كيف يؤثر استخدام "بيغاسوس" في اختراق هواتف الصحفيين على كشف الحقيقة؟

2022-01-17 11:55

التقارير

كيف يؤثر استخدام "بيغاسوس" في اختراق هواتف الصحفيين على كشف الحقيقة؟ (مسبار) 

 

نشر مركز الأبحاث The Citizen Lab الكندي، يوم أمس الأربعاء 12 يناير/كانون الثاني، تقريرًا بعنوان "اختراقٌ موسّع للإعلام والمجتمع المدني في السلفادور عن طريق نظام بيغاسوس للتجسّس"، كشف فيه عن اختراق الهواتف المحمولة لِـ 35 صحفيًا وناشطًا في دولة السلفادور، بين يوليو/تموز عام 2020 ونوفمبر/تشرين الثاني عام 2021. 

وقال إنّ ما يجمع العديد من هؤلاء الصحفيين والمؤسسات الإعلامية التي ينتمون إليها، هو تغطيتهم لمواضيع حسّاسة وتقصّيهم لقضايا فساد في عهد رئيس جمهورية السلفادور، نيب بوكيل، أواخر العام الفائت. وتعاون مركز The Citizen Lab، الذي يبحث في برامج التجسّس في معهد مونك للشؤون العالمية في جامعة تورنتو الكنديّة، مع منظمة العفو الدولية، التي أكّد قسم التكنولوجيا فيها النتائج الصادرة في التقرير.

التقرير الصادر عن مركز The Citizen Lab

وحصلت عملية الاختراق من خلال الاستعانة ببرنامج بيغاسوس للتجسّس، وهو برنامج إسرائيلي متطوّر ومتاح عادة للحكومات والجهات الأمنية فقط، طوّرته شركة المراقبة الإلكترونية NSO، وهي شركة خاصّة إسرائيلية؛ ورصد باحثون نسخته الأولى عام 2016. 

يعمل برنامج بيغاسوس على اختراق الهواتف المحمولة، وتحويلها إلى أجهزة مراقبة تعمل على مدار الساعة. ويستطيع نسخ الرسائل التي يُرسلها أو يَتلقّاها صاحب الهاتف المخترق، وجمع صوره وتسجيل مكالماته. ويُمكنُه تصوير صاحب الهاتف سرًّا من خلال كاميرا هاتفه، أو تفعيل الميكروفون لتسجيل محادثاته، كما يستطيع تحديد موقعه والأشخاص الذين قابلهم.

ومُنذ رَصدِه للمرّة الأولى عام 2016، عندما كانت قدرته تقتصر على اختراق الهواتف فقط، من خلال ما يُسمَّى "التصيد بالرمح"، أي عبر الرسائل النصية أو رسائل البريد الالكتروني التي تَخدع المستخدِم للنقر على رابط ضارّ؛ أصبحت قدرات برنامج شركة المراقبة الإلكترونية NSO الهجوميّة أكثر تقدمًا، إذ لديه القدرة اليوم على اختراق الهواتف من خلال ما يُسَمّى بهجمات "النقر الصفري"، وهي قادرة على اختراق الهاتف دون أي تفاعل من قبل صاحبه. وغالبًا ما تُستَغل هذه الثغرات الأمنية في "يوم الصفر"، وهي عيوب أو أخطاء في نظام التشغيل، ولم تقدر الشركات المصنّعة للهاتف المحمول تحديدها حتّى الآن، وبالتالي لا يمكنها إصلاحها، علمًا أنّه يستطيع اختراق نظامي iOS و Android، وفق ما جاء في صحيفة ذا غارديان البريطانية.

صورة متعلقة توضيحية

جزء من مقال صحيفة ذا غارديان البريطانية

يَستهدف هذا البرنامج الصحفيين والناشطين والمسؤولين حول العالم، وهذه ليست المرّة الأولى التي يحدث فيها اختراق لمجموعة من الناشطين، فقد أعلنت منظمة العفو الدولية و The Citizen Lab قبل قرابة الشهرين، في نوفمبر الفائت، عن اختراق "بيغاسوس" لهواتف 6 نشطاء فلسطينيين فاعلين في مجال حقوق الإنسان في الضفّة الغربية، وفق ما نشرته وكالة رويترز. وفي ديسمبر/كانون الأول الفائت حذّرت شركة آبل موظّفين في وزارة الخارجية الأميركية من وجود البرنامج على أجهزتهم الخلوية، وقدّمت شكوى ضدّ شركة NSO المصنِّعة لبرنامج بيغاسوس.

صورة متعلقة توضيحية

 عنوان الخبر كما ورد في وكالة رويترز

والمُقلِق في هذا الموضوع، بالإضافة إلى انتهاك الخصوصيّة والتجسّس غير المشروعَين في القوانين الدولية والأخلاقيات أيضًا، هو تعريض سلامة الصحفيين ومتقصّي الحقائق للخطر، لا بل وتعريض الحقيقة نفسها للخطر، من خلال تَرصُّد الصحفيين ومنعهم من الوصول للمعلومات ومحاولة إسكاتهم. فعام 2020 فقط، حمل تهديدًا لِما لا يقلّ عن 331 ناشطًا في مجال حقوق الإنسان وأكثر من 50 صحفيًا، ونشر موقع قصص ممنوعة Forbidden Stories، في 18 يوليو 2021، تحقيقًا أشار فيه إلى تحديد ما لا يَقلُّ عن 180 صحفيًا من جميع أنحاء العالم، كأهداف من قبل عملاء شركة المراقبة الإلكترونية NSO Group. 

اقرأ/ي أيضًا:

متقصّو الحقائق يُطالبون يوتيوب بتدابير إضافيّة لمكافحة المحتوى الزائف

أيّ علاقة بين التنافر المعرفي وانتشار الأخبار الزائفة؟

المصادر:

تقرير  The Citizen Lab

وكالة رويترز للأنباء

وكالة رويترز للأنباء

صحيفة ذا غارديان البريطانية

موقع Forbidden Stories

صورة متعلقة توضيحية