الصحفيون في فلسطين: "صوت الحقيقة لن ينطفئ"... فقدان حياة 3 صحفيين جراء القصف الاسرائيلي، تدمير أكثر من 55 مؤسسة ، اصابة الكثيرين بجراح وتدمير منازلهم لم يمنعهم من التغطية

2021-05-23 01:41

البيانات التقارير

 

يعملون في بيئة خطرة
الصحفيون الفلسطينيون :صوت الحقيقة لن ينطفئ

 

" لن يغلقوا عدسات الكاميرات، وصوت الحقيقة لن ينطفئ،  وسنواصل رسالتنا الإعلامية بكل مهنية ومسؤولية وطنية واجتماعية..
 هذا ما قالته الأطر والمؤسسات الصحفية، بعد أن قتلت الطائرات الحربية الإسرائيلية الصحفي يوسف أبو حسين المذيع بإذاعة صوت الأقصى يوم 19 مايو 2021 باستهداف منزله بمدينة غزة، وسبقه الزميل الصحفي عبد الحميد الكولك مراسل وكالة دنيا الوطن المحلية بتاريخ 16 مايو 2021 بقصف منزله أيضا، وقبله الزميل الصحفي محمد شاهين بتاريخ 12 مايو 2021 بقصف غادر على مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
ونددت الأطر والمؤسسات الصحافية، باستمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة  والتي ترقى لمستوى جرائم حرب وفق مبادئ القانون الدولي بتدميرها مقرات ومؤسسات إعلامية محلية ودولية، يتقدمها مقر وكالة الاسوشيتدبرس الأمريكية وقناة الجزيرة القطرية، وذلك في محاولة يائسة لإرهاب الصحفيين وثنيهم عن أداء رسالتهم المهنية بفضح جرائم الاحتلال ضد المدنيين في قطاع غزة، وطمس الرواية الفلسطينية التي شقت طريقها بصدقها للمحافل الدولية، وأثارت التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني وضد الإرهاب الإسرائيلي المعتاد. 
مدير البرامج في إذاعة الأقصى محمد مشمش، وبعد استشهاد زميله يوسف أبو حسين، والذي كان يعمل مقدماً على مدار 12 عاماً للعديد من البرامج في إذاعة الأقصى، قال:"وداعاً شهيد الحقيقة باستشهادك لم يسكت صوتك وسوف تصل رسالتك إلى العالم لفضح جرائمه البشعة بحق شعب يدافع عن أرضه ووطنه المسلوب فمحاولته تبوء بالفشل لكل استهداف شهيد من السلطة الرابعة لنجد من يحمل الراية ويواصل مشوار زميله ويوصل صوته إلى كل المنابر بقوة وإصرار وتحدي فصوت الحقيقة لن ينطفئ باستشهاد الصحفين.
لن تطفأ الصورة ولن يصمت الصوت
أما مدير مكتب قناة الجزيرة في غزة وائل الدحدوح،  وقف على أنقاض برج الجلاء الذي كان يضم مكتبه، وعبر عن أسفه واستهجانه واستغرابه لتدمير برج الجلاء الذي يضم مكتبه،  وقال:" إن الاحتلال يتعدى على حرية الكلمة والراي والاعلام باعتبار اننا مكاتب صحفية ولا يوجد ما يشكل خطراً على جيش الاحتلال الإسرائيلي".
وبكل إصرار وعزيمة أضاف:" هذا النوع من التدمير لن يوقف مسيرة الاعلام ولن يضع حد للمسيرة الإعلامية ومن الشارع  او السيارة او أي مكان سنستمر في أداء الرسالة الإعلامية ولن تطفأ الصورة ولن يصمت الصوت، وسنلملم المآسي والجراح  والهم النفسي ونحتوي كل التحديات التي فرضها علينا هذا الدمار من اجل مصلحة الاستمرار في حمل هذه الرسائل ومواكبة ما يجري من التصعيد الإسرائيلي، ونقل الصورة من أجل أن يشاهد العالم العربي والدولي ما يجري من اعتداءات بحق الشعب الفلسطيني.
كما ندّدت شبكة "الجزيرة" الإعلامية في بيان لها تدمير مكتبها في غزة، وحمّلت الحكومة الإسرائيلية مسؤولية الاعتداء، ولفتت إلى أن تدمير مكتبها "هو سابقة مخالِفة لكل أعراف القانون الدولي والحضارة الإنسانية، وقالت:" إن ما جرى هو محاولة إخراس للإعلام الحرّ لإخفاء الحقيقة عمّا يتعرّض له الفلسطينيون، لكننا نعِد المشاهدين بمواصلة التغطية وكشف حقائق ما يجري في غزة والأراضي الفلسطينية وإسرائيل".
