2022-04-27 01:17
هناك الكثير من الأسباب التي تدفع الصحفيين حول العالم إلى العمل والكتابة باللغة الإنجليزية، حتى إن لم تكن لغتهم الأم. فالعديد من المؤسسات الإعلامية الأميركية والبريطانية تخصّص ميزانيات أكبر للقصص الدولية، كما أنّ المقالات المكتوبة بالإنجليزية يمكنها أن تصل إلى جماهير أكبر.
ومع ذلك، فإنّ الكتابة بلغة أجنبية قد تكون صعبة ومحبطة. وفي هذا الصدد، تقول كيتي بالماي، الصحفية المستقلة المجرية والمقيمة في إنجلترا منذ 16 سنة، إنّ الصحافة لم تكن في بالها لمدة طويلة، "فقد ’قررت‘ أنني على الأرجح لن أجد أي فرصة عمل لأنني لست متحدثة أصلية [بالإنجليزية]".
ولكن بعد حصولها على شهادة دراسية في إدارة الأعمال منذ ثلاث سنوات، قرّرت بالماي ترك وظيفتها الثابتة وبدء مسيرتها المهنية في الإعلام من خلال تقديم الويبينارات والدورات التدريبية وإنشاء مجموعات عبر منصات التواصل الإجتماعي وتأليف الكتب. كما التحقت منذ ذلك الحين بكلية لندن للصحافة ونشرت أعمالها عبر منصات عالمية ومحلية، مثل شبكة بي بي سي ومجلة فايس وموقع إنسايدر.
وعلى الرغم من اعتقاد بالماي بأنّ فرص العمل الثابت في غرف الأخبار الناطقة بالإنجليزية محدودة أمام غير المتحدثين الأصليين باللغة، إلّا أنّ مهاراتها اللغوية وخبرتها الثقافية ساعدتها في ذلك، فهي "تتيح تغطية الأحداث في بلدك والقضايا التي قد لا تخطر على بال المتحدثين الأصليين"، وفقًا لبالماي. وتضيف الصحفية أنّ "المصدر الأجنبي الذي لا يجيد الإنجليزية يرتاح أكثر في الحديث إلى أمثاله، إذ يشعر بأنه مفهوم ولا يخضع للأحكام بناءً على مهاراته اللغوية، وبالتالي تنشأ بينهما علاقة قوية".
أمّا صوفيا لوتو بيرسيو، الصحفية الإيطالية المقيمة في لندن، فهي تعمل كمحررة مساعدة لدى مجلة فوربس منذ حوالي ثلاث سنوات، كما تكتب باللغة الإنجليزية في عملها الصحفي منذ ثماني سنوات. وتوضح أنّ الانحياز ضد الأجانب لا يزال يشكل عقبة، "فاسمك الأجنبي على سيرتك الذاتية أو لهجتك الأجنبية كلها أمور تقف أمامك عندما تحاول تحقيق التقدّم المهني أو الحصول على الوظيفة المهمة الأولى". ومع ذلك، تؤكد الصحفية أن هناك مزايا لكون المرء متحدثًا غير أصلي للغة الإنجليزية، "إذ يمكنك أن تفهم الأجانب بشكل أفضل من المتحدثين الأصليين، كما يمكنك أن تكون أكثر إبداعًا في تعبيراتك أو أوصافك بسبب اختلاف مراجعك اللغوية ومنظورك الثقافي".
وتضيف بيرسيو أنّه حتى لو لم تستطع التعبير عن أفكارك بنفس جودة لغتك الأم، فلا يعني ذلك أنك لا تستطيع أن تصبح متحدثًا رائعًا أيًا كانت اللغة.
وعلاوة على ذلك، إن أردت تحسين مهاراتك في الكتابة باللغة الإنجليزية وصقل مقالاتك قبل إرسالها إلى المحررين، فهناك عدد من الأدوات الرقمية والتطبيقات والموارد التي يمكنها أن تساعدك. وإليك بعض الاقتراحات:
تحسين المفردات
يُعدّ كل من قاموس ميريام-ويبستر وموقع thesaurus.com موردًا ممتازًا للبحث عن المفردات، كما يتيحان لك البحث عن معاني الكلمات إذا احترت في اختيار الكلمة المناسبة. وفي هذا الصدد، تقول لوتو بيرسيو إنّها "ممتنة جدًا لوجود تطبيقات قواميس المعاني/المفردات، فهذه المهنة قد تكون أصعب كثيرًا لولا فرص التحقق السريع من المصطلحات أو التعريفات بضغطة زر!".
وإضافةً إلى ذلك، يحتوي قاموس WordReference ثنائي اللغة على منتدى يتيح للمستخدمين طرح الأسئلة المتعلقة بالترجمة والحصول على الإجابات والاقتراحات من خلال التعهيد الجماعي، وهو أمر مفيد للغاية.
التحقق من الأخطاء الإملائية والنحوية
إذا أردت تجنب الأخطاء الكتابية، فلا بد من استخدام تطبيق Grammarly، إذ يمكنك استخدام النسخة المجانية منه عبر إضافتها كتطبيق إلى مايكروسوفت وورد أو كملحق إلى متصفح الإنترنت الخاص بك. ويتيح لك التطبيق اكتشاف الأخطاء الإملائية أو النحوية أو الخاصة بعلامات الترقيم وتصحيحها. ولكنه قد لا يكون مثاليًا في اكتشاف الأخطاء النحوية طوال الوقت استنادًا إلى الذكاء الاصطناعي.
وفي هذا السياق، تقول بالماي إنّ "تطبيق Grammarly رائع في التحقق من الأخطاء الإملائية، وكذلك الأخطاء النحوية البسيطة، ولكنه ليس محقًا دائمًا"، مضيفة أنّ النسخة المدفوعة منه تقدم الاقتراحات الخاصة باللهجة والأسلوب كذلك.
تحسين المقروئية
في الصحافة، لا تكفي الكتابة بشكل صحيح، فعليك أيضًا أن تكون واضحًا وموجزًا وطليقًا.
وهنا يأتي دور تطبيق هيمينجواي، فهو يسهل من تحليل مقروئية مقالاتك وتحسينها، وذلك من خلال تسليط الضوء على بنية الجُمل المبهمة والأخطاء النحوية والإفراط في استخدام بعض الكلمات وصيغة المبني للمجهول، كما يغيّر ألوان الجُمل التي تصعب قراءتها لمساعدتك في العثور على بدائل بسيطة.
أمّا Wordcounter فهو مورد هام آخر يمكنك استخدامه عبر الإنترنت، إذ يوضح لك المستوى التعليمي الذي يحتاجه القارئ ليفهم الكلمات المستخدمة في مقالك.
إعادة صياغة الجُمل
في عدد شهر نوفمبر/تشرين الثاني من نشرته الإلكترونية Wonder Tools، نصحَ جيرمي كابلان، مدير التدريس والتعلُّم والتقييم لدى كلية نيومارك للصحافة، باستخدام WordTune، وهي أداة تستخدم الذكاء الاصطناعي لمساعدتك في إيجاد طرق بديلة لإعادة كتابة الجُمل المنفردة. وتوفر النسخة المجانية ما يصل إلى 20 اقتراحًا يوميًا، والتطبيق متاح أيضًا كملحق عبر متصفح جوجل كروم.
الصورة الرئيسية من انسبلاش بواسطة جيسون دينت.
المصدر: CRISTIANA BEDEI-ijnet