مؤتمر صحفي مشترك حول انتهاكات العدوان الإسرائيلي على لبنان
نظمت لجنة دعم الصحفيين بالتعاون مع جمعية البراعم للعمل الاجتماعي، والمنظمة الإنسانية الدولية للتنمية من غير حدود، وجمعية درب الوفاء للمعوقين الاجتماعيين، مؤتمراً صحفياً بعنوان: "العدالة المفقودة: انتهاكات العدوان الإسرائيلي على لبنان للمواثيق والاتفاقيات الدولية"، وذلك في 21 تشرين الثاني 2024. يهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على الانتهاكات التي طالت الصحافة، الأطفال، المعوقين، ومشاريع التنمية، بما يشكل انتهاكاً صارخاً للمواثيق الدولية ذات الصلة.
بدأ المؤتمر بكلمة ترحيب بالحضور، تلتها وقفة دقيقة صمت تكريماً لأرواح ضحايا العدوان.
كلمة لجنة دعم الصحفيين
ألقت الأنسة  ميريام طهماز  كلمة لجنة دعم الصحفيين، تناولت فيها نتائج الحملة العسكرية الإسرائيلية على لبنان منذ أكتوبر 2023. وأشارت إلى أن العدوان استهدف الصحافيين بشكل خاص، حيث استشهد 13 صحفياً لبنانياً وأصيب أكثر من 10 آخرين. كما تعرض عدد من الصحافيين لتهديدات بالقتل وقرصنة حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي بهدف إعاقة تغطيتهم للأحداث. كما تم استهداف أربع مؤسسات إعلامية لبنانية، بما في ذلك إذاعة "الرسالة"، قناة "طه"، قناة "الصراط"، واستوديوهات قناة "المنار". واختتمت بالحث على ضرورة الحفاظ على معايير المهنية في العمل الصحفي، مطالبة بحماية الصحافيين اللبنانيين وملاحقة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
كلمة الدكتور عمر نشابة
تناول الدكتور عمر نشابة، في كلمته، تفاصيل الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، مشيراً إلى أن عدد الاعتداءات التي طالت جميع الأراضي اللبنانية بلغ أكثر من 13,200 اعتداء. وأوضح أن هناك ثمانية فئات من الناس الذين يعتبر استهدافهم جريمة حرب، من بينها: القتل الجماعي لفئة معينة، استهداف المستشفيات والطواقم الطبية، استهداف الصحافيين بشكل متعمد، واستهداف المدنيين باستخدام أساليب التجويع. وأكد على أهمية توثيق هذه الانتهاكات لتقديم شكاوى للمحكمة الجنائية الدولية.
كلمة جمعية البراعم للعمل الاجتماعي
من جانبها، عرضت السيدة إيمان عيسى، رئيسة جمعية البراعم، إحصائيات تشير إلى أن أكثر من 3500 مدني استشهدوا جراء العدوان، بينهم 30% من الأطفال. وتساءلت عن مصير العدالة في ظل هذه الانتهاكات التي تطال المدنيين، وناقشت كيف أن القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة يكفل حقوق الإنسان في النزاعات المسلحة، مشيرة إلى انتهاك هذه الحقوق في غزة ولبنان.
كلمة جمعية درب الوفاء للمعوقين
السيد علي الجندي، ممثل جمعية درب الوفاء، تطرق في كلمته إلى اتفاقيات حماية الأشخاص ذوي الإعاقة في النزاعات المسلحة، ومنها المادة 9 و11 من اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والمادة 27 من اتفاقية جنيف الرابعة. وأكد على ضرورة توفير حماية عاجلة لهذه الفئة، خاصة في مناطق النزاع، مع ضرورة تقديم الدعم النفسي والجسدي لضحايا الانتهاكات. كما طالب بمحاسبة إسرائيل على الجرائم المرتكبة ضد المدنيين وذوي الاحتياجات الخاصة.
كلمة المنظمة الإنسانية الدولية للتنمية من دون حدود
في كلمتها، تناولت الدكتورة حنان ضيا، ممثلة المنظمة الإنسانية الدولية، معاناة النساء في لبنان خلال هذه المرحلة العصيبة. وأشارت إلى أن نحو 530,000 امرأة نزحت بسبب الحرب، 62,000 منهن يَعِلن أسرهن. وتحدثت عن الظروف الإنسانية الصعبة في مراكز النزوح، حيث تفتقر النساء إلى الرعاية الصحية والغذائية، وتعرض حياتهن للخطر بسبب غياب الرعاية الصحية المناسبة، خاصة للنساء الحوامل. ودعت إلى تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1325 بشأن المرأة والسلام والأمن، والعمل على توفير الإغاثة والتدخلات الإنسانية الضرورية.
كما تطرقت إلى تأثير الحرب على الشباب، مشيرة إلى أن حوالي 220,000 طالب اضطروا للتوقف عن الدراسة بسبب النزوح، في حين يواجه طلاب الجامعات صعوبة في الدراسة عن بعد بسبب غياب الإنترنت في مراكز النزوح. وأكدت على ضرورة توفير الدعم والحماية للشباب، ودعت المنظمات الحقوقية الدولية إلى تكثيف جهودها للضغط على المجتمع الدولي لتفعيل آليات حماية المدنيين.
ختام المؤتمر
في ختام المؤتمر، تم التأكيد على ضرورة تفعيل دور المنظمات الدولية في الدفاع عن حقوق الإنسان، وحماية المدنيين في لبنان وغزة. كما تمت الدعوة إلى تشكيل لوبي حقوقي دولي للضغط على الأمم المتحدة لتنفيذ قواعد القانون الدولي وحماية حقوق الإنسان في مناطق النزاع