تقرير احصائي : "الرصاصة القاتلة" تهدد عمل الصحفيين الفلسطينيين وسط غياب القوانين الرادعة

2022-06-09 10:39

التقارير فلسطين

تقرير خاص حول الاعتداءات الإسرائيلية على الصحفيين 

 

لم تعد السترة الواقية الذي كتب عليها كلمة "صحافة"، ولا القوانين الدولية محل حماية ودفاع عن الصحفيين الفلسطينيين بعد الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة بحق الصحفيين وافلات جنود الاحتلال من العقاب والمسائلة.

 مشهد القتل يتكرر ، فبالأمس القريب اغتال قناص إسرائيلي الصحافية مراسلة قناة الجزيرة شرين أبو عاقلة (51 عاماً)،  بدم بارد وهي على رأس عملها المهني، وعرقل تشييع جثمانها بضرب وركل الصحفيين ورشهم بغاز الفلفل واعتقال بعضهم وتخريب كاميراتهم.

  لتعاود الكرة باستهداف واغتيال الصحافية غفران حامد وراسنة (31 عاماً) عملت صحفية في إذاعات محلية بالخليل، وعرقل أيضا تشييع جثمانها، كدليل واضح أن الاحتلال أصبح يتعمد في استهداف الصحفيين ويلاحقهم وهم أحياء وأموات، في محاولة لتغيب الشهود وثني الصحفيين عن مواصلة عملهم.

شهادات حية

شهادات حية وإثباتات ملموسة، تؤكد أن الاحتلال يتعمد  اغتيال الحقيقة،  كان آخرها ما أعلنته نتائج تحقيق النيابة العامة الفلسطينية بقضية مقتل مراسلة قناة "الجزيرة" الصحافية شرين أبو عاقلة، والتي خلصت إلى التأكيد أن القوات الإسرائيلية استهدفت أبو عاقلة "بشكل مباشر ومتعمّد وبنيّة القتل".

كما استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي مراسل شبكة "قدس الإخبارية" معتصم سقف الحيط بالرصاص الحيّ، بهدف القتل أيضاً.

وقال سقف الحيط: "خلال عملي بتغطية المواجهات التي اندلعت خلال مسيرة  احتجاجية مندّدة بالاعتداءات على المسجد الأقصى، استهدفني قنّاص إسرائيلي بالرصاص الحيّ على السيارة التي كنت أتواجد داخلها، ويبدو أن الهدف منها كان إصابة رأسي مباشرة لكن الرصاصة جاءت خلف رأسي على مقعد السائق ولم تصبني".

  المصور الصحفي المقدسي أحمد الصفدي مراسل قناة الميادين، قال :"إن الاحتلال اعتدى على كافة الصحفيين عند باب السلسلة  بالقدس المحتلة، خلال رفع المستوطنين الاعلام الإسرائيلية، وقامت قوات الاحتلال بالاعتداء عليّ بالضرب المبرح والسحل على الأرض من مكان تواجدي حتى أن وصولوا  بي إلى مخفر شرطة شرطة  في منطقة باب السلسلة في القدس المحتلة، وسط التهديد بقتلي".

 إحصائيات

عبرت  لجنة دعم الصحفيين عن استنكارها الشديد لاعتداء قوات الاحتلال ومستوطنيه على الصحفيين والمصورين، وتحديداً في مدينة القدس المحتلة في الفترة الأخيرة، وسط تهديدات بالقتل  على غرار قتل الصحافية شرين أبو عاقلة، والتي سجلت تقارير اللجنة في أحداث القدس المحتلة، أكثر من (54) استهداف وإصابة بحق الصحفيين والصحفيات بالرصاص والضرب والسحل والرش بغاز الفلفل.

ووفق التقارير الشهرية والسنوية التي تصدرها لجنة دعم الصحفيين ، أكدت أن الاحتلال يمارس كل طرق التعذيب للنيل من الصحفيين ومؤسساتهم الإعلامية، إضافة الى ملاحقة الرواية والمحتوى الفلسطيني.

فمنذ بداية العام الحالي أكدت احصائيات لجنة دعم الصحفيين، أن الاحتلال  قتل  عدد(2) من الصحفيات هما شرين أبو عاقلة، وغفران وراسنة، وتعرض أكثر من (121) صحافياً للاعتداء والاصابة بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز السامة والحارقة، والركل والدفع والسحل والرش بغاز الفلفل.

كما سجلت تقارير لجنة دعم الصحفيين أكثر من (44) حالة اعتقال واحتجاز وإبعاد وحبس منزلي عن مدينة القدس المحتلة، وكذلك توثيق(17) حالة تمديد اعتقال للصحفيين لعدة مرات وتجديد الاعتقال الاداري، وإصدار أحكام مجحفة وباطلة بحقهم.

 وخلال عمليات الإصابات والاعتقالات استخدم الاحتلال ومستوطنيه أسلوب عرقلة العمل الصحفي والمهني وسط اهانات ومضايقات واستفزازات، لطمس ما يرتكبه من اعتداءات ممنهجة حيث تم تسجيل منذ بداية العامة أكثر من(136) حالة منع، حطم فيها الاحتلال وسرق مستوطنيه عدد ( 19)  معدات وكاميرات، ومصادرة هويات وبطاقات صحافية عدد(8).

في حين استخدام الاحتلال أسلوب التهديد بالقتل والتحريض لعدد من الصحفيين والتي سجل منذ بداية العام أكثر من (14) حالة، عدا عن تسجيل (9) حالات مضايقات وتعذيب للصحفيين المعتقلين في سجون الاحتلال وإجبارهم على دفع غرامات مالية.

واستمراراً للتضييق على الإعلام الفلسطيني، واصلت سلطات الاحتلال ضغوطها على إدارة مواقع التواصل الاجتماعي لتسجل(71) انتهاك تم خلالها حذف وتقييد ومنع من النشر ما يجري من انتهاكات بحق المقدسيين في القدس المحتلة، كان من ضمنها اغلاق منصة تيك توك، الشبكة الإخبارية "القسطل" التي المتخصصة بتغطية أحداث القدس، كما أقدمت إدارة فيسبوك بحجب صفحات وكالة" قدس برس" بدون اي إنذار مسبق، بعد أيام قليلة من تغطية الوكالة للاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، و"مسيرة الأعلام" في القدس المحتلة.

 وعلى ضوء ذلك، بات استهداف المدنيين والصحفيين بشكل خاص بمثابة صفعة لأحكام القانون الدولي الإنساني، وكأن أرواح الفلسطينيين المدنيين عامة والصحفيين خاصة لا قيمة لها بعد غياب العقاب الرادع وافلات جنود الاحتلال من العقاب والمساءلة الامر الذي يعطيهم دافع لارتكاب مزيد من الاعتداءات بحق الصحفيين .

لجنة دعم الصحفيين

الخميس 9 حزيران-يونيو 2022م