إزاء متابعة التغطيات الإعلامية للتحركات الاحتجاجية والمواجهات التي اندلعت بين المحتجين الفلسطينيين والإسرائيليين، خصوصاً مع استخدام القوى الأمنية والعسكرية الإسرائيلية القوة المفرطة ضد المحتجين السلميين وارتفاع وتيرة انتهاكاتها لحقوق الانسان، خصوصاً فيما يتعلق بالحق في حرية الرأي والتعبير والحق في التجمع السلمي، وفق ما وثقت منظمات حقوقية دولية عدة، منها مفوضية الأمم لحقوق الