تنتشر الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، ما أدى إلى انعدام الثقة في كل من وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
ذكرت دراسة أجرتها وكالة
رويترز أن الأخبار المضللة تنتشر بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدًا بين الشباب وذوي المستويات التعليمية المنخفضة، ويصبح خطيرًا ومثيرًا للقلق عندما يتم مشاركة تلك الأخبار داخل تطبيقات المراسلة مثل تطبيق واتساب وتلغرام.
وفي بعض الأحيان، قد تنشر أشهر وسائل الإعلام معلومات مضلّلة، وهو خطأ فادح غالبًا ما يعتذرون عنه. ومع ذلك، فإن آثار هذه الأخطاء خطيرة ولها عواقب بعيدة المدى.
وفقًا لكلية لندن الإمبراطورية، فإنّ الصحيفة البريطانية ديلي تلغراف اعتذرت عن ادعائها الخاطئ بشأن أبحاث عن فايروس كورونا التي أُجريت داخل الكلية. وأوضحت الكلية أنها المرة السادسة عشرة التي يتعيّن على الصحيفة تصحيح أو توضيح التقارير الخاطئة أو المضللة عن أبحاث فايروس كورونا.
ففي أعقاب الارتفاع الطفيف في عدد حالات المصابين بالفايروس خلال صيف 2021، زعمت الصحيفة كذبًا أن البروفيسور نيل فيرجسون توقع زيادة عدد المصابين في بريطانيا إلى مليون إصابة في اليوم الواحد.
كما تعيّن على شبكة
سي إن إن الإخبارية، الاعتذار عن
وصفها الفلسطينيين بالمستوطنين. إذ سرعان ما انتشر ذلك على نطاق واسع في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، مما أجبرها على إصدار بيان وضحت فيه أنها أشارت بشكل خاطئ إلى منازل الفلسطينيين في حي الشيخ جراح في القدس على أنها مستوطنات وأن الفلسطينيين مستوطنون.
وفي نفس السياق، أعلن موقع يوتيوب التابع لشركة غوغل أنه قد حظر بشكل دائم مضيف
قناة فوكس نيوز الإخبارية، السياسي والمحافظ البارز دان بونجينو، من استخدام الموقع بعد أن انتهك مرارًا وتكرارًا قواعده الخاصة بنشر معلومات مضللة عن فايروس كورونا، ثم في وقت لاحق، نشر بونجينو مقطع فيديو آخر ينتهك قواعد النظام الأساسي بشأن المعلومات المضللة المتعلقة بالفايروس مما أدى نهايةً إلى قيام الشركة بحظره بشكل دائم.
في كتابه "الاتجاهات العالمية 2005: دليل المالك للعقد القادم"، يقول العالم السياسي والأكاديمي مايكل ج. مازار إن وسائل الإعلام تركز على الجانب السلبي والمتشائم للأحداث، وذلك يخلق أزمات إدراكية للاعتقاد بوجود أزمات حقيقية غير موجودة.
ووفقًا
لمنظمة الحقيقة البشرية، فإن الأبحاث تُظهر أن محتويات الأخبار التي يقرأها الناس تؤثر على آرائهم ومواقفهم بغض النظر عما إذا كانوا يثقون بالأخبار أم لا، إذ يثق أكثر من 70 في المئة من المشاهدين بأن الأخبار التلفزيونية صحيحة ودقيقة، في حين أن الثلث فقط يثق بالصحف.
من الواضح أن الأخبار المضللة تتمتع دائمًا بالقدرة على الانتشار مثل حرائق الغابات. إذ إن رغبة الناس في نشر المعلومات المضللة يساعد على انتشارها بشكل أسرع. بالإضافة إلى أن نشر الاعتذار بعد مشاركة المعلومات المضللة لا يحصل على نفس التفاعلات، وهنا يكمن الخطر، فهناك العديد من القصص الإخبارية الكاذبة والمضللة المتعلقة بالعلاجات الطبية والأمراض الرئيسية مثل السرطان أو مرض السكري.
وفي مقابلة أُجريت مع
سنان آرال، مؤلف فيلم آلة الضجيج الذي يتحدث عن الأخبار المضللة، قال "هناك فئات مختلفة من المعلومات تنتشر الأخبار الكاذبة فيها بشكل أعمق وأسرع من الأخبار الحقيقية"، وذكر أن فئة الأخبار السياسية الكاذبة هي الفئة الأسرع والأكثر انتشارًا.
بعبارات بسيطة، هذا يعني أنه إذا وقعتَ ضحيةً لتصديق أخبار كاذبة، فإن معتقداتك وقراراتك ستتأثر بأجندة ومعتقدات شخص آخر.
المصادر:
Human Truth
Imperial College
Rappler
Reuters Institute
The Guardian
The Sydney Morning Herald
المصدر: إسماعيل الغول-مسبار