2021-06-23 02:54
تعبر لجنة دعم الصحفيين في جنيف (JSC) عن استنكارها لاعتداء القوات الأمنية على مندوبي خمس وسائل إعلامية ومصدرة معداتهم خلال قيامهم بتغطية الاشتباك المسلح الذي وقع في منطقة “سرجنار” في مدينة السليمانية في كردستان العراق مساء الاثنين ٢١ حزيران-يونيو ٢٠٢١.
ان اللجنة اذ تجدد ادانتها لكافة الاعتداءات والتهديدات التي يتعرض لها الصحفيون بوتيرة مرتفعة في اقليم كردستان العراق مع الارتفاع المقلق للانتهاكات المرتكبة للحق في حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة، تطالب السلطات المعنية، وفي مقدمها رئاسة اللجنة الامنية لمدينة السليمانية بتأمين الحماية اللازمة للصحفيين ومندوبي وسائل الاعلام، خصوصا في مناطق التوتر والنزاع، وان تقوم السلطات باجراء تحقيقات سريعة وشفافة لكشف المعتدين وانزال العقوبات العادلة بحقهم، عملا بمبدأ انهاء الافلات من العقاب في الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين.
وفي التفاصيل التي تابعها منسق اللجنة في العراق، افيد عن وقوع تبادل لاطلاق النار أمام فندق "ابو سناء" بين قوة تابعة للجنة الامنية لمدينة السليمانية والقوة الخاصة "الذهبية" التابعة لنائب رئيس إقليم كوردستان (جعفر شيخ مصطفى)، مع اقدام الاخيرة على اطلاق النار على القوة الامنية، ما ادى لسقوط عدد من الاصابات. وخلال تواجدهم لتغطية مباشرة في الشارع الرئيسي المتجه الى مصيف سرجنار، وبالقرب من مكان اطلاق النار، قام افراد قوة امنية بالاعتداء على طاقم قناة (رووداو) الفضائية الذي ضم: بيشوا بختيار، مريوان علي. واوضح بيشوا في اتصال مع الزميل صلاح الزبيدي، “اثناء تغطيتنا للاحداث، جاء مجموعة من الاشخاص الذين يرتدون الملابس المدنية وعرفوا عن أنفسهم بأنهم ينتمون إلى جهاز الآسايش، واعتدوا علينا وصادروا جميع معداتنا”.
ومع توجه مجموعة من الفرق الاعلامية نحو مستشفى شار، التي تم نقل جرحى اطلاق النار اليها، انتشرت القوات الامنية واحاطت بالمستشفى، ومنعت الفرق الاعلامية من تغطية الاحداث. كما تم الاعتداء على فريق فضائية “إن آر تي” (كارزان طارق، ومحمد حسن) واجبروهما على البقاء في سيارة تابعة للقوات الامنية، مصادرين معداتهم وهواتفهم الخاصة، ليصار الى اطلاق سراحهم بعد حوالي النصف ساعة ومنعهم من التغطية في المنطقة، وفق ما اشار كارزان. كما قامت قوة امنية ترتدي اللباس المدني بالاعتداء على فريق موقع “ميديا ئيستا” ( بزار دباغ، تيشكو صديق) وصادرت معداتهم الصحفية. وعن تلك الحادثة، اوضح دباغ للزبيدي، “حتى اللحظة، لانعرف لمن تعود هذه القوة لنسعى لاستعاة معداتنا، ولكننا متأكدون ان هذه القوة لا تعود الى الآسايش”.
هذا وافاد مراسل فضائية “كي إن إن”، جوانرو محمد، “كنت اقوم بالتغطية المباشرة للاحداث على الطريق الرئيسي المتجه الى سرجنار عندما قامت قوة أمنية بإجباري بالقوة على ايقاف البث المباشر ومصادرة الموبايل الخاص بي”. وقال جوانرو: “قامت مجموعة من الافراد بالاعتداء ومصادرة ادوات العمل الصحفي بالقوة، وكل ذلك تم امام نظر مجموعة من المسوؤلين”. واضاف قائلا “بعد ان اصريت على عدم مغادرة المكان، قاموا باعادة ادوات عملي الصحفي”. وفي موقع آخر بعيد نسبياً عن مكان الحادث، كان فريق “بي أم سي” المكون من (روزة صلاح وعمر دلير) يقوم بالبث المباشر، ليفاجأ بقوة امنية تستولي على كاميرا الفريق وتجبر المصور على الصعود في سيارتهم. وفي اطار متابعات اللجنة، اشارت الاعلامية روزة صلاح قولها، “عندما علمت تلك القوة الامنية، أننا نقوم بالبث المباشر، بسرعة اتجهوا نحونا، وبالقوة استولوا على كاميرتنا واجبروا المصور على الصعود في احد السيارات التابعة لتلك القوة الامنية، بعد ذلك اطلقوا سراحه بشرط عدم القيام بالتغطية الاعلامية والابتعاد عن المكان”.
وحول احداث اطلاق النار، صرح مصطفى جاورش مسوؤل قوات 70 التابعة للاتحاد الوطني الكوردستاني قائلاً، “تم حل المشكلة الخاصة باطلاق النار، والتي أسفرت عن 11 جريح من ضمنهم 5 اشخاص تلقوا العلاج وغادروا المستشفى”. واضاف قائلاً: “بعد ظهر أمس الثلاثاء وفي مقر القوة 70، عقد اجتماع ضم ممثلي جميع القوى الامنية مع ابن شيخ جعفر، وتم الاتفاق وبموافقة الجميع على التوصل الى حل الاشكال الذي حصل، على ان ينال الاشخاص الذين تسببوا بها”.
ملاحظة: صورة الغلاف تعبيرية