حملة التضليل والأخبار الكاذبة ما زالت مستمرة ضد الحملة: نصائح للصحفيين لتغطية التلقيح للوقاية من كورونا

2022-01-28 09:59

التقارير

نصائح للصحفيين لتغطية اللقاحات وما حولها من تردد وتضليل

JOSEPHINE CHINELE-ijnet

 

بعد توزيع لقاحات كوفيد-19 في مختلف أنحاء العالم، أصبح هناك أمل في انتهاء الجائحة قريبًا. ومع ذلك، تباينت ردود الفعل تجاه التطعيمات، وذلك بسبب كثرة المعلومات المضللة.

في ويبينار قدّمه المركز الدولي للصحفيين مؤخرًا ضمن منتدى تغطية الأزمات الصحية العالمية، بعنوان "تغطية اللقاحات والتردد في تلقيها والمعلومات المضللة من دون الترويج للأكاذيب"، تحدثت تارا هايل، وهي صحفية مستقلّة متخصصة في العلوم والصحة ومسؤولة عن موضوع الدراسات الطبية في رابطة صحفيي الرعاية الصحية، وشاركت بعض النصائح لتغطية موضوع اللقاحات بشكل دقيق وفعال.

 

 

البحث عن مصادر متخصّصة

نصحت هايل الصحفيين بأن يتفادوا الأخطاء الشائعة عند تغطية موضوع اللقاحات. فعلى سبيل المثال، لا ينبغي توفير الفرص لنشر المعلومات الخاطئة بحجة العرض المتزن للمعتقدات والمواقف المختلفة.

وحسب الصحفية، فقد يكون هناك نقاش مشروع يستحق التغطية، ولكن يجب الحرص أولًا على تناول الأسئلة العلمية الحقيقية والتواصل مع الخبراء المناسبين لتقديم المعلومات الدقيقة. كما ينبغي توضيح ما تثبته الأدلة وعرض سياق وجهات النظر المخالفة، مثل آراء الدوائر العلمية والطبية.

ومن المهم أيضًا معرفة أي مصادر يجب التواصل معها من أجل تغطية الموضوع. وفي هذا الصدد، نصحت هايل الصحفيين بأن يبحثوا عمّن لديهم خبرة "تحديدًا في الأمراض المُعدية واللقاحات و/أو موضوع التردد في تلقي اللقاحات، وتجنّب الأشخاص الذين لا يتمتعون بأي خبرة في اللقاحات".

تعرفوا إلى مفاهيم الأبحاث الطبية

يُعد فهم الفرق بين مصطلحي الفعالية والكفاءة أمرًا أساسيًا عند تغطية موضوع اللقاحات. فالأول يشير إلى مدى نجاح اللقاح في التجارب السريرية، بينما يشير الأخير إلى مدى نجاحه على أرض الواقع. كما يمكن استخدام كليهما للإشارة إلى المراحل المختلفة، كالوقاية أو العدوى أو المرض أو المرض الشديد أو الاستشفاء أو الوفاة.

وعلاوة على ذلك، يتطلب استخدام المعلومات الصادرة عن الدراسات معرفة السياق الخاص بها. فإذا وجدت معلومة صادمة أو مثيرة للجدل، استشر الباحثين لتتأكد من فهمك الصحيح لنتائج الدراسة. وفي حالة عدم نشر المعلومة أو الدراسة رسميًا في أي مجلة علمية، تحقق من خلفية الباحث وخبرته العملية، وكذلك من جهة التمويل التي عمل معها. وسوف تساعدك هذه الخطوات في التعرف على علامات التحيز الأيديولوجي وتحديد جودة عمله وما إلى ذلك.

وينطبق الأمر نفسه على البيانات، فمن السهل أن تظهر الأرقام الكبيرة بشكل مجرد. لذا اقترحت هايل ألا يفرط الصحفيون في ذكر الأرقام، وأن يكتفوا بالأرقام الأكثر صلة لدعم تقاريرهم. كما حثت الصحفيين على سؤال الباحثين عن تفسيرهم لنتائج الدراسات.

إقرأوا أيضًا: معلومات وعبارات خاطئة تنتشر عن كورونا ومصطلحات علميّة عليكم معرفتها!

تفادوا التهويل 

انتبهوا إلى كيفية صياغة النتائج ونقل المعلومات. فعند دمج العناصر المرئية، تجنبوا الصور الدرامية، وابتعدوا مثلًا عن الصور المقربة لإبر اللقاحات الكبيرة.

ومن المهم للغاية أن تتحروا الدقة في تغطيتكم الصحفية، بما في ذلك تغطية مدى ضعف اللقاحات وكذلك المخاوف والإدعاءات المتعلقة بمدى سلامتها. احرصوا على دعم التغطية الإيجابية للقاحات بالحقائق أيضًا، ويجب أن تنقلوا بدقة ما ينبغي أن يعرفه الناس.

إقرأوا أيضًأ: حاجة الصحفيين الملحّة لتلقي لقاح ضد "كوفيد 19".. وأبرز شهاداتهم

انتبهوا عند تغطية موضوع التردد في تلقي اللقاحات

بدلًا من استخدام مصطلحات مثل "مناهضي أو رافضي أو مقاومي اللقاح"، حاولوا أن تفهموا السبب وراء رفض بعض الناس لتلقي اللقاحات، فالوصم لن يغير السلوكيات الصحية. وضعوا في اعتباركم أنّ هؤلاء الذين لا يتلقون اللقاحات يشكلون مجموعات متنوعة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وتعليميًا ودينيًا. وقد تكون المعتقدات الثقافية مترسخة في هذه المجتمعات. لذا توخى الحذر، ولا تقلل من احترام الناس.

كما أن هناك العديد من المشاكل المتعلقة بإمكانية الحصول على اللقاح، خاصة في البلدان منخفضة الدخل. لذا انتبهوا إلى جوانب هذه المشكلة، مثل كيفية تحديد مواعيد تلقي اللقاح. والأهم من ذلك، لا تخلطوا بين التردد في تلقي اللقاح وانعدام إمكانية الحصول عليه.

وفي هذا السياق، قالت هايل إن "الكثير من الناس قد لا يمكنهم الحصول على اللقاح، ولكن الأمر لا يتعلق بالقدرة على الحصول عليه أو مدى توفره فحسب، بل قد يتعلق أيضًا بالحصول على المعلومات الكافية لمساعدة الناس في فهم الموضوع".

وفيما يتعلق بالبيانات المتاحة حول التردد في تلقي اللقاح، تأكدوا من أن تغطيتكم مبنية على مصادر موثوقة في هذا الصدد، وألّا تقللوا من جهود الصحة العامة. فعند تغطية الأعداد الكبيرة للمترددين في تلقي اللقاح، ينبغي أن يبحث الصحفيون عن السبب وراء هذا التردد على الرغم من توفر الأدلة الدامغة التي تثبت أن اللقاحات آمنة وفعالة. ويجب أن يغطوا الموضوع بدقة، لا أن يخفوا الأرقام أو القصة الحقيقية.

ونصحت هايل الصحفيين بأن يكونوا "صادقين عند تغطية الأرقام، ولكن مع توخي الحذر بشأن كيفية نقلها".

إقرأوا أيضًا: إرشادات لإعداد تقارير عن التردّد بتلقي لقاح كوفيد 19

لا تمنحوا الفرص لنشر المعلومات الخاطئة

إذا لم يكن هناك سوى ثلاثة أشخاص يتحدثون عن سبب رفضهم لتلقي اللقاح، لا تنشروا حججهم على نطاق واسع من دون عرض السياق اللازم حول عدم دقة هذا المنطق. فأنتم لا تحتاجون إلى نشر كل نتيجة أو وجهة نظر تعثرون عليها. أما إذا كنتم تكتبون مقالات رأي، فحاولوا أن تحافظوا على أسلوب حيادي.

تجنبوا أيضًا نشر المعلومات الخاطئة ثم تصحيحها، وبدلًا من ذلك، حاولوا استخدام أسئلة متبوعة بالحقائق، كما في المثال التالي: "المخاوف/السؤال: هل يمكن للقاح الإنفلونزا أن يصيبك بالأنفلونزا أو يجعلك مريضًا؟ الحقيقة/الجواب: لا يمكن للقاح الإنفلونزا أن يصيبك بالأنفلونزا".

كما ينبغي التواصل مع المصادر الموثوقة، سواء كانوا أطباء أو أفراد في المجتمع مثلًا. وحاولوا أيضًا التحدث إلى المؤثرين عبر وسائل التواصل الإجتماعي من أجل نشر تغطيتكم للموضوع على نطاق أوسع، ولكن تأكدوا من فهمهم للحقائق العلمية المتعلقة باللقاحات.


الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على انسبلاش بواسطة CDC.

جوزفين شينيل هي صحفية حائزة على العديد من الجوائز، وتُساهم بشكل منتظم في مجلة Africa In Fact التابعة لمنظمة Good Governance Africa. ولديها أعمال صحفيّة منشورة في Bhekisisa (مركز جنوب إفريقيا للصحافة الصحية)، ومؤسسة  Christian Service Monitor  الأميركية ومواقع Africa Watch وGAVI وOpen Democracy.