يؤدي الصحفي الدور الأبرز في إخبار المجتمع والجمهور بما يحدث حوله سواء كانت الأخبار اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية أو ثقافية أو غيرها. إنها الوسيلة التي تضمن بقاء الناس على اتصال بالعالم الذي يحيط بهم ولو عن بعد كي يقدروا على مقاومة كل ما يحيط بهم من صعاب أقله من خلال "معرفة الحق". لذلك تّعتبر الصحافة من أسمى الأعمال والوظائف التي يقوم بها الفرد والتي تؤدي في معظم الأحيان إلى تعريضه للخطر بسبب مخاطرته لنقل ما يعانيه الناس وما يواجهونه من صعاب. لذلك، سنصف القليل من عمل الصحفي ووصف الخطوات التي يمكنك اتّباعها إن رغبت ببدء حياتك المهنية في المجال الصحفي والعمل الإعلامي.

يتّسع العمل الصحفي ليطال مختلف مجالات الحياة مع وجود أدوار مختلفة للصحفي في كل مجال من مجالات الحياة في التطوّر الحالي الحاصل.

يتضمّن عمل الصحفي العمل المسموع والمقروء والمرئي والمكتوب. ويختلف كل مجال عن الآخر في طبيعة العمل الذي يقدّمه والخطوات التي يقوم بها الصحفي. لكن جميع الصحفيين عامّةً يقومون بالبحث عن المعلومات التي يريدونها والتدقيق في صحّتها وجمعها لتُعرَض. بالإضافة إلى ذلك، يقوم بعض الصحفيين بالسفر من مكان إلى آخر وقطع مسافاتٍ طويلة من أجل الحصول على تفاصيل المعلومات التي يريدون نقلها للجمهور والعالم.

وإن أردنا أن ندخل في تفاصيل العمل، تختلف المجالات التي يمكن للصحفي العمل بها. أولًا، يمكنه العمل كصحفي بدوامٍ كامل ليتقاضى أجرًا، أو العمل كصحفي حرّ بحيث يتقاضى مكافأة مالية بعدد القصص والملفات التي يحصل عليها.

أما بالنسبة للأجر، يختلف باختلاف عمل الصحفي والمكان والخبرة لديه. وبحسب الأرقام التي أظهرتها الأجور السنوية للصحفيين عالميًّا، تتراوح أجورهم كالآتي:

-الصحفي المصوّر: 40,566$

-المراسل: 44,188$

-المدقق: 52,866$

-المؤلّف: 54,991$

-الصحفي: 38.85$  في الساعة

ومن أجل أن تصبح صحفيًّا محترفًا، يوجد بعض النقاط التي يمكن اتّباعها كخطوات أولى:

١. حيازة درجة بكالوريوس في الصحافة: وهي أقل الدرجات العلمية المطلوبة في الشركات الإعلامية. من الأفضل أن يحصل الفرد على شهادة في الإعلام أو الاتّصال الجماهيري. وممّا يجب ذكره أيضًا أن الأفراد الذين درسوا العلاقات العامّة أو اللّغات في الجامعات، لديهم أيضًا بعض الفرص للحصول على موقع وظيفي بحسب الخبرة التي يمتلكونها في المجال، وكذلك كفاءتهم. إن دراسة الصحافة في الجامعة ستخوّلك الحصول على بعض المواضيع الحسّاسة والمهمّة في هذا المجال أهمها الأخلاقيات الإعلامية والبحث والمقابلات وكتابة النسخ المقنّعة. ستتعلّم أيضًا العمل في مختلف مجالات الصحافة المرئية والمسموعة والمكتوبة.

٢. العمل في القسم الإعلامي في الجامعة: يوفّر لك العمل في الجامعة الخبرة الضرورية لكسب المهارات الأساس في هذا المجال وبالتالي أخذ الخبرة التي تساعدك للدخول في سوق العمل. فالصحافة مجالٌ يُفضَّلُ فيه امتلام سنين الخبرة أو المثير من الخبرات من أجل إثبات وجودك في هذا المكان. فحتّى لو كنت تبغى التقدّم لبعض الوظائف العالمية، عليك أوّلًا أن تعلم ما هو المجال الصحفي الخاص الذي تريد الانخراط فيه، وبالتالي يمكنك البحث عن الفرصة المناسبة في جامعة هذه الدول سواء في مجلّة الجامعة أو الراديو الخاص بها. فالعمل من هذا الموقع هو وسيلة فعاّلة تساعد الفرد على بناء محفظة خبراته وأعماله الخاصّة التي سيكون فخورًا بها فيما بعد وبالتالي تقديمها في العمل لإظهار قدراتك كصحفي أو مراسل.

٣. البدء بمدوّنة خاصة: من الأمور التي تساعدك أيضًا على تكوين ملفّ خبراتك الخاصّ. فمن خلال ذلك، ستتمكّن من تدوين وكتابة وعرض ما تودّه وفي المجال الذي تبغاه. وفي حال كنت قد قررت المجال الصحفي الذي تريد أن تستمر به، فاحرص أن تكون مدوّناتك جميعها تصبّ في هذه الوجهة. ومن النقاط المهمّة أيضًا إمكانية عرض الفيديوهات والصور التي تصبّ في نفس الأهداف والأفكار التي تريدها وبالتالي خلق جمهور خاص بك. وفي جميع الأحوال، حتى لو لم تستقطب عددًا كبيرًا من الجمهور، فإن مجرّد كتاباتك وعرضك المستمر للمحتوى سيساهم في جذب البعض إليك وبالتالي تنمية قدراتك.

