600 حالة تعذيب وانتهاك بحق الصحفيين في فلسطين خلال النصف الأول من العام الحالي

2018-06-28 03:47

التقارير

تزامناً مع اليوم العالمي لمناهضة التعذيب
لجنة دعم الصحفيين: 600 حالة  تعذيب وانتهاك بحق الصحفيين خلال النصف الاول من العام الحالي

لا زال الاحتلال الإسرائيلي يُمارس عدوانه وجرائمه المنظمة على مرمى من العالم بحق الشعب الفلسطيني والمدنيين العزل والصحفيين الفلسطينيين على وجه الخصوص.

فأفظع ما يُقال بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التعذيب، إنّ الاحتلال الإسرائيلي استخدم كافة أنواع الأسلحة والتعذيب المحرمة دوليًا اتجاه الحريات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية، في محاولة منه لقتل الصورة والكلمة التي تنشر وتفضح حقيقة ما يُمارسه في الأراضي الفلسطيني المحتلة من سلب ونهب وقتل واعتقال وإهانة وكافة أنواع المعاملات التي تتنافى مع الاتفاقيات الدولية التي أعطت للصحفيين والإعلاميين الحق في ممارسة حرياتهم وآرائهم ضد الظلم والقهر الإسرائيلي.

ويبدو جليًا أنّ الاحتلال لا زال يرتكب الجرائم والاعتداءات المنظمة متحديًا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان منذ عام 1948، والمتفق عالمياً على مواجهته عبر إبرام اتفاقية مناهضة التعذيب ونفاذها منذ 26 يونيو / حزيران 1987، الأمر الذي يستدعي محاسبة الاحتلال على جرائمه التي حتمًا لن تسقط بالتقادم.

وعلى ضوء ذلك، أكدت لجنة دعم الصحفيين في تقريرها النصف سنوي لعام 2018، والذي يأتي تزامناً مع اليوم العالمي لمناهضة التعذيب، أنّ الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يُمارس أساليب التعذيب وسياسة تكميم الأفواه بحق الحريات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتقييد حرية العمل الصحفي والإعلامي، حيث رصدت اللجنة 468 حالة انتهاك بحق الإعلاميين من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، فيما بلغت عدد الانتهاكات من قبل جهات فلسطينية 132 انتهاكاً.

وبيّن التقرير أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي تتعمد في استخدام القوة المباشرة والمفرطة لقمع الصحافيين/ت ووسائل الإعلام من أجل إقصائهم وإبعادهم عن الميدان ومنع عمليات التغطية، والاعتداء عليهم بالقتل والإصابة المباشرة التي تسببت في إعاقات دائمة لعدد من الصحفيين، عدا عن الضرب والتهديد وغيره من وسائل العنف أو الإهانة والمعاملة الحاطة بالكرامة والإنسانية، واعتقالهم واحتجازهم ومداهمة منازلهم ومصادرة أدواتهم الصحفية، ومنعهم من تصوير وتغطية الفعاليات والمسيرات من جانب، وحرمانهم من عقد المؤتمرات كان أبسطها منع إقامة إفطار جماعي خلال شهر رمضان للصحفيين، ما جعل الصحافيين الميدانيين والمصورين في مقدمتهم، يدفعون أثمانًا باهظةً للتمكن من الاستمرار في القيام بأعمالهم المهنية ونقل الحقيقة.

وذكر التقرير الذي يغطي الفترة الممتدة من 01 كانون الثاني/ يناير2018 إلى 27 حزيران2018، أنّ حصيلة الانتهاكات بحق الصحفيين من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه بلغ 468، حاول فيها الاحتلال قتل عين الحقيقة من خلال استهداف بشكل مباشر وقتل الصحفيين ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين وكلاهما من قطاع غزة، لتسجل حالتي استشهاد خلال الست شهور الماضية من العام الحالي.

كما وثق التقرير أعلى نسبة من الإصابات جراء تمادى الاحتلال باستهداف الصحفيين، حيث بلغت الاصابات 209 حالة اعتداء وإصابة في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ بداية العام الحالي 2018، منها إطلاق نار على الصحفيين، واستهدافهم بشكل مباشر بالرصاص الحي أو المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز، أو بالضرب والإهانة والمعاملة الحاطة بالكرامة والإصابة بالإختناق جراء استنشاق الغاز السام وغاز الفلفل.

وبيّن التقرير أنّه من بين الإصابات كان ما يقارب 176 إصابة واعتداء على الصحفيين في قطاع غزة جراء تغطيتهم مسيرات العودة السلمية على حدود القطاع، من بينهم إصابة أكثر من صحفي عدة مرات تعرض لإصابات متنوعة، حيث تنوعت الإصابات حسب أسلوب التعذيب والأداة التي استخدمها الاحتلال فمنها أصيب 42 صحفي بالرصاص الحي والمتفجر وشظايا الرصاص، وتسجيل أكثر من 110 حالة اختناق وإغماء من الغاز، و38 إصابة بقنبلة غاز مباشرة أدت إلى حروق وجروح وكسور، و4 إصابات بالرصاص المغلف بالمطاط، مضيفاً أنّه من بين الإصابات 26 إعلامية صحافية أصيبت بالاختناق والإغماء، عدا عن استهداف أكثر من 6 سيارات بث أُطلق عليها قنابل الغاز مباشرة أدت إلى تحطيم الزجاج والإضرار في مركبات البث.

