأخبار الخاطئة وخطابات الكراهية والفتنة بين المذاهب والمناطق والأديان فإن وجود قضاء وقوانين يُحاسب الأفراد على أساسها لعملهم عكس ما تنص هذه القوانين وبالتالي إلحاق الضرر بالناس والشعب، سوف يجعل الجميع مسؤولًا عم يكتبه أو ينشره على هذه المنصات الافتراضية. أما الدور الأكبر يكمن في عمل وسائل الإعلام، الوسيلة الأكثر تأثيرًا ومتابعةً وإقناعًا للناس في يومنا هذا. ويجدر الإشارة أنه وفي الوقت القريب الماضي، أثارت بعض وسائل الإعلام في دول عدّة، مختلف الشبهات حولها وتساءلاتٍ كثيرة مفادها: هل تؤدي وسائل الإعلام دورًا وسيطًا بين السياسيين ومنظمي الجيوش الالكترونية خاصّة أن وسائل إعلام كثيرة كانت قد انخرطت في حملات الجيوش الالكترونية عبر تبنّي ما تنشره هذه الصفحات رغم أنها مفبركة.
فما هو دور وسائل الإعلام في ظل هذه الحملات؟
على وسائل الإعلام أن تحاول أقصى جهودها كي لا تكون طرفًا في نشر الأخبار المضللة والكاذبة وذلك لما تشكله من أهمية ومصدر موثوق ومعتمد من قبل الجمهور. إن السعي نحو إنشاء محطات إعلامية مستقلة وغير تابعة لأي طرف أو حزب سياسي سيُسهم في وصول الأخبار والمستجدات كما هي من دون أي زيادة أو نقصان. فإن الأطراف السياسية تسعى دومًا نحو تزييف الأخبار وتغييرها وفقًا لما يناسب أهدافها وتطلّعاتها السياسية. ثانيًا، على القوانين أن تؤدي دورها الحقيقي في هذا المجال فمحاسبة كل من يفتعل الفتن ويختلق الأكاذيب هو حاجة وضرورة لاستقرار الوضع في البلد.
على العالم أجمع أن يعي أن الحروب اليوم لم تعد عسكرية تتطلّب تجهيز الأسلحة والعتاد وتدريب الجنود، فإن هذا السبيل بات يؤدي إلى تكلّف الدول خسائر مادية وبشرية عظيمة. فظهر الحل الأنسب وهو الخوض في حروبٍ افتراضية، يقتصر عملها على الهواتف الذكية وأدوات الذكاء الاصطناعي عبر أشخاصٍ متدرّبين ومهيّ~يين لهكذا عملية، بنتائجٍ تكاد تتفوق على النتائج العسكرية. فاليوم ومن خلف شاشة حاسوبك أو هاتفك الذكي، يمكنك أن تشعل حروبًا ونزاعات بين دول عبر زرع فكرة ما تؤدي إلى الفتنة.
المصادر:
أنس قاسم، بيت الإعلام العراقي
تقرير الرصد الإعلاني، بيت اللإعلام العراق
موقع الجزيرة، ماذا تعرف عن الجيوش الالكترونية؟ رويترز
مهدي سلمان الرسام، جريدة النهار