٤.  تحضير البورتفوليو: يعتبر معظم المتخصصين في هذا المجال أن المدوّنة والبورتفوليو (وهو الملف الذي يتضمّن أعمال الصحفي وخبراته). لكن النقطة التي يعتبرونها الأهم هي تحضير بورتفوليو خاصّ بالأعمال الأفضل لديك بحيث يفضّل مدراء العمل عادة الحصول مباشرةً على أفضل الأعمال التي قام بها المتقدمّ للعمل. فالأفضل دائمًا امتلاك ملف مرتب ومهني لتقديمه في أي وقت. وفي حال كان لديك مقالات في مختلف المجالات، فمن الأفضل أن تقسّم ملفّك إلى أقسامٍ عدّة ليصبح منظّمًا أكثر. وبالتالي سيساعدهم هذا على إيجاد القسم الخاص الذي يتناسب مع خبراتهم في العمل. ومن المرجّح دائمًا أنه عند تقدّمك للعمل في مجال الصحافة والإعلام أو أي مجالات الكتابة، سيطلب مسؤول العمل عيّنة من أعمالك إلى جانب المعلومات الخاصّة عنك. فاحرص أن تضع اللينك الذي يوفّر لهم الاطّلاع المباشر على أعمالك، أو تحضير البورتفوليو بشكلٍ يعطي صورة للآخر أنك صحفي محترف في عملك وتتميّز بالتنظيم والانتظام.

٥. السعي للحصول على تدريب: إن أهم ما يجب أن يجنيه الصحفي في مجال عمله بالإضافة إلى الخبرة، هو العلاقات الاجتماعية وتوسيع معارفه ودائرته الضيّقة. ومن خلال حضور التدريبات، ستتمكن من حصولك على الأمرين معًا. عندما يرى أصحاب العمل وجود عدد من التدريبات على ملفّك، سيتأكّد صاحب العمل حينها أنك لم تحصل فقط على المعلومات الأساس لعملك واختصاصك، بل أنك قد جرّبتهم أيضًا وعملت بهم تطبيقيًّا ونظريًّا.

٦. كتابة السيرة الذاتية: عندما تتقدّم للعمل في مجال الصحافة، تُعتبر السيرة الذاتية من أقل الأمور أهميّةً مقارنةً بالتفاصيل الأُخرى. لكن في جميع الأحوال، عليك أن تعمل على تحضير سيرة ذاتية مرتّبة ومهنيّة لأنها تعكس شخصيّة الإعلامي واهتمامه بالعمل. واحرص أن تذكر فيها كل الأماكن التي عملت بها بسل رسمي، بالإضافة إلى ذكر التدريبات جميعها في هذا المجال. كذلك يجب ذكر وكتابة الجوائز التي حصلت عليها محليًّا وعالميًّا في مجال عملك لكن كلّ في قسمٍ خاص.

٧. التقديم على وظائف شاغرة: عندما تتقدم على عمل في مجالك، يجب أن تحرص على تقديم أعمالك السابقة الخاصة بهذا الموقع الوظيفي. لذلك عليك دائمًا أن تشغل عناوين خبراتك وأعمالك بطريقة دقيقة وتحضير الأوراق والمستندات والمقالات التي ترتبط بالموقع الوظيفي. في حال لم تملك مقالات مخصّصة لنوع الصحافة الذي تقدم عليه، لا بأس، قدّم أفضل ما لديك من مدوّنات ومقالات واحرص دائمًا أن تعرض الحقائق كما هي لأن هذا يعطي انطباعًا جيّدًا لأصحاب العمل بالصدق وتحمّل المسؤولية.

٨. ابحث عن مجال العمل الحر:  لقد تحوّل العالم أخيرًا إلى أقطاب مجزّأة حتى في مجال العمل، الأمر الذي انعكس على جميع المجالات. فاليوم، يبحث معظم الصحفيين عن العمل الحرّ. ومن أفضل الطرق للحصول على عملٍ حرّ هو تحضير القصص الصحفية من إعدادك وتحضيرك وتقديمها للشركات والمؤسسات الإعلامية. وكلّما أصبح عملك الحرّ أفضل، زادت فرصك في جني المزيد من الخبرات وتحسين البورتفوليو الخاص بك وبالتالي الحصول على عملٍ دائم وبراتبٍ ثابت فيما بعد.

إن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، والأمر ذاته ينطبق على مختلف مجالات الحياة والعمل. فالصحافة ليست بالأمر الصعب ولا بالأمر المستحيل إن ملكت في داخلك شغف خوض التجربة… فاتّبع الخطوات المذكورة مع القليل من حب العمل وشغف القيام به وستحقّق ما تبغاه.

المصدر:

https://youtu.be/CuFezaEFIHw

How to become a journalist, November 2, 2021