أكد صحفيون وإعلاميون، اليوم الخميس 17/2/2022، على ضرورة محاسبة ومحاكمة "الاحتلال "الإسرائيلي" على جرائمه بحق الصحفيين الفلسطينيين التي ارتفعت حدتها مؤخراً، ودعم وإسناد كل الصحفيين المصابين وعوائل الشهداء منهم، والسعي لتوحيد الجسم الصحفي.
كما طالبوا، بضرورة مساندة المنظمات الحقوقية الدولية للصحفيين، ودعم وإسناد وعلاج كل الصحفيين الذين بُترت أطرافهم وفقدوا بصرهم، فضلاً عن دعم عوائل الشهداء والصحفيين.
جاء ذلك، خلال ندوة إعلامية نظمتها لجنة دعم الصحفيين، لمناقشة تقرير الحريات الإعلامية السنوي لعام 2021م تحت عنوان: (واقع مهنة الصحافة في ظل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية)، عبر إذاعة صوت القدس.
تفصيل للانتهاكات السنوية بحق الصحفيين
من جانبه، أكد الصحفي صالح المصري، منسق لجنة دعم الصحفيين ، أن عام 2021، شهد ارتفاعاً حاداً في الانتهاكات التي تعرض لها الإعلاميون، والتي بلغت أكثر من 1000 انتهاك أبرزها استشهاد الصحفي يوسف أبو حسين خلال حرب مايو 2021.
وأوضحت لجنة دعم الصحفيين، أن هناك تصاعداً ملحوظاً لاعتداء الاحتلال "الإسرائيلي" على الحريات الصحفية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث وثق التقرير السنوي (832) انتهاكاً لحرية الصحافة من قبل الاحتلال، ارتفعت حدتها في شهر مايو2021 خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة من جانب، والاعتداء على الصحفيين في الضفة والقدس المحتلتين، خلال تغطيتهم الفعاليات والمسيرات السلمية المناهضة للاستيطان وجدار الفصل العنصري، واعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين بشكل عام، ومصادرة منازل المقدسيين بالقدس المحتلة من جانب آخر .
واستنكر المصري، تصاعد الانتهاكات لفيس بوك وتطالب بتطوير المساءلة القانونية الدولية، طالبت بتشكيل لجنة تقصي حقائق لتوثيق جرائم الاحتلال، حيث توثق اللجنة كل حالة الحريات في الضفة والقدس وعرب 48، بشكل مهني وقانوني، وإيصال التقرير لـ 40 مؤسسة حقوقية وإنسانية، يصلها التقرير بالإضافة للنقابات العربية والإسلامية.
وأوضح المصري، أن عدم ملاحقة الاحتلال ومحاسبته على الانتهاكات يعني تشجيع على مزيد من الجرائم، لافتاً إلى أن هناك ازدواجية تعامل مع الفلسطينيين، حيث أن كل المنظومات الحقوقية تقف عاجزة أمام الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون.
ولفت المصري إلى أن الانقسام الفلسطيني كان له دور في عدم الارتقاء بالحصفيين، معرباً عن أسفه لوجود الانقسام حيث يوجد هناك 211 انتهاك داخلي بفعل حالة الانقسام وزج الصحفيين في أتون المشاكل، منها 9 انتهاكات غزة، بينما العدد الأكبر في الضفة.
وأشار المصري إلى محاولات لتجميع الفلسطينيين في صوت واحد من خلال 12 مؤسسة إعلامية تعمل لدعم الصحفيين سواء على المستوى المحلي وحل همومهم ومشاكلهم، في ظل الحصار والانقسام.
ودعا المصري، إلى ضرورة الارتقاء بالعمل الصحفي والنقابي لمواجهة المخاطر التي يواجهها الصحفي، والذهاب للمحاكم الدولية لمحاسبة الاحتلال من خلال المؤسسات الرسمية.
الدور المأمول من المؤسسات الحقوقية
من ناجيته، رأى د. رامي عبده، رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون لها أشكال متعددة، لافتاً إلى عدم وجود جسم موحد يوثق الانتهاكات بشكل كامل من كل الصحفيين.
وأوضح د. عبده أن الصحفيين يحتاجون ممثل لكل الصحفيين، يبحث في احتياجاتهم ومتطلباتهم، لافتاً إلى أن الصحفيين وهم الفئات أكثر عرضة للابتزاز الإسرائيلي.
ودعا د. عبده، إلى ضرورة أن يكون هناك آلة ناظمة وجهة تتابع الانتهاكات الدولية، بشكل رسمي.
وفي سؤال حول جرأة الاحتلال في استهداف الصحفيين، رأى د. عبده أن غياب المسائلة والمحاسبة يدفعه لانتهاكات الاحتلال بحق الصحفيين، ويسعى ضمن الة دبلوماسية كبيرة لإظهار أنه يحترم حرية الرأي والتعبير، والرد برواية قوية حول الصحفيين ، لا تجد التقارير الفلسطينية عن انتهاكات الصحفيين طريقاً لها في الإعلام الغربي والدولي.
واقع المعتقلين الصحفيين داخل سجون الاحتلال
بدورها، تحدثت الصحفية بشرى الطويل التي اعتقلت عدة مرات، عن واقع المعتقلين الصحفيين داخل سجون الاحتلال، وما يتعرضون له من تضييقات.
وأوضحت الطويل، أنها تعرضت للاعتقال والملاحقة والاعتقال الإداري بدون مبرر، حيث أمضت 4 سنوات في الاعتقال، في حين تكرر الاعتقال دون تهمة ومبرر، لافتةً إلى أن الحقيقة تجد لها تهمة لدى الاحتلال.
وفيما يتعلق بتأثير الاعتقال على العمل الصحفي، تقول الطويل:"إن الاحتلال يشعر بالغيظ أن الصحفي لا يتنازل أو يتخلى عن عمله الصحفي بسبب اعتقاله"، مطالبةً بوجوب الكف عن اعتقال الصحفيين حيث اعتقلت خمس مرات.
واقع التغطية الصحفية في مدينة القدس
من ناحيتها، أكدت الصحفية المقدسية ريناد شرباتي، استمرار الانتهاكات وتصاعدها بحق الصحفيين الفلسطينيين، حيث يفتقر الصحفي حقه في الحصول على المعلومة وحرية التحرك، ومحاولة الوصول لأي عائلة لا يتم السماح بالدخول لمنازل المقدسين بعد الحواجز.
وبينت شرباتي، أن الجنود لا يعترفون بالبطاقة الصحفية ولا ينظرون لها، ويمنع الصحفيين من الوصول إلى المنازل المهدمة، وكان من بينها مؤخراً عائلة سالم في الشيخ جراح، لافتةً إلى أن المستوطنين يمنعون الصحفيين من التغطية.
المستوطنون المتواجدون يمنعون الصحفيين من التغطية وشتم الصحفيين بألفاظ نابية، وإشارات لا يمكن وصفها، ويمنعون الصحفيين من الدخول للحي، ضمن سياسة القمع الصهيونية التي تمارس بحق الصحفيين.
الصحفيون الجرحى
بدورها، تساءلت الصحفية صافيناز اللوح المحررة في موقع أمد، حول طبيعة اهتمام المؤسسة الرسمية بالصحفيين الجرحى، كالمكتب الإعلامي الحكومي ونقابة الصحفيين، لافتةً إلى تعرض الصحفي الفلسطيني لانتهاكات عدة، لكن الصحفي الجريح يتعرض لأكثر من ذلك.
واعتبرت اللوح، أن الصحفي الجريح يحتاج لمتابعة حثيثة من كافة الجهات الرسمية، مطالبةً بالاهتمام الصحفيين الجرحى، وشددت على أن تقديم العلاج للصحفيين هو حق لهم، سواء بشكل عاجل ووقتي أو دائم.
وتحدثت اللوح بألم عن واقع الصحفيين خاصةً الجرحى