2021-06-30 10:15
"استخدمت الأجهزة الأمنية الفلسطينية، القوة المفطرة والعنيفة في الاعتداء على الصحفيين والصحفيات بالضرب بالهراوات والحجارة والتنكيل والشتم والتهديد، والسحل على الأرض، وشد شعر الصحفيات، وإطلاق قنابل الغاز بشكل مكثف، ومصادرة جوالات الصحفيين وتحطيم كاميراتهم، والتضييق على عملهم، لمنع توثيق ما يجري في الشارع من مسيرات سلمية منددة بمقتل الناشط نزار بنات من مدينة الخليل على أيدي الأجهزة الأمنية.
فأصبح الصحفي يرتدي زيه الواقي للرصاص وسط مدينة رام الله خشية الاستهداف من قبل عناصر الامن والذي يأتي مخالفاً لعملهم الأمني، وكذلك مخالفاً لكافة الاتفاقيات وقوانين حقوق الانسان، وحق الصحفي في حرية الرأي والتعبير.
الصحافية جيهان عوض بدأت قولها لإذاعة صوت القدس تعليقاً على الاعتداءات التي طالت الصحفيين:" نحن نعاني منع التغطية الصحفية وصولاً إلى العنف الشديد بحق الصحفيين، مضيفة:"المفارقة الموجعة أننا بتنا نلبس واقي الرصاص وسط رام الله عليه شارة الصحافة، خشية من الاستهداف".
ونقلت عوض صورة مهاجمة أجهزة الامن لها: "بعد تصويري مشاهد لاحقوني لسرقة هاتفي وطاردوني في الشوارع، لكني استطعت الهروب.. إن عناصر الأمن كانت تلاحق تحركات الصحفيين أكثر من المتظاهرين وكانوا موجودين بكثرة وسط المحتجين بلباس مدني، يضربون ويعتدون على الصحفيين بالعصي والهراوات، ولم نستطع التغطية سوى ما أراده الأمن، الذين قاموا بمصادرة الهواتف النقالة وتحطيم الكاميرات.
ووصفت الصحافية عوض موقف نقابة الصحفيين الذي طالب بمقاطعة أخبار الرئاسة والحكومة بالمتراخي جداً، مضيفة:" كان يجب على النقابة أن تنزل إلى الميدان لتؤمن لنا التغطية".
ووفقاً لشهادة الصحافية سجى العلمي، عن عملية محاولة اعتقالها خلال عملها المهني، تحدثت "هاجمني رجل أمن بزي مدني وبدأ بشتمنا انا وزميلاتي الصحفيات قائلاً (إنتو الصحافيين يا خون، وإنتو اللي بتخربوا البلد)، وقام برش وجهي بغاز الفلفل فأًصبت باختناق شديد وتم معالجتني ميدانياً، وعدت للتصوير مرى أخرى فهاجمني رجل باللباس المدني وبدأ بالصراخ عليّ طالباً هاتفي ونادى عناصر الأمن لاعتقالي، لكنني استطعت الهروب منهم واختبأت بحمام احدى المحلات التجارية، فلاحقوني وحاولوا كسر باب الحمام علي".
فيما عبرت الصحافية مجدولين حسونة في تغريدة لها على حسابها على موقع تويتر، عن غضبها لما لامسته على أرض الميدان من أفرد أمن بلباس مدني ومسلحين يعتدون بشكل مبرح على الصحفيات والصحفيين، مغردة بقولها:" يا عالم نحن بخطر أفراد أمن بلباس مدني ومسلحين يتعمدون الاعتداء على الصحفيات، مشيرة إلى تناقضات الزمان تحدث عندما يلجأ الصحفيون الى الأمم المتحدة ويقدمون لها رسالة مطالبين بحمايتهم من قمع أجهزة السلطة والذين هم من دولتنا كما قالت.
وبشكل جماعي رفضاً وتنديداً لتخاذل نقابة الصحفيين الفلسطينية، وصمتها اتجاه اعتداء امن السلطة، على الصحفيين وتحطيم كاميراتهم ومنعهم من التغطية، قدم عدد كبير منهم استقالتهم من النقابة وتمزيق بطاقاتهم النقابية لعدم فائدتها في ظل ما يتعرضون له من انتهاكات.
وطالب كل من الصحفي أمير أبو عرام، واياد حماد، وأحمد البديري في تعليقات متشابه الاتحاد الأوروبي والمؤسسات الحقوقية الدولية بتوفير كل ما يلزم لحمايتهم اثناء عمله الصحفي وفق ما تنص عليه القوانين.
وقال أبو عرام على صفحته الشخصية للفيس بوك:" إنني اتعرض برفقة زملائي منذ أيام لاعتداء وتضييق ومنع للعمل الصحفي بحرية.
بدورها، عبرت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)، عن استهجانها وقلقها الشديدين لما تنجرف إليه الأوضاع الراهنة في الضفة الغربية، من استمرار اعتداء الأجهزة الأمنية على الصحفيين في أكثر من محافظة في الضفة الغربية.
وطالبت الجهات المختصة في الضفة الغربية، بالكف عن الاعتداء أو مضايقة أو تهديد نشطاء حقوق الإنسان والصحفيين، ودعت الى ضرورة الإسراع في العمل الجاد لاحترام حقوق الإنسان بما في ذلك التوقف عن ممارسة أي سلوك غير قانوني والالتزام بمعايير القانونية المحلية والدولية المحددة للحماية الواجبة لهم.
وعلى ضوء ذلك، جدد منسق لجنة دعم الصحفيين صالح المصري، استنكاره وتنديه، لممارسات أجهزة أمن السلطة التعسفية ضد الصحفيين، في الوقت الذي تُستهدف أجسادهم ومعداتهم وأقلامهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي لطمس جرائم الاحتلال التي يرتكبها بحق الفلسطينيين .
وقال المصري، إن ما ممارسه أجهزة السلطة في الضفة المحتلة ضد الصحفيين، هو "إسكات الصوت وكسر القلم، وهذا هو الحال الذي لم نحلم الوصول إليه"، معداً ما يجري على أرض الميدان هو جريمة كبرى ضد حرية الصحافة والاعلام.
وذكر أن اللجنة رصدت خلال الأيام الماضية أكثر من (23) حالة اعتداء بينهم 8 صحفيات واستهدافهم بشكل مباشر وضرب عدد منهم على رؤوسهم ووجههم، واستهدافهم بغاز الفلفل عدا عن تحطيم العديد من كاميرات الصحفيين، ومصادرة هواتفهم النقالة لمنعهم من ممارسة عملهم المهني، بالإضافة لاستدعاء آخرين ومحاولة اعتقالهم، من ضمنهم الصحفيات مراسلة شبكة "فلسطين بوست" سجى العلمي، مراسلة وكالة "جي ميديا" فيحاء أحمد خنفر، مراسلة موقع "ميدل ايست آي" (Middle East Eye) شذى عبد الرحمن حماد، الصحافية الحرة نجلاء زيتون، وبتول كوسا، ومجدولين حسونة، ومراسلة "الجزيرة مباشر" جيهان عوض ، ومراسلة قناة الحرة الصحافية ثروت شقرا.
وكذلك استهداف الصحفيين منهم مراسل موقع "ألترا فلسطين" محمد غفري، مصوّر تلفزيون "العربي" ربيع منيّر، الصحافي الحرّ جهاد بركات، الصحفي كريم خمايسة، الصحافي الحرّ فارس الصرفندي، مراسل القناة التركية "تي ار تي" إبراهيم الرنتيسي، ومراسل وكالة "الأناضول" هشام أبو شقرة، وأحمد طلعت، وإيهاب الخطيب، وهادي صبارنة، ومحمد تركمان، وطاقم مؤسسة لحق، وأمير أبو عرام، واياد حماد، وأحمد البديري.
كما استهجن تعرض الصحفي علاء الريماوي مراسل قناة الجزيرة مباشر، للتهديد بتصفيته والتحريض ضده على خلفية نشاط الصحفي، بالإضافة لمداهمة أجهزة الأمن الوقائي منزل الصحفي طارق يوسف السركجي ومحاولة اعتقاله، وتحطيم كاميرات العديد من الصحفيين من ضمنهم كاميرة قناة ” CNN”، ومصادرة بطاقات التسجيل الخاصة بكاميرا قناة الحرّة.
وأضاف المصري إن تغول الأجهزة الأمنية في رام الله يستدعي توفير قوانين رادعة لحماية الصحفيين، أثناء أداء مهماتهم وليس اعتراضهم والتنكيل بهم، مبيناً أن اعتراض عمل الصحفيين يعد انتهاكاً صارخًا للقانون الفلسطيني والحقوق التي كفلها الدستور.
وطالب بحراك نقابي ومجتمعي للوقوف في وجه هذه الممارسات وملاحقة مقترفيها وحماية الصحفيين.