2022-01-12 10:56
حذر نشطاء سياسيون من خطورة مشروع ما يمسى بقانون "الفيسبوك"، الذي يعمل وزير القضاء في حكومة الاحتلال جدعون ساعر على إقراره في "الكنيست".
وصوَت "الكنيست" قبل أيام بالقراءة الأولى على مشروع القانون، الذي أكد مختصون ومحللون أنه يمنح الاحتلال أداة قانونية لزيادة التضييق على المحتوى الفلسطيني في مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت.
وقالت الناشطة نيفين أبو رحمون إن "القانون یمكّن الاحتلال من إزالة محتوى من مواقع مختلفة على الشّبكة، مثل یوتیوب وجوجل"، وأشارت إلى أن ساعر ينتظر المصادقة النهائية عليه في "الكنيست" من أجل المضي في تطبيقه.
وأوضحت أنه "بحسب الصیغة الحالیة من القانون فإنه من یحسم قرار حذف أي محتوى ھو قاضي في محكمة إداریة، بحضور جانب واحد، أي ممثل عن الحكومة أو موظف دولة آخر من دون تمكین الشخص أو الجھة التي نشرت المحتوى من الدفاع عن نفسها".
وأضافت: القانون بصيغته الحالية يعطي الإمكانیة المباشرة والفوريّة لكل موظف في دولة لمراقبة وحذف محتوى بحجّة أنه يمثل "مخالفة جنائيّة"، رغم أنّھا قد لا تكون فعلاً "مخالفة جنائیة"، وبما أن التعریف الإسرائیلي للمصطلح ھو تعریف فضفاض ویتعارض مع القوانین الدولیّة لحقوق الإنسان (المبادئ المتعلقّة بالضّرورة والتناسب والشّرعیّة)،وھذا ما سیفتح الباب أمام قمع حریة التعبیر للفلسطینیین بشكل واسع النطاق.
وحذرت من أن دولة الاحتلال "وفق ھذا الاقتراح ستجبر وسائل التواصل الاجتماعيّ والمواقع على الامتثال لممارساتھا التمییزیّة،أي ستضغط على ھذه الشركات من أجل فرض أجندتھا السیاسیّة التي تتعارض وتخالف القانون الإنساني الدوليّ"، وأكدت أن الأحزاب الإسرائيلية تتسابق لسن قوانين معادية للفلسطينيين ومن بينها تشريعات تمس في الحقوق الرقمية لهم.
وشددت على "وجود مساعٍ إسرائيلية متزايدة وواضحة لقمع حرية التعبير عن الرأي للفلسطينيين على الحيّز الرّقمي"، وقالت:.الاحتلال الاسرائيلي على الحيّز الرّقمي الفلسطيني كما الاحتلال على الأرض الفلسطينية والحياة الفلسطينية وهدفها حذف الفلسطيني وحذف صوته ومحاصرته ومحاصرة المنظمات والمؤسسات الفلسطينية.
وأضافت: معركتنا على المحتوى الفلسطيني في الحيّز الرقمي من أهم المعارك أمام "إسرائيل" وسياساتها، ولا يمكن التساهل في مواجهة قمع حرية التعبير والرأي، بل علينا العمل بجهد من أجل تثبيت المحتوى الفلسطيني في الحيّز الرّقمي، الذي شهد تحوّلا كبيرا في السّنوات الأخيرة، إذ مثل هذا النشاط ميداناً موازياً للنضال على الأرض.