"مهاجر".. دليل رقمي تفاعلي حول تغطية قضايا الهجرة

2022-04-19 11:07

التقارير

المصدر: عبدالرحمن محمود-ijnet

بهدف تمكين الكوادر الصحفية من المعارف والقواعد الأساسية لتغطية قضايا الهجرة واللجوء، بأسلوب مبسّط وجذّاب يراعي سلوك المستخدم عبر الإنترنت، انطلق دليل "مهاجر" الرقمي التفاعلي الموجه للصحفيين في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط. 

ويتميّز "مهاجر" بكونه الدليل الأول الذي يتكوّن بالكامل من موادّ سمعية بصرية ومن حيث عنصر التفاعل، بالإضافة إلى أنّ عملية إعداد موادّه بالكامل جرت بواسطة الهواتف النقالة (تصوير، تحرير). 

وتتنوع مكوناته ما بين موادّ سمعية بصرية موزّعة على دروس بمنصة "يوتيوب" وقصص مصوّرة على فيسبوك وفيديوهات تعليمية في كلّ من إنستجرام وتيك توك، إضافة إلى حوارين مباشرين مع خبيرين في تغطية الهجرة واللّجوء، مع فتح الباب للمهتمين بالمشاركة في الحوار عبر الأسئلة والتعليقات.  

ولتفاصيل أكثر حول الدليل، قابلت شبكة الصحفيين الدوليين، الصحفية أمل المكي المديرة العام لمنصة "إنسان" للسرد القصصي، حيث أنتج الدّليل من قبل المنصّة بالشراكة مع مؤسسة فريدريش نومان من أجل الحرية مكتب تونس-ليبيا. 

وعن ظروف تكوين الفكرة، تقول المكي: "خلال عملي في تدريب الصحفيين انتبهت إلى أنّ كثيرين يجدون صعوبة في الاطّلاع على الأدلّة الصحفية إمّا بسبب حجمها الكبير أو صعوبة الوصول لها، فضلاً عن أن الكثير من الصحفيين يعملون بالأساس على هواتفهم مما يجعل اطّلاعهم على دليل من 50 صفحة أو أكثر أمراً صعبًا للغاية". 

وعلى وقع اهتمام المكي بحقوق الإنسان وقضايا الهجرة بالخصوص، بدأت التخطيط لوضع دليل صحفي يستجيب لحاجيات الصحفيين المهتمّين بهذه القضايا، يرتكز على المحتوى المرئي (..) فالفيديو أصبح ملك المحتوى المستهلك عبر الشبكة العنكبوتية أكثر من أشكال المحتوى الأخرى". 

ويقدّم دليل "مهاجر" 79 مادة سمعية بصرية، مقسمة إلى 4 فصول دراسية على "يوتيوب"، و7 قصص مصورة على "فيسبوك" و6 فيديوهات تعليمية على "إنستجرام" على شكل "REEL" و"IGTV" و6 فيديوهات أخرى على "تيك توك"، بالإضافة إلى 64 قصة إنستجرام تفاعلية. 

وتوضح المكي أنّ دروس اليوتيوب تغطّي مواضيع مثل أهمية تغطية قضايا الهجرة، وضرورة إتقان استخدام المصطلحات المتعلّقة بها، والقواعد وأخلاقيات تغطية الهجرة واللجوء، إضافة إلى تأثير الأخبار المغلوطة على المهاجرين واللاجئين. 

وتطرح فيديوهات إنستجرام وتيك توك معلومات بأسلوب مبسّط حول الأشكال المبتكرة للسرد القصصي في مواضيع الهجرة، والمنظمات العاملة في مجالي الهجرة واللجوء، والتحدّيات التي يواجهها الصحفيون، وفوائد الهجرة على الاقتصاد وغيرها. وستنعكس فوائد الدليل على الكوادر الصحفية من خلال تمكينهم من معارف أساسية تساعد على تغطية قضايا الهجرة واللجوء، وفق ما تحدثت الصحفية أمل. 

ويسمح "مهاجر" لمستخدميه بالوصول إلى مواد الدليل بسرعة وفاعلية أكبر من الأدلة المكتوبة، بجانب أنّ الدروس السمعية البصرية عملية من حيث ملاءمتها لنظام التعلّم الذاتي الّذي لا يستوجب وجود مدرّب بشكل مباشر. 

