لقد حذر العلماء على مدى سنوات من عواقب التلوث الذي يتسبب به البشر وارتفاع درجات الحرارة في كوكبنا.

ونشهد اليوم هذه التداعيات، إذ تزداد شدة الفيضانات وحرائق الغابات والجفاف وموجات الحر والأعاصير ويكثر حدوثها، ويتفق الخبراء على أن الوضع سيتفاقم ويزداد سوءًا.

وعلى مدى السنوات القادمة، ستزداد الحاجة إلى الصحفيين وتغطيتهم لتدهور البيئة أكثر من أي وقت مضى، حيث سيتم تكليفهم بتغطية الأزمة وتداعياتها من كل الجوانب وبشكل شامل، كما فعلوا في تغطيتهم لجائحة كوفيد-19.

لذلك  نشرت ijnet عن التغطية الصحفية للبيئة في سلسلة البودكاست الجديدة IJNotes. ولإطلاق السلسلة، تحدثت إلى الصحفي سيباستيان رودريجز، الذي يشغل اليوم منصب رئيس تحرير منظمة تتبُع المناخ (Climate Tracker)، وهي منظمة دولية غير هادفة للربح تقدم الدعم والتدريب للصحفيين البيئيين حول العالم. وقد عمل رودريجز سابقًا كمحرر لدى Ojo al Clima، وهو أول موقع في أميركا الوسطى يتخصص في تغطية أخبار المناخ.

في الحلقة الأولى، يتحدث رودريجز عن كيفية تناوله لموضوع المناخ وعن الحاجة إلى تعاون الصحفيين معًا من أجل التغطية الفعالة لأزمة المناخ العالمية الآخذة في التدهور. كما يقدم بعض النصائح للصحفيين الذين يغطون أخبار البيئة ويناقش القضايا البيئية ذات الأولوية لجمهوره في كوستا ريكا.

للاستماع، الضغط هنا

ي سبتمبر/أيلول 2016، كشف تقرير دولي عن حوكمة المياه في المنطقة العربية، أنّ أبحاث التغير المناخي تؤكد أنّ البلدان العربية تصنّف من ضمن البلدان الأكثر تأثراً بمخاطر التغيّر المناخي، حيث أنّ هناك تغيرات مناخية تتجلى صورها في المنطقة العربية من خلال زيادة الجفاف والعواصف والفيضانات.

ويشير التقرير إلى أنّ هناك 5 دول في المنطقة العربية من مجموع 10 دول هي جيبوتي ومصر والعراق والمغرب والصومال، من الأكثر تعرضًا لمخاطر تأثيرات التغيّر المناخي.

في السياق نفسه، بالثالث من أكتوبر/تشرين الأول، ضربَ إعصار شاهين سلطنة عُمان، وتسبّب في تدمير عدد من المناطق فضلاً عن وفاة وإصابة عشرات المدنيين. التقرير السابق والإعصار الأخير يشيران إلى ضرورة الإهتمام بالتحقيق في قضايا المناخ، لكن كيف يمكن ذلك؟

في هذا المقال تقدّم شبكة الصحفيين الدوليين دليلاً شاملاً باللغة العربيّة للصحفيين لمساعدتهم في إجراء تحقيقات في قضايا المناخ:

لماذا التحقيق في قضايا المناخ؟

يُشكّل تغيّر المناخ مخاطر على جميع الناس، لكنّه يهدّد بصفة خاصة حياة الفئات المهمشة. ويرجع ذلك جزئياً إلى أنّ هؤلاء الأفراد يعيشون ويعملون بشكل غير متناسب في مناطق أكثر عرضة لبعض الكوارث المرتبطة بالمناخ، ولكن أيضًا لأنهم غالبًا ما يفتقرون إلى الموارد اللازمة للاستعداد للانتكاسات المرتبطة بالمناخ أو التعافي منها تماماً، ومن المرجح أن يواجهوا عقبات أخرى مثل سوء الصحة أو عدم كفاية التغذية.