وكانت استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية، يوم السبت 15 أيار/مايو 2021، برج الجلاء في وسط مدينة غزة، الذي يضمّ مكاتب مؤسسات إعلامية وصحافية عدّة، من بينها قناة "الجزيرة"، ووكالة "أسوشيتد برس" وإذاعة "الأسرى" المحلية،  وإذاعة صوت القدس، وفضائية القدس اليوم، بعدد من الصواريخ، ما أدى إلى تسوية البرج بالأرض. وكذلك، تضرّرت منازل عدد من الصحافيين جرّاء القصف الذي استهدف مواقع أخرى في القطاع.
لن يسكتوا صوت الأسرى
في حين عبر مدير العلاقات العامة في إذاعة "الأسرى" أيمن حسن، عن أسفه لفقدان معدات باهظة الثمن وقال:" إن هذا الاستهداف يأتي بطبيعة الحال لإسكاتنا إعلامياً، فنحن إذاعة متخصّصة بشؤون الأسرى داخل سجون الاحتلال"فلن يسكتوا صوت الأسرى وسنواصل على تحريرهم من سجون الاحتلال".
أما الرئيس التنفيذي لوكالة "أسوشيتد برس" الأميركية جاري برويت، فقد أشار في بيان إلى أن المؤسسة الإعلامية الأم أصيبت بالصدمة والذعر بعد أن دمّر الجيش الإسرائيلي مبنى من 12 طابقاً يضم مكاتبها ومكاتب قناة الجزيرة القطرية، مضيفاً: "هم يعرفون منذ فترة طويلة موقع مكتبنا ويعرفون أن الصحافيين كانوا هناك، وكان قد تمّ تحذير المؤسسة من الضربة وتمّ إجلاء الصحافيين في الوقت المناسب".
ولن يقف الاحتلال عن قتل واستهداف فكان هناك المزيد من بنك الاهداف لدى الاحتلال الغاشم ، حيث استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية، يوم الأربعاء 12 أيار/مايو 2021، برجَي الجوهرة والشروق في وسط مدينة غزة، اللذين يحتويان على مكاتب صحافية عدّة  عدا عن تضرر مكاتب أخرى جراء قصف منازل المواطنين الامنين والمقرات الحكومية والمدنية.
وقال المدير العام ومؤسس وكالة "الوطنية" مصطفى شحادة :" قصفت طائرات الاحتلال بعدد من الصواريخ برج الجوهرة، ما أدى إلى تضرّر مقرّ الشركة بالكامل، وتلف جميع المعدات من أجهزة بثّ فضائي واستوديوهات. وتُقدّم شركتنا خدمات تلفزيونية لعدد من القنوات الإعلامية العربية والأجنبية والمحلية ، مشيرا إلى أن البرج أصبح آيلاً  للسقوط نتيجة تصدُّع أساساته، ويصعب ترميمه.
78 انتهاكا بحق الصحفيين
بدوره، أكد منسق لجنة دعم الصحفيين صالح المصري، ان اللجنة رصدت ( 78) انتهاكاً بحق الإعلاميين في قطاع غزة شن الاحتلال خلالها هجوماً عنيفاً  مستهدفاً أرواح  3 صحفيين، وتدمير39 مقر ومؤسسة إعلامية، بشكل كلي، و7 مؤسسات ومكاتب إعلامية تضررت بشكل جزئي، وتدمير 9 شركات انتاج اعلامي وفني ومطابع،  وإصابة اكثر من 11 صحافيا بجرح متفاوتة، وتدمير 15 منزلاً لصحفيين ما بين كلي وجزئي.
وقال المصري: ما قامت به إسرائيل هو تصرّف همجي يستهدف سلامة الصحفيين والمصورين، إن ما يجري من تدمير المقرات الصحفية واستهداف الصحفيين هو محاولة إخراس للإعلام الحرّ لإخفاء الحقيقة عمّا يتعرّض له الفلسطينيون.
وتساءل عن واقع القانون الدولي في الارض الفلسطينية، تحديدا المادة رقم 19 التي كفلت حرية العمل الاعلامي، لا سيما في وقت الازمات والحروب، وطالب المؤسسات الدولية والحقوقية للوقوف عند مسئولياتها وحماية الصحفيين الذين تستهدفهم قوات الاحتلال ومؤسساتهم الإعلامية بصواريخ طائراتها الرامية لطمس الحقائق واستباحة المزيد من الدماء .
ودعا الصحفيين إلى ضرورة توثيق الانتهاكات بحقهم بالفيديو والصور والشهادات، وتقديمها للجهات المختصة في كافة المناطق، مثمناً أداء الصحفيين وشجاعتهم وإصرارهم على القيام بواجبهم في فضح وتعرية جرائم  ومجازر الاحتلال التي يرتكبها بحق المدنيين الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء وهدم بيوتهم فوق رؤوسهم.
وأشاد بعمل وسائل الإعلام الفلسطينية وغالبية وسائل الإعلام العربية والدولية، التي تكرس حيزاً كبيراً لتغطية ما يجري في قطاع غزة من عدوان غاشم على البشر والحجر وكل ما يثبت الهوية الفلسطينية.
لجنة دعم الصحفيين
الأحد 23 مايو 2021