2024-05-10 10:24
تعتبر اليمن من بين الدول المتأخرة في قائمة مؤشر حرية الصحافة لعام 2024، وفقًا لتقرير منظمة "مراسلون بلا حدود" الدولية. وعلى الرغم من تقدمها بنقاط عن العام الماضي، إلا أنها لا تزال تحتل المرتبة 154، مما يظهر أن هناك الكثير من التحديات التي يواجهها الصحفيون في اليمن.
تنوعت انتهاكات الصحافة في اليمن بين حجز الحرية والاعتداء على الصحفيين والمؤسسات الصحفية، بالإضافة إلى التهديد والتحريض على الصحفيين، ومصادرة ومنع الإعلام المستقل والإيقاف والمحاكمات والاستدعاء وحتى الترحيل القسري. الصحفيون في اليمن يعيشون تحت المراقبة، ويمكن اعتقالهم لمجرد نشر تغريدة على وسائل التواصل الاجتماعي .
وحتى عندما يقوم البعض بتغيير مهنتهم لتجنب الاضطهاد، فإنهم يبقون عرضة للاضطهاد بسبب كتاباتهم السابقة.
ان 165 وسيلة إعلامية في اليمن، تتنوع بين قنوات تلفزيونية، وإذاعات وصحف ومجلات ومواقع إلكترونية، توقفت عن العمل خلال فترة التسع سنوات الأخيرة، بسبب الحرب وتأثيراتها.
وتشكل عدد الوسائل التي توقفت نسبة 45.2% من إجمالي الوسائل الإعلامية التي كانت متواجدة قبل اندلاع الحرب في عام 2015، والبالغ عددها 365 وسيلة، الأمر الذي يؤكد التأثير السلبي للحرب على وسائل الإعلام في جوانب مهنية عديدة أبرزها الاستقلالية والتمويل، وحقوق الصحفيين.
ان وسائل الإعلام التي لا تزال تعمل في الوقت الراهن، يصل عددها إلى 200 وسيلة، من بينها 137 أو ما نسبته 68.5% من إجمالي القنوات العاملة، جديدة وأسستها أطراف الصراع في اليمن خلال فترة الحرب.
الصحف والمجلات كانت الأكثر تأثراً بالحرب، حيث أن 119 من بين 132 صحيفة ومجلة، سواء يومية أو أسبوعية أو شهرية أو فصلية، تعرضت للإغلاق بسبب الحرب، وتبعاتها الأمنية، والاقتصادية، والسياسية، ولاتزال تعمل سوى 13 صحيفة فقط، منها 5 صحف في صنعاء (4 منها جديدة انشئت في فترة الحرب) و6 في عدن (5 منها جديدة) وصحيفتين في تعز (واحدة منها جديدة).
من بين 26 قناة فضائية هناك أربع متوقفة عن العمل، بينما تعمل 22 قناة، من بينها 12 قناة جديدة تأسست خلال فترة الحرب وتتبع أطراف الصراع. كما أن 13 قناة منها تبث من خارج اليمن (السعودية ولبنان وتركيا ومصر)، فيما تبث نفس العدد (13) من داخل البلاد (صنعاء، عدن، المكلا).
أما بالنسبة للإذاعات، فمن بين 60 إذاعة (42 منها تتبع أطراف الصراع و18 مستقلة)، هنالك ستة منها متوقفة، فيما تعمل 54 إذاعة، 36 منها تأسست خلال فترة الحرب، وذلك على النحو التالي: 19 إذاعة في صنعاء، و5 في حضرموت، و4 في عدن، و3 في مأرب، ومثلها في تعز، إضافة إلى إذاعة واحدة في كل من صعدة وإب.
اما على صعيد المواقع الإخبارية فمن بين 147 موقع إخباري يعمل 114 موقع (82 منها تأسس في فترة الحرب)، فيما تعرض 33 موقع للإيقاف، ناهيك عن حجب غالبية المواقع عن متابعيها. 118 موقع منها تتبع أطراف الصراع، و29 مستقل.
ان وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة في اليمن يسيطر عليها مختلف أطراف النزاع، مما يؤدي إلى نقص المعلومات المستقلة. وصعوبة وصول الصحفيين الأجانب إلى المناطق الميدانية يزيد من صعوبة تغطية الأحداث بشكل موضوعي ومستقل.
علاوة على ذلك، يواصل بعض الصحفيين والصحفيات في اليمن معاناتهم داخل المعتقلات. يُقدر أن هناك ستة صحفيين يمنيين محتجزين حتى الآن، ثلاثة منهم في صنعاء (وحيد الصوفي ونبيل السداوي وعبدالله النبهاني) وصحفيين اثنين في عدن (أحمد ماهر وناصح شاكر)، ومصير الصحفي محمد قائد المقري لا يزال غامضاً منذ اختطافه في حضرموت في عام 2015.
إن لجنة دعم الصحفيين تشدد على ضرورة نزع القيود التي تعيق عمل الصحفيين وتمنعهم من أداء واجبهم في نقل الحقيقة دون تهديد أو خوف. وتدعو جميع أطراف الصراع في اليمن إلى التوقف عن القمع وانتهاك حقوق الصحفيين، كما وتطالب بالإفراج عن جميع الصحفيين المحتجزين تعسفيًا وأولئك الذين اختفوا قسرًا.