كيف يحقّق الصحفي في قضايا المناخ؟

يتطلّب التحقيق في قضايا المناخ مهارات جيدة عند الصحفي قبل العمل، بالإضافة إلى أن يكون الصحفي على دراية ومعرفة بعلوم المناخ والإجراءات والقرارات والقوانين والخطط الدولية لمجابهة مخاطر التغيرات المناخية. ويمكن للصحفي الذي قرّر حديثاً العمل على قضايا المناخ أن يبحث في العناصر التالية:

• متابعة الأنشطة الحكومية والإجراءات التي تتخذها الدول لتخفيف أضرار التغيرات المناخية.
• متابعة ما تفعله الحكومات الدولية ومقارنته مع ما تفعله الحكومة في بلدك.
• رصد الأموال ومعدلات الإنفاق في هذا الجانب، خاصة في المؤتمرات ثم اطرح الكثير من الأسئلة مثل "مصدر هذه الأموال؟ كيف وصلت؟ أين أُنفقت؟ وهل ما أُنفق يوازي ما تم الإعلان عنه؟".
• يمكنك كصحفي التركيز في تمويل النشطاء من أين يحصلون عليه؟ والسياسات التي يتبعونها؟
• فكّر في تعقب مصانع الفحم ومصانع الأسمدة والمواد الكيماوية والبترولية في بلدك، هل تؤثر في زيادة الاحتباس الحراري؟
• إن كانَ بلدك تعرض لمشكلات مناخية من قبل، عليك أن تنظر إلى أسباب هذه المشكلات؟ وكيف كانت الإجراءات الوقائية؟ ولا تنسى أن تبحث في التعويضات المخصصة لهذه الحالة.

حسب دليل المناخ: يتغيّر مناخ الأرض الآن بشكل أسرع من أي وقت في تاريخ الحضارة الحديثة، وذلك نتيجة للأنشطة البشرية بشكل رئيسي. وفي حين يستجيب الأميركيون بطرق يمكن أن تعزز القدرة على الصمود وتحسّن سبل العيش، لا تقترب الجهود العالمية للتخفيف من أسباب تغير المناخ ولا الجهود الإقليمية للتكيّف مع الآثار الحالية من الموازين اللازمة لتجنب الأضرار الكبيرة التي لحقت بالاقتصاد والبيئة وصحة الإنسان ورفاهيته في الولايات المتحدة على مدى العقود المقبلة.

ما هي تأثيرات المناخ التي يمكن للصحفي أن يعمل عليها؟

الاحتباس الحراري

باستخدام أداة تعقب الطقس، ارتفع متوسط درجة الحرارة العالمية بالفعل حوالي درجتين فهرنهايت (أكثر قليلًا من درجة مئوية واحدة) مقارنة بأوقات ما قبل الثورة الصناعية.

كيف يؤثر التغير المناخي على الطقس وأشياء أخرى؟

إنّ ارتفاع درجة حرارة المناخ يجعل موجات الحرارة والجفاف والفيضانات أكثر تواترًا وكثافة.

الشتاء يدفأ أسرع من المواسم الأخرى، وتزيد نسبة ذوبان الثلوج، مما يضر بالمحاصيل ويزيد نطاق الأمراض المنقولة بالنواقل.

الفيضانات وارتفاع مستوى سطح البحر

تزداد الفيضانات تواترًا وشدة في معظم الولايات المتحدة بسبب هطول الأمطار الغزيرة وارتفاع مستوى سطح البحر من تغير المناخ.

في الولايات المتحدة، يرتفع مستوى سطح البحر بشكل أسرع، مع تضرر العديد من المجتمعات بسبب الفيضانات حتى في الأيام المشمسة.

ويحذر العلماء من أنه بدون تخفيضات هائلة في انبعاثات الكربون، فإن ارتفاع مستويات سطح البحر سوف يحلّ محل الملايين في وقت لاحق من هذا القرن.

الأعاصير

تسبّب الأعاصير فيضانات أشد حدة بسبب الآثار المشتركة لارتفاع البحار، والهواء الأكثر دفئًا، ومياه المحيطات الأكثر دفئًا.

الأعاصير تتحرك ببطء أكبر وتسقط المزيد من الأمطار مع سخونة الأرض. قبل خمسين عامًا، كانت العاصفة النموذجية تفقد 75٪ من قوتها في غضون الـ24 ساعة الأولى بعد وصولها إلى اليابسة. الآن، فإنها تفقد 50٪ فقط في نفس الفترة الزمنية.

