تداعيات خطيرة للمضايقات التي تتعرض لها الصحفيات خلال ممارستهن عملهن الصحفي

2020-10-20 11:31

التقارير

ان لجنة دعم الصحفيين اذ تعبر عن تضامنها الكامل مع جميع الصحفيين والإعلاميين والعاملين في المجال الصحفي والإعلامي، وبالأخص للنساء العاملات في هذا المجال، تحذر من استمرار الممارسات المؤذية بحقهم على خلفية عملهم الصحفي، سواء كانت تلك المضايقات في العالم الافتراضي (أونلاين) او حتى اذا ما انتقلت الى الواقع (تعرضا لهم او لافراد اسرهم او غيرهم) بالاذى. وتجدد دعوتها للجميع الى اتخاذ اقصى درجات الحذر من الانخراط في مثل هذه مضايقات او الترويج لها.
ولذلك، تقدم لكم اللجنة ابرز ما جاء في تقرير عن المضايقات والمخاطر التي تواجه الصحافيات النساء خلال عملهن الصحفي نشرته "شبكة الصحفيين الدوليين" تحت عنوان " دراسة عالميّة حول العنف الموجه الصحفيات عبر الإنترنت":

"تبرز سلامة الصحفيات في واجهة العمل الصحفي في العالم، لا سيما وأنهنّ يواجهن مخاطر جديّة تتمثّل بتهديدات السلامة الرقمية والنفسية والجسدية، والتي غالبًا ما يكون لها تداعيات مخيفة وأحيانًا تؤدّي إلى الوفاة.

وعن أشكال المخاطر، فهي تتراوح بين المضايقات والإساءات عبر الإنترنت وصولاً إلى التهديدات بالعنف الجنسي، إضافةً إلى انتهاكات الخصوصية والأمن الرقمي واستخدام بعض التقنيات بهدف التضليل. ويمكن تسمية هذه التهديدات "العنف الجنساني عبر الإنترنت"، أي الإرتكابات المؤذية التي تتعرّض لها الصحفيات بسبب جنسهنّ، والتي يقوم بها أشخاص يكرهون النساء أو بعض الشبكات المترابطة التي تشنّ هكذا حملات أو أشخاص يهدفون إلى التضليل وبث المعلومات الكاذبة لاهداف خاصة.

بناءً على ما تقدّم، أطلق المركز الدولي للصحفيين بالإشتراك مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) دراسة مسحيّة عالميّة لرصد حالات وتأثيرات العنف الذي يمارس ضد الصحفيات عبر الإنترنت وفهم مظاهر وأشكال العنف الجنساني عبر الإنترنت في عام 2020، وذلك بهدف توصيف المشكلة وتفصيلها كخطوة أولى، ثم اتخاذ تدابير فعالة لمواجهتها، بعد اختبار الإجراءات الفعّالة والبحث عن الطرق التي تؤدّي إلى النتيجة المطلوبة ودراسة أبرز الأمور التي تحتاجها الصحفيات.

  كيف تتعرض الصحفيات للعنف على الإنترنت؟

من ابرز تفاصيل خطورة تهديد النساء عبر الإنترنت هو ان المضايقات (عبر التعليقات، الرسائل او غيرها) تلاحق النساء الصحفيات من أماكن عملهن إلى المنزل، ما قد يؤثّر على عملهنّ وإنتاجهنّ، كما يمكن أن تلحق هذه الممارسات الأذى النفسي والضرر المهني والعنف الجسدي أحيانًا، ما قد يهدد استمراريتهن في عملهن

 

 

 ثلاثة أنواع من التهديدات المشتركة

تواجه الصحفيات ثلاثة تهديدات متقاربة ومشتركة عبر الإنترنت، هي:

-      أولاً: المضايقات والاعتداءات المعادية للمرأة

 تشمل هذه المضايقات الاعتداء والتحرش الجنسيين وتهديد الصحفيات بالعنف والاعتداء الجنسي والاغتصاب والقتل. وأحيانًا، تتخطّى التهديدات الصحفيات لتنسحب على بناتهن وأخواتهن وأمهاتهن. كما تتعرّض الصحفيات لحملات يقوم بها أشخاص أو مجموعات أو شبكات، وتستهدف المظهر والجنس والمهنية بهدف تشويه سمعتهنّ والتقليل من ثقتهنّ بأنفسهن.

-      ثانيًا: حملات تضليل مدروسة تستغل القصص المعادية للنساء

  تعتبر الصحفيات أهدافًا متكررة لحملات التضليل عبر الإنترنت، والتي تشارك فيها أحيانًا جهات حكومية، ومن أبرز ما تتضمّنه حملات التضليل هو اتهام الصحفيات بأنّ سلوكهنّ المهني تشوبه مشكلات وإلحاق الضرر بسمعتهن الشخصية ونشر صور مسيئة ومتلاعب بها ومقاطع فيديو إباحية مزيفة. ويهدف المهاجمون إلى تقويض مصداقية الصحفية وإحراجها للتراجع عن العمل والتخفيف من توجيه النقد خلال العمل.

-      ثالثًا: تهديدات الخصوصية والأمن الرقمي

 تتضمن أساليب الهجوم المصممة للإضرار بخصوصية الصحفيات وأمنهن وسلامتهن على الإنترنت، البرامج الضارة والقرصنة والتحايل، إضافةً إلى الكشف عن عناوين سكن وعمل الصحفيات وخارطة تحركهن.

 عن العنف عبر الإنترنت

 يتجلى العنف عبر الإنترنت الذي يستهدف الصحفيات من خلال مجموعة متنوعة من الطرق، ولكن له عدد من الخصائص المشتركة، وهي:

1.     يكون متصلاً بشبكة: في معظم الأحيان، يتم تنظيم العنف عبر الإنترنت.

2.     يتعدّى العنف الصحفيات: ينتشر العنف عبر الإنترنت ضد الصحفيات ويتعداهنّ ليشمل عائلاتهن ومصادرهن والجمهور المتابع لهن.

3.     العنف الشخصي: غالبًا ما يرتبط العنف بتهديدات شخصية توجّه للصحفيات.

 

العلاقة بين العنف عبر الإنترنت والعنف الواقعي

ظهر نمط جديد يربط بين حملات العنف عبر الإنترنت والهجمات غير المتصلة بالإنترنت، مما يوضح أنّ نهجًا جديدًا من التصعيد في التهديد الفعلي تواجهه الصحفيات حول العالم.

هذا وقد تابعت الجمعية العامة للأمم المتحدة إمكانية انتقال العنف عبر الإنترنت إلى العالم الواقعي والآثار الخطيرة لهذا النوع من العنف على الصحة النفسية للصحفيات، ثمّ أصدرت قرارًا يدين جميع "الاعتداءات التي تتعرّض لها الصحفيات أثناء ممارسة عملهن، بما في ذلك الاعتداءات الجنسية، التمييز، العنف القائم على النوع الاجتماعي، الترهيب والمضايقة عبر الإنترنت وعلى أرض الواقع".

إشارةً إلى أنّ العنف الذي يُمارس ضد الصحفيات على الإنترنت يصل إلى حد الاعتداء على حرية وسائل الإعلام وحق الجمهور في الوصول إلى المعلومات."

ملاحظة: صورة الغلاف تعبيرية