2021-12-03 12:25
في إطار توسيع المركز الدولي للصحفيين لـبرنامج حلول وسائل التواصل الإجتماعي الذي يهدف إلى مساعدة الصحفيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في صقل مهاراتهم في الصحافة الرقمية، طرق التحقق من المعلومات، أبرز أدوات السرد القصصي، الأمن الرقمي للصحفيين، طرق إشراك الجمهور وغيرها من المواضيع التي تسهم في تطوير العمل الصحفي، أطلق المركز الدولي للصحفيين ومشروع فيسبوك للصحافة سلسلة ويبينارات تدريبية باللغة العربية لمساعدة الصحفيين في تحسين مهاراتهم في مجال التحقق من المعلومات وتقصّي الحقائق، وذلك في التاسع عشر من تشرين الأول/أكتوبر. ومن المقرر أن يحصل المشاركون في جلسات الويبينارات المباشرة عبر تطبيق زووم على شهادة.
استُهلّت الدورة الثانية من سلسلة الدورات الجديدة الموجّهة للصحفيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بجلسة تدريبية بعنوان "آليات التلاعب بالوسائط الاعلامية"، قدّمتها الخبيرة الإعلامية ميس قات.
بدأت قات الجلسة بالحديث عن أهداف وطرق التلاعب بالوسائط الاعلامية، مشيرةً الى أنّ الأهداف تتضمّن تغيير الرأي العام أو جذب انتباهه أو الحشد تجاه قضية معينة. ويتم ذلك من خلال طرق مختلفة منها التحكم بوسائل الاعلام التقليدية والرقابة والحظر والتحكم في الانترنت ومنع التراخيص، إضافة الى التلاعب بالوسائط الإعلامية الرقمية.
وأشارت إلى أنّ الحاجة للتحكم بالرأي العام تكون ملحة أكثر خلال الأزمات مثل الحروب والنزاعات، النزاعات السياسية الباردة، الانتخابات، انتشار الأمراض والأوبئة والكوارث الطبيعية، قائلةً: "إنّ محاولات التحكم بالرأي العام تتكثف خلال تلك الفترات ومن خلال استغلال نقاط الضعف المجتمعية ومعرفة الحاجة الماسة للأخبار وسهولة التمسك بالشائعات".
استنادًا إلى ما تقدّم، ترى قات أنّه من الضروري أن يتحول التحقق من المعلومات الى "أسلوب حياة لكل مستخدم انترنت" وليس فقط للصحفيين/ات. وعرضت أن يبدأ ذلك من خلال تدريس التفكير النقدي بالمدارس. أما بالنسبة للصحافة فتقول: "إنّ التأكد من المصادر يجب أن يكون أمرًا بديهيًا خلال اجتماعات التحرير".
وشرحت الخبيرة أنّ هناك استراتيجيات لحملات التلاعب ويمكن استخدام أكثر من استراتيجية بالحملة الواحدة ومنها:
ثم هناك تكتيكات، وهي مجموعة من الإجراءات المتخذة لتحقيق الإستراتيجية وتتضمن:
ما الحلّ؟
أشارت قات الى بعض المبادرات والمواقع المفيدة ومنها مشروع The Media Manipulation Casebook أو التكنولوجيا والتغيير الاجتماعي، الذي يتضمّن فريقًا من الباحثين متعددي التخصصات الذين يقومون بتحليل طرق استخدام تكنولوجيا المعلومات المعاصرة من قبل مجموعات مختلفة لإحداث تغيير اجتماعي سواء كان إيجابيًا أو سلبيًا. وعرضت موقع دروج وأشارت الى مبادرة جريدة الجارديان لنشر الوعي بين أطفال المدارس.
بدأ عصمت الجلسة باستبيان للمشاركين والمشاركات عبر زووم سألهم فيه إن كانت هناك مكاسب مادية من انتشار الخلل المعلوماتي، ثمّ قال: "من هو الخاسر الأكبر من الخلل المعلوماتي؟". وتضمّنت الخيارات للإجابة: "الأشخاص و/أو المواقع الذين يكتبون وينشرون الخلل المعلوماتي، منصات التواصل الاجتماعي، شركات الإعلانات الوسيطة، جوجل، أنا وأنت، لا شيء مما سبق".
