ونحن نحيي الذكرى الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة في مايو من العام 2021م على مدار 11 يوماً، نودع أيقونة الإعلام في فلسطين الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة، التي قتلت برصاص إسرائيلي غادر، ونستذكر الدور الكبير الذي لعبه الإعلام الفلسطيني في حضور وتعزيز الرواية الفلسطينية وإيصالها للعالم رغم العدوان والاستهداف المباشر للمؤسسات الإعلامية وعدم اعمارها رغم مرور عام على الحرب الإسرائيلية.
ففي مثل هذا اليوم الموافق 12 مايو 2021م دمرت صواريخ الاحتلال الإسرائيلي برجي الشروق والجوهرة اللذان يحتويان على أكثر من 30 مؤسسة إعلامية.
فقد وثقت لجنة دعم الصحفيين 101 انتهاكاً ضد الصحفيين والصحفيات، خلال العدوان الإسرائيلي في مايو 2021 على قطاع غزة، حيث ارتقى الصحفي يوسف أبو حسين 33 عاماً شهيداً جراء تدمير منزله في غارة إسرائيلية شمال مدينة غزة، وأصيب نحو 13 صحفياً جراء تعرض العديد منهم لكسور وجروح وحروق، والعديد من الإصابات جراء قصفهم بشكل مباشر، أو خلال تدمير منازلهم، أو خلال إصابتهم من شظايا صواريخ الاحتلال، وهم يقومون بعملهم في تغطية العدوان الغاشم على منازل المدنيين الأبرياء والأراضي الزراعية والمقار الحكومية والإنسانية والإغاثية.
وكذلك سجلت اللجنة تدمير طائرات الاحتلال 59 مؤسسة إعلامية وشركات إنتاج إعلامي وفني ومطابع ودور نشر ما بين تدمير كلي وجزئي، إضافة إلى تدمير 23 منزلاً للصحفيين والصحفيات ما بين تدمير كلي وجزئي، وتضرر أكثر من 5 مركبات لصحفيين.
إن جريمة اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة واعتداء قوات الاحتلال على المشيعين لجثمانها يؤكد مرة أخرى مدى استهتار جنود الاحتلال بالرأي العام الدولي والقوانين الدولية، ويعكس الطبيعة الوحشية للاحتلال.
إن هذه الجريمة تذكرنا بالدمار الكبير الذي لحق بالمؤسسات الإعلامية ولا زال حاضرًا نتيجة عدم إعمار الكثير من المؤسسات التي لا زالت تعاني جراء التدمير الذي لحق بها خلال أيام العدوان الإسرائيلي، حيث دمرت آلة الحرب الإسرائيلية بشكل متعمد عشرات المؤسسات الإعلامية في محاولة لحجب الحقيقة والرواية الفلسطينية ومنع التغطية للعدوان الدموي الذي لحق بالمدنيين العزل.
إن لجنة دعم الصحفيين وهي تستذكر هول الجرائم التي لحقت بالصحفيين والمؤسسات الإعلامية لتبرق بالتحية لكافة الصحفيين الذين واصلوا الليل بالنهار وهم يقومون بتغطية العدوان الغاشم على الشعب الفلسطيني في غزة.
تبرق اللجنة بالتحية لعائلة الصحفي الشهيد يوسف أبو حسين ولأطفاله ولأسرته الصحفية، حيث مضى شهيداً في غارة استهدفت منزله الأمر الذي يحتاج لمحاسبة الاحتلال وكل من ارتكب جرائم بحق الصحفيين وتقديمهم للعدالة الدولية كي لا يفلتوا من العقاب.
نطالب المؤسسات العربية والدولية التي تعنى بحرية الرأي والتعبير والحكومة الفلسطينية في غزة ورام الله بدعم المؤسسات الإعلامية التي تعرضت للتدمير والمساهمة في إعادة اعمارها من جديد.
إننا ونحن نستذكر اللحظات الصعبة والقاسية التي تعرض لها جموع الصحفيين لنوجه التحية لكل المؤسسات التي تعرضت للتدمير وعادت للعمل من جديد في ظل الظروف الصعبة والحصار الخانق المفروض على قطاع غزة.
إن ما تعرضت له وسائل الإعلام من تدمير على الهواء مباشرة يرقى لجرائم حرب يستوجب من المجموع الصحفي كله التوحد وحمل هذه الملفات لمحكمة الجنايات الدولية لمحاسبة الاحتلال على هذه الجرائم.
لقد لعبت وسائل الإعلام الاجتماعي دوراً مهماً وحيوياً وأوصلت رسالة الشعب الفلسطيني لملايين البشر حول العالم وكانت خير سفير رغم استهدافها ومحاولة تطويق علمها من قبل إدارتها التي أغلقت العديد من الصفحات الشخصية للمؤثرين والنشطاء علاوةً على صفحات المؤسسات الإعلامية وحسابات الواتس في إجراء يخالف كافة المواثيق والأعراف الدولية.
لجنة دعم الصحفيين
الخميس 12 مايو 2022م