عبر حساب تويتر، نشر معهد الجزيرة للاعلام سلسلة تغريدات ناقشت موضوع الشفافية ومرافقة الجيوش للتغطية خلال الاعمال العسكرية.
وجاء ضمنها أن معيار الشفافية من أهم المعايير الأخلاقية الصحفية، يتطلب تحقيقه من الصحفيين إطلاع الجمهور على الطرق المستخدمة في البحث عن المعلومة لأن آلية الحصول عليها قد تؤثر على سياق الأحداث مما قد يلقي بظلاله على طريقة فهم القارئ للحدث والمواقف التي قد يتخذها بعد ذلك. فشرح سياق الحصول على المعلومة يرتبط بمعيار الإنصاف أيضاً.
ويلاحظ المتابع لتغطية وسائل الإعلام للحرب الروسية في أوكرانيا غياب هذا الشرح بشكل واضح عن التقارير والنشرات الإخبارية، فنادراً ما يذكر المراسلون إذا كانت تغطياتهم على الخطوط الأمامية عفوية أم بترتيب من الجيش الأوكراني. هذا وتسمّى التغطية الصحفية التي يرافق فيها الصحفيون القوات العسكرية على الجبهات بـ "الصحافة المرافقة"، وظهرت في المرّة الأولى في الغزو الأمريكي على العراق. تنطوي هذه الممارسة على إيجابيات لكن على مشاكل مهنية كذلك.
من إيجابياتها أنها تتيح للصحفي الوصول إلى نقاط التماس المشتعلة التي لا يمكن له الوصول لها لوحده، كما توفر قدراً كبيراً من الأمان للصحفي مما يتيح له التركيز في عمله بدلاً من إرهاق نفسه في أمور السلامة والحماية.لكن المشاكل الأخلاقية بهذه التغطية تثير سؤال إن كانت تستحق أن يقوم الصحفي بها أم لا، فهي تصادر استقلاليته بشكلٍ كامل، فلا يمكن أن يكون الصحفي حرّاً وهو يعمل تحت ظل بندقية، وقد يصبح أسير حركة الجنود الذين يحددون مسار الرحلة ولا يمكنه الحركة بنفسه.كما أن مرافقة جيش ما يعني وجود ثقة بنسب مرتفعة بين الطرفين، مما يثير الأسئلة حول انحياز الصحفي، علاوة على روابط الصداقة التي قد تنشأ بين الصحفيين والجنود والتي قد تتحول لرغبة من الصحفي بإظهار أصدقائه الجدد بمشاهد بطولية مبالغ فيها.
يضاف إلى ذلك أن عدم الإشارة إلى أن التقارير أعدت بمرافقة الجيش أو ضمن رحلة رتّبها، يعني أن الصحفي تجاهل الشفافية التي من المفترض أن تنشأ بينه وبين الجمهور. وهو ما نلاحظه كثيراً في الحرب الروسية على أوكرانيا.