لم يجِب عصمت على الأسئلة في الحال، بل شرح الاجابات من خلال العرض الذي قدمه، بداية من شرح معنى اقتصاديات الخلل المعلوماتي، حيثُ قال إنّه عادة ما يتم تناول موضوع الخلل المعلوماتي من منطلق الأمن والسلامة والصحة والسياسة والمجتمع ومتغيراته، موضحًا أنّ الجلسة ستركز على الجوانب المادية والاقتصادية للخلل المعلوماتي وعرض أمثلة على الأرباح والخسائر التي يمكن أن يؤدي لها الخلل المعلوماتي وفبركة الأخبار ومنها أن "شابًا مقدونيًا صرح لشبكة سي أن أن الإخباريّة أنّه يجني ٢٥٠٠ دولار أميركي يوميًا من خلال دعاية على موقعه الذي ينشر اخبارًا مفبركة".
وأشار عصمت إلى دراسة أجريت في العام 2019 في جامعة بالتيمور، قدّرت تكلفة الخلل المعلوماتي بـ78 مليار دولار من اجمالي الاقتصاد العالمي. وشرح عصمت بعد ذلك مبدأ العرض والطلب على الخلل المعلوماتي، ثم قام بتحليل قيمة الخلل المعلوماتي رياضيًا.
هل هناك حلول؟
عرض عصمت مبادرات لمحاربة الخلل المعلوماتي ومنها:
أما بالنسبة لما يمكن أن تقوم به الشركات، فقد عرض عصمت الخطوات التالية:
وشارك عصمت مع الحاضرين دراسة حالة تتعلق بشركة يونيليفر- بروكتر اند جامبل وسياستها وأولوياتها فيما يتعلق بمحاربة الخلل المعلوماتي من خلال:
وشرح عصمت أنّ الخطوات كان لها تأثير إيجابي في محاربة الخلل المعلوماتي ولكنها لم تحل المشكلة كاملة.
وأنهى المدرب الجلسة قائلًا إنه يعتقد أننا تخطينا ذروة "الوباء المعلوماتي" والذعر منه، ولذلك فإننا في مرحلة مناسبة للتفكير "بعمل رصين وهادف لإعادة بناء الثقة في إمداد المعلومات بالعالم".
يمكن حضور هذه الجلسة عبر صفحة شبكة الصحفيين الدوليين هنا.
في إطار توسيع المركز الدولي للصحفيين لـبرنامج حلول وسائل التواصل الإجتماعي الذي يهدف إلى مساعدة الصحفيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في صقل مهاراتهم في الصحافة الرقمية، طرق التحقق من المعلومات، أبرز أدوات السرد القصصي، الأمن الرقمي للصحفيين، طرق إشراك الجمهور وغيرها من المواضيع التي تسهم في تطوير العمل الصحفي، أطلق المركز الدولي للصحفيين ومشروع فيسبوك للصحافة سلسلة ويبينارات تدريبية باللغة العربية لمساعدة الصحفيين في تحسين مهاراتهم في مجال التحقق من المعلومات وتقصّي الحقائق، وذلك في التاسع عشر من تشرين الأول/أكتوبر. ومن المقرر أن يحصل المشاركون في جلسات الويبينارات المباشرة عبر تطبيق زووم على شهادة.
عقدت الجلسة الثالثة يوم السادس والعشرين من شهر أكتوبر/تشرين الأول، وقدّمها المدرّب أحمد عصمت تحت عنوان "تقنيات الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق"، مسلطًا الضوء على موضوع الخوارزميات والخلل المعلوماتي العميق (deep fakes)، اضافة الى معلومات حول الذكاء الاصطناعي وتعريف الخوارزميات ونشأة التزييف العميق.
بدأ عصمت الجلسة باستبيان للمشاركين والمشاركات عبر زووم سألهم من خلاله: هل تعرّض أحدكم من قبل للخلل المعلوماتي العميق/التزييف العميق Deep Fakes؟ أجاب ٦٤٪ من المشاركين بـ"لا" والبقية بـ"نعم". ولم يجب بعض المشاركين لأنّهم لا يعرفون ما هو التزييف العميق. السؤال الثاني كان: هل تستطيع التعرف إلى الخلل العميق حين تشاهده؟ فردّ ثلثا المشاركين بأنّ باستطاعتهم التعرف على الخلل العميق، فيما كانت إجابة الثلث "لا".
عصمت أوضح أنّ الذكاء الاصطناعي والخلل المعلوماتي ليسا "بوليدي اللحظة" ولكن الجديد هو التزاوج الذي حدث بينهما. وأشار إلى أنه لا يجب علينا التفكير بالذكاء الاصطناعي على أنه سلبيّ بالمطلق، لأن له جوانب واستخدامات ايجابية لا سيما في الحياة العامة وصناعة الاعلام والترفيه. وأعطى بعض الأمثلة منها دبلجة الأفلام بدقة لأكثر من لغة، الترجمة الفورية، توصيات مؤتمتة للبرامج التلفزيونية والأفلام بناء على عادات مشاهدات المستخدمين وتحسين الأسعار بناء على سلوك العميل وتفضيلاته. لكن بالطبع تثير بعض هذه الفوائد النقاش حول الخصوصية وحرية استخدام البيانات الشخصية.
ما هو التزييف العميق؟
عرض عصمت بعض الأمثلة التي توضح التزييف العميق وأشار الى فيديو يوضح كيف انه من الممكن لأي شخص أن يقوم بعملية التزييف. لكن ما هو التزييف العميق؟ شرح عصمت انه "أحد انواع الخلل المعلوماتي فائق الحداثة ويستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي (التعلم العميق ولغة الالة) المبني على قواعد ضخمة من البيانات لانتاج محتوى صوتي أو مرئي (صور أو فيديو) يبدو حقيقيًا".
وأضاف أن هناك عبارة شهيرة متعلقة بالتزييف العميق وهي: أن التزييف العميق هو "أداة جديدة لمشكلة قديمة" والتي هي الخلل المعلوماتي.
كما شرح عصمت أن الذكاء الاصطناعي يعتبر فرعًا من فروع علم الحاسوب يمكن بواسطته انشاء وتصميم برامج تحاكي أسلوب الذكاء الانساني والقدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها مثل فهم اللغات الطبيعية والتعلم والتفكير والتخطيط وحل المشكلات والاستدلال المنطقي.
أما الخوارزميات، فشرح أنّها طرق التفكير والتحليل التي عليك اتباعها حتى تتمكن من كتابة الكود بشكل صحيح، لافتًا إلى أنها ليست لغة برمجة بل مجموعة من الخطوات المحددة والمتسلسلة التي تنفذ من أجل تحقيق مهمة محددة.
ثم عرض عصمت على المشاركين/ات صورًا، وطلب منهم أن يختاروا الصور المزيفة منها، وقال إنه ممكن شراء صور مزيفة من على الانترنت اليوم بدولار واحد. وأضاف أنّ التزييف لا يقتصر على الصور فقط وعرض فيديو مزيف للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
ثمّ قدّم عصمت شرحًا مفصلاً لعملية التزييف واستغلال الخوارزميات. يمكن حضور الجلسة عبر صفحة شبكة الصحفيين الدوليين هنا.
والعبرة في النهاية: لا تصدق كل ما تراه أو تسمعه!
أحمد عصمت هو رائد أعمال إعلامي شارك في تأسيس مجلة Alex Agenda عام 2006، جريدة "أمواج الاسكندرية" سنة 2012 وراديو محطة الرمل في 2013 من بين مشاريع أخرى. في عام 2012، أطلق منتدى الإسكندرية للإعلام، كما أشرف على مشاريع إعلامية مع المركز الدولي للصحفيين (ICFJ) وSwedish Institute وGoethe Institute وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. يقوم عصمت بالتدريس الأكاديمي والتدريب العملي، وهو مقيِّم خارجي في الشبكة الدولية للمحققين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابعة لمعهد بوينتر.