الأعاصير هي أكثر عرضة لتكون أكبر وأكثر قوة عندما تتشكل على مياه المحيطات سخونة. ويتسبب تغير المناخ في ارتفاع درجات حرارة سطح البحر في العالم.

الحرائق

إن تغيّر المناخ يجعل حرائق الغابات الكبيرة والمدمرة أكثر احتمالًا بسبب درجات الحرارة الأكثر سخونة والنباتات الأكثر جفافًا. وتشمل العوامل الأخرى توسيع التنمية، والإفراط في استهلاك الوقود بسبب إخماد الحرائق في الماضي.

يزيد ارتفاع متوسط درجات الحرارة من طول موسم الحرائق وعدد الأماكن التي يمكن أن تحدث فيها الحرائق. في السنوات الأخيرة، توسعت الحرائق في القطب الشمالي وحتى في بعض الغابات المطيرة.

التنوع البيولوجي

وضعت الأنشطة البشرية، بما في ذلك تغير المناخ، ما يقرب من مليون نوع في خطر الانقراض، وكثير منها في غضون عقود. ومن المتوقع أن يصبح تغيّر المناخ السبب الرئيسي للإنقراض مع ارتفاع درجات الحرارة.

درجات الحرارة الأكثر دفئًا وأنماط هطول الأمطار المتغيرة تخلّ بالاستقرار في النظم الإيكولوجية الطبيعية، مما يهدد التنوع البيولوجي.

الصحة

يقول العلماء إنّ ارتفاع درجة حرارة المناخ يعرّض صحة الأميركيين للخطر من خلال الكوارث الجوية الشديدة والحرارة القاتلة والهواء غير الصحي والمزيد من الأمراض.

الزراعة

المناخ الدافئ بالفعل يجعل من الصعب زراعة الغذاء في بعض أجزاء من العالم، مثل كاليفورنيا، التي تعتمد على تراكم الثلوج في جبال سييرا نيفادا للري. وتتوقع النماذج المناخية حدوث اضطراب أكثر خطورة في الزراعة العالمية خلال بضعة عقود في المستقبل بسبب تغير هطول الأمطار والطقس القاسي.

يأتي حوالي ربع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية من زراعة الغذاء. تطهير الأراضي هو أكبر سبب، لأنه يطلق ثاني أكسيد الكربون المخزنة في التربة والأشجار. وتأتي انبعاثات الغازات الدفيئة الأخرى من الأسمدة النيتروجينية ومن المعروف أنها تتسرب من تجشؤ الماشية والأغنام المحمل بالميثان.

هناك حلول محتملة للحدّ من هذه الإنبعاثات الدفيئة من الزراعة. ينبغي أن يكون أهم تغيير هو استخدام أراض أقل لزراعة الأغذية، وتحويل الأراضي الزراعية إلى أراض عشبية دائمة أو غابات يمكنها التقاط ثاني أكسيد الكربون من الجو. ويمكن القيام بذلك عن طريق زيادة الإنتاجية على الأراضي القائمة، وتناول كميات أقل من اللحوم (وخاصة لحوم البقر)، والحد من استخدام الوقود الحيوي مثل الإيثانول، المصنوع من الذرة.

كم من الوقت لدينا لإنهاء انبعاثات الكربون؟

يقول العلماء إنّ العالم بحاجة إلى القضاء بشكل أساسي على انبعاثات الكربون الجديدة بحلول عام 2050 لتجنب الآثار الأكثر كارثية لتغير المناخ. ولأنّ هذا الأمر يشكّل تحديًا هائلًا، تزيد الحاجة إلى تكنولوجيات جديدة لإزالة غازات الاحتباس الحراري من الغلاف الجوي.

تبقى انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لمئات السنين، لذلك حتى لو انخفضت إلى الصفر فإنّ الكوكب سيستمرّ في الاحترار لفترة طويلة. ولكن خفض الانبعاثات الآن يعني أنّ البشر سوف يتجنبون كوارث أسوأ من تلك التي نتعامل معها بالفعل.

أدوات تعقب المناخ

Ventusky 

التنبؤات والظروف الجوية

weather forecast

Climate Action Tracker

رصد التغير المناخي

التنبؤ بالرياح والعواصف

خرائط الاحتباس الحراري

تعقب حوادث المناخ

تعقب الأمطار

تحذيرات الكوراث المناخية

المؤسسات التي تدعم تحقيقات المناخ

تنتج جمعية الصحفيين البيئيين تيبشيت، وهي مصدر نصف أسبوعي لأفكار القصة والخلفية وخيوط المقابلات وأدوات إعداد التقارير للصحفيين الذين يغطون البيئة.