ووثّق التقرير 62 حالة اعتقال واحتجاز واستدعاء تعرض لها الصحفيون، في حين رصد 29 حالة تمديد اعتقال للصحفيين، وإصدار أحكام بحق آخرين، وتأجيل محاكمة بعض منهم لا يزالون في سجون الاحتلال.

وبشأن منع الصحفيين من نقل وتغطية الأحداث قالت لجنة دعم الصحفيين إنّ التقرير النصف سنوي سجل 59 حالة تمّ فيها منع صحفيين من ممارسة عملهم وتغطية الأحداث والمؤتمرات والمسيرات السلمية، لمنع نشر جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

ولم يكتف الاحتلال عند هذا الحد بل شنّ هجوم التحريض والاتهام والمضايقة بحق الصحفيين والمؤسسات والتي بلغت 3 حالات تحريض واتهام وملاحقة للصحفيين والمؤسسات الإعلامية، في حين تمّ رصد 33 حالات إغلاق وتهديد بإغلاق وتشويش على مؤسسات إعلامية من بينهم إغلاق لمطبعة مؤسسة إيليا للإعلام الشبابي، وموقع قناة فلسطين اليوم الإخبارية، وموقع الرسالة للإعلام، ووكالة الراي الفلسطينية، وفضائية الأقصى عدة مرات.

كما تمّ تسجيل 31 حالة اقتحام ومداهمة وتفتيش تمّ فيها مصادرة أجهزة ومعدات ومواد صحفية لمنازل صحفيين ومؤسساتهم الإعلامية وسحب هويات عدد 22.

وتمادى الاحتلال في منع الصحفيين من السفر سواء لتلقي العلاج، أو لحضور مؤتمر دولي، أو تسليم جوائز لهم والتي سجلها التقرير وعددها 4 حالات منع من السفر.

وأدرج التقرير النصف سنوي إحصائية ما تعرض له الصحفيين من ضغوطات خلال اعتقالهم وإجبارهم على دفع غرامة مالية والتي بلغت منذ مطلع العام الحالي 14 حالة، عدا عن ممارسة أساليب الاعتداء والتعذيب والمعاملة القاسية ومنع لقاء الاهل والمحاميين والإهمال الطبي دون مراعاة وجود صحفيين معتقلين مرضى في سجون الاحتلال مما يُؤدي إلى زيادة تدهور وضعهم الصحي.

وبشأن الانتهاكات الداخلية الفلسطينية، سجّل التقرير النصف سنوي للعام 2018 ما يقارب 132 انتهاكاً، تمثل في اعتقال واحتجاز واستدعاء 40 حالة في الضفة المحتلة، بينهم 11 حالة من قطاع غزة قطاع واحتجاز صحفي أجنبي في الضفة المحتلة، وتمديد اعتقال 12 حالات بينهم حالتين من غزة، واقتحام ومداهمة لمنازل ومؤسسات إعلامية 7، ومصادرة معدات صحفية عدد 3، وتهديد وتحريض وفصل من العمل ومماطلة 14 حالة من بينهم تحويل قضية الصحفي طارق أبو زيد لمحكمة الجنايات، واعتداء 24 حالة من بينهم 16 في الضفة الغربية و8 في غزة، منع من التغطية وعرقلة عمل 30 حالة إعلامية، وتسجيل 2 حالة لمضايقات لصحفيين  وإجبارهم على دفع غرامة مالية.

إننا إزاء هذه الانتهاكات والاستهداف المتعمد للصحفيين الفلسطينيين نطالب بجملة من القضايا على النحو التالي:

  • تدين لجنة دعم الصحفيين بشدة الاعتداءات المنظمة بحق الصحفيين التي تصاعدت بشكل ملحوظ منذ بداية عام لاسيما في قطاع غزة حيث استشهد اثنين من الزملاء الصحفيين وأُصيب العشرات بشكل متعمد بنيران القناصة. 
  • تدعو اللجنة لملاحقة الاحتلال وجنوده قانونيًا وفي كافة المحافل الدولية لتقديمهم للمحاكم والعمل الجاد من أجل عدم الإفلات من العقاب وضرورة  إخضاع سلطات الاحتلال للمساءلة والمحاسبة عبر التحقيق معها فيما ترتكبه من جرائم بحق الصحفيين.
  • تؤكد اللجنة أنّ من حق الإعلاميين والطواقم الصحفية في تأدية عملهم بشكل حر وتغطية جرائم الاحتلال التي يرتكبها ضد التظاهرات السلمية في إعلاء صوتهم ومواقفهم ضد الاحتلال وضد الحصار وحقهم في العودة.
  • تعتبر اللجنة أنّ استمرار الاحتلال في نهجه المخالف لميثاق روما الأساسي الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية واتفاقية جنيف الرابعة ويرتقي ما تمارسه من عدوان إلى جرائم حرب لذلك ندعو محكمة الجنائيات الدولية إلى فتح تحقيق رسمي في هذه الجرائم، وصولًا إلى ملاحقة ومحاسبة كل من تورط في إصدار القرارات في جيش الاحتلال على المستوى السياسي والأمني ومن نفذها.
  • تدعو اللجنة الاتحاد الدولي للصحفيين إلى اتخاذ قرار عاجل بإرسال لجنة تقصي حقائق إلى دولة فلسطين، خاصةً إلى قطاع غزة، للكشف عن جرائم الاحتلال التي تصاعدت بشكل خطير، وفي إطار سياسة ممنهجة وإرهاب دولة، ضد الصحفيين الفلسطينيين.

لجنة دعم الصحفيين - فلسطين
الخميس 28 يونيو / حزيران 2018