2022-01-06 04:09
علي الإبراهيم-ijnet
مع التدفق الكبير للمعلومات والأخبار بشكل يومي وتصاعد وتيرة الأحداث بات المشاهد، اليوم، أمام العديد من الأحداث التي تختفي وسط الكم الهائل من الأخبار، الأمر الذي لا يسمح للمشاهدين بإدراك أبعاد هذه الأحداث وتداعياتها. وهنا يكمن دور الأفلام الوثائقية الاستقصائية والتي من خلالها يمكن للصحفيين الاستقصائيين الغوص في القضايا الهامة وتحليلها وتفكيك تعقيداتها مع الإجابة على التساؤلات التي تطرحها القصة.
ويؤكد خبراء أنّ التطورات التقنية الكبيرة في مجال التصوير وقنوات الإتصال والمعلومات أسهمت في تطوير شكل ومضمون الأفلام الوثائقية الاستقصائية.
وتعدّ الأفلام الوثائقية الاستقصائية من أصعب أشكال التحقيق الاستقصائي لما تتطلبه من مهارة عالية في معالجة القضايا وسردها وتقديم دليل دامغ للمشاهدين، حيث شهدت وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة ظهور برامج جديدة في هذا المجال. ولكن هناك مفاتيح وأدوات لا بد من امتلاكها من قبل الصحفيين الراغبين في دخول عالم الأفلام الوثائقية الاستقصائية من التخطيط وتتبع النفقات واختيار الفريق وصولاً إلى إنتاج فيلم وثائقي استقصائي عبر معالجة فريدة من نوعها.
وقدّم كلًّا من توم جايلز المحرر السابق لأخبار بي بي سي، وجون ألان نامو، الرئيس التنفيذي لـ Africa Uncensored ومارك بيركنز، رئيس قسم البرنامج الأفلام الوثائقية في معهد Sundance Institute، نصائح للدخول إلى عالم الأفلام الوثائقية الاستقصائية ضمن مؤتمر الشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية GIJC21، يمكن تلخيص أهمها بما يلي:
تُشكل الأفلام الوثائقية الاستقصائية مادة دسمة للفضائيات الإخبارية، وللعديد من الصحفيين الذين يعتبرونها إضافة إلى الرصيد المهني.
ويُؤكد ثلاثة صحفيين تحدثت معهم شبكة الصحفيين الدوليين أنّ معظم المقترحات يمكن تحويلها من أفكار تحقيقات مكتوبة إلى أفلام وثائقية استقصائية وخاصة تلك التي يتم العمل عليها في مناطق النزاعات والحروب. ويمكن للصحفيين استخدام أساليب عدّة عند عدم قدرتهم في الوصول إلى المكان المطلوب للتصوير من خلال طرق مبتكرة، مثل الانفوغراف وتمثيل بعض المشاهد، وهناك التصوير البعيد واللقطات الأرشيفية وغيرها.
وينصح عدد من المختصين في الأفلام الوثائقية الاستقصائية الصحفيين المبتدئين بمشاهدة برامج رواد المهنة للتعلم من تقنياتهم الجديدة، مثل برنامج 60 minutes وغيرها من البرامج المختصة في التحقيقات الاستقصائية، لفهم أكثر حول طرق الإثبات والتحقق إضافة إلى الطرق المبتكرة في المعالجة التلفزيونية إثبات الفرضية.
وتتعامل الأفلام الوثائقية الاستقصائية بمجملها مع أدلة خاصة ومصادر غير معلنة، أو تسريبات وحقائق غير كاملة، ويعتبر جعل هذا النوع من الأدلة فيلمًا استقصائيًا مؤثرًا ليس بالأمر السهل، إلا أن هناك بعض النصائح لتحويل هذه الأدلة إلى فيلم استقصائي يكشف للجمهور وثائق جديدة وبطريقة مشوقة منها:
وتعتبر التحقيقات الاستقصائية من أكثر القوالب الصحفية التي تحتفظ لوسائل الإعلام المرئية بأهمية وجودها في عصر الوسائط الاجتماعية، فالأخبار لم تعد حكرًا على وسائل الإعلام وبات الناس يساهمون في صناعتها، لتأتي أهمية الصحافة فيما بعد في التقصي والتحقق.
ولهذا تعدّ الأفلام الوثائقية الاستقصائية نموذجًا مهمًا على شاشات وسائل الإعلام المرئية لإضافة عمق وسياق واضح للأحداث وربطها ببعض لتبقى مفيدة وذات تأثير على حياة الناس.
وبناء عليه تقدم شبكة الصحفيين الدوليين بعض الخطوات التي يجب على الصحفيين الاستقصائيين وضعها في الاعتبار عند العمل في مجال الأفلام الوثائقية التلفزيونية وإيجاد إجابات واضحة لها، منها:
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام من بيكسباي