تساعد مبادرة "مسائل المناخ"، وهي مبادرة من مركز المناخ، خبراء الأرصاد الجوية والصحفيين على الإبلاغ عن الآثار والحلول المناخية. ابحث في مكتبة الوسائط الخاصة بهم عن موارد تقارير المناخ المترجمة باللغتين الإنجليزية والإسبانية، بما في ذلك المواد المرئية الجاهزة للبث وأفكار القصص التي يمكنك صنعها بنفسك عن طريق إضافة سياق محلي.

لدى نايت ساينس للصحافة قسم في كتيب تحرير العلوم المخصص للمناخ والبيئة يقدّم إرشادات مفيدة، وخاصة لغرف الأخبار التي تركز على الولايات المتحدة.

تنتج وكالة ناسا العالمية لتغير المناخ موارد متعددة الوسائط ورسوم بيانية حول تغيّر المناخ لاستخدامها من قبل وسائل الإعلام.

تنظم Climate Visuals الصور في مكتبة على الإنترنت مع صور منخفضة التكلفة ومجانية متاحة للتنزيل والاستخدام في المدونات والمقالات والحملات.

شبكة استراتيجية العلماء هي مورد واحد للبحث في الوقت المناسب وموثوق بها من فروعها في جميع أنحاء الولايات المتحدة. انقر هنا للعثور على باحث.

Shesource التابع للمركز الإعلامي للمرأة هو قاعدة بيانات على الإنترنت للخبيرات ذوات الخبرة الإعلامية المفيدة للصحفيين والحجز والمنتجين.

مصدر الأسبوع هو مورد NPR للصحفيين الذين يؤمنون بقيمة التنوع ويشاركون في هدفهم لجعل وسائل الإعلام أكثر حرفية في إنتاج قصص مناخية.

المصادر المتنوعة هي قاعدة بيانات قابلة للبحث من الخبراء الممثلين تمثيلا ناقصا في مجالات العلوم والصحة والبيئة للصحفيين في الموعد النهائي.

يربط SciLine، وهو مورد تقدمه الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم، الصحفيين في الموعد النهائي مع الخبراء العلميين حول تغير المناخ ومجموعة من الموضوعات الأخرى.

تربط قاعدة بيانات خبراء شبكة الطاقة النظيفة الصحفيين بخبراء من منظمات في مجال البحوث والحكومة والسياسة والشركات والمنظمات غير الحكومية لتقديم المشورة بشأن انتقال الطاقة. البحث حسب نوع الخبراء، والموضوع، و/أو الموقع، والاستفادة من بقية الموقع لمزيد من الدعم الصحفي حول قضايا التحول في مجال الطاقة والسياسات المناخية.

تتعاون شركة Climate Nexus مع برنامج جامعة ييل للاتصالات المتعلقة بتغير المناخ ومركز جامعة جورج ماسون للاتصالات المتعلقة بتغير المناخ لإجراء استطلاع مستمر للقضايا المتعلقة بتغير المناخ. وخرائط الرأي المناخي التي تعدها اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ تفاعلية وجذابة بشكل خاص. غالوب هو مصدر آخر لاستطلاعات الرأي العام حول تغير المناخ.

منظمة مراقبة المناخ هي منصة على الإنترنت مصممة لتمكين صناع السياسات والباحثين ووسائل الإعلام وأصحاب المصلحة الآخرين من خلال البيانات المناخية المفتوحة والتصورات والموارد التي يحتاجونها لجمع رؤى حول التقدم الوطني والعالمي بشأن تغير المناخ.

الموارد الصحفية، مشروع من مركز شورنشتاين في كلية كينيدي بجامعة هارفارد، يلخّص سياق البحوث عالية الجودة حول مواضيع السياسة العامة الإخبارية، بما في ذلك تغير المناخ والتلوث والبيئة والطاقة والاستدامة.

الصورة الرئيسية بترخيص بيكسباي

الصورة الثانية من تقرير الأمم المتحدة للبيئة

الصورة الثالثة من تقرير وكالة ناسا