ولا تقتصر فوائد الدليل على الصحفيين والصحفيات العاملات بالميدان، بل تشمل أيضاً تطوير عمل الصحفيين الناشئين، إذ تمثّل موادّ "مهاجر" مدخلاً جيداً لتغطية قضايا الهجرة واللجوء ممّا يمنح الصحفيين الناشئين فرصة فهم هذه القضايا وقواعد تغطيتها. 

وتشير المكي إلى أن موادّ الدليل تصلح أن تكون عناصر دعم يستخدمها الصحفيون في تقاريرهم الملتميديا أو المصوّرة، عدا عن أنّ مكوّنات الدليل المتمثّلة في مقاطع فيديو، يمكنها أن تفيد الصحفيين الراغبين في تعلّم تقنيات إعداد الفيديو الموجّه للسوشيال ميديا. 

وفي ذات السياق، تطرقت المكي إلى أهم الأسس التي يجب أن يلم بها الصحفي عند متابعة قضايا الهجرة واللجوء، أما لأسباب سياسية أو اقتصادية أو نتيجة ظروف اجتماعية، موضحة أن أهم تلك الأسس ترتكز على دقة المعلومات والعمق في الطرح فضلا عن الموضوعية والمهنية أولًا وأخيرًا. 

بالإضافة إلى ذلك، يتوجب على الصحفي معرفة القوانين المنظمة لشؤون اللجوء واللاجئين داخل الإقليم الذي يعمل به، مع التفقه بالمواثيق والمعاهدات الدولية ذات الخصوص، كونها تلعب دورًا محوريًا في تجويد الموضوع الصحفي، وكذلك مراعاة المسؤولية الاجتماعية خاصة المتعلقة بالحفاظ على سلامة اللاجئ وخصوصيته. 

ومن الإرشادات التي ينبغي الانتباه لها عند تغطية قضايا اللجوء، رواية القصة كاملة بجوانبها المختلفة، وإعطاء الفرصة للاجئ لكي يروي قصته بنفسه بصوته وصورته، واستخدام المصطلحات الصحيحة، وأيضًا الاعتماد على الحقائق لا التحيز وفق أيدولوجيات معينة أو فكر سياسي، "وكل تلك التوجيهات جرى التأكيد عليها في دليل مهاجر"، وفق ما ذكرت المكي. 

برنامج التوجيه 

وعن مشاركة "إنسان" في برنامج مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية الناشئة لسنة 2020 التابع لشبكة الصحفيين الدوليين، تعلق المكي "منحنا البرنامج فرصة لتطوير نموذج عمل للمؤسسة بالأساس والتحوّل من مبادرة عفوية غير منظّمة إلى مؤسسة قائمة بذاتها تدير مشاريع وتشغّل صحفيين وموظفين".  

وتعرفت المكي خلال مشاركتها ببرنامج التوجيه إلى تجارب ناجحة، وأدوات مفيدة في العمل الصحفي وإدارة المؤسسات الإعلامية، كأهم الأدوات التي تساعد باستدامة وسائل الاعلام، وكيفية اختيار نموذج العمل، وكذلك آليات دراسة السوق وتحليل المنافسين، وأساليب وضع المخطط الاستراتيجي، وابتكار مصادر دخل جديدة. 

وحول سبل إدارة المؤسسات الإعلامية والتطوير عليها، تقدم الصحفية أمل ثلاثة نصائح من واقع خبرتها ومشاركتها ببرنامج التوجيه: 

  1. الاهتمام بمرحلة تشكيل الفريق فهي مفصلية في ضمان حسن سير العمل واستدامة المؤسسة. 
  1.  التركيز على إدارة العلاقات والتشبيك وعقد الشراكات مع مؤسسات مشابهة. 
  1. الحفاظ على المرونة من أجل التأقلم بسرعة وبفاعلية مع المتغيرات سواء الداخلية أو الخارجية. 

الصورة الرئيسية للصحفية أمل المكي، المديرة العام لمنصة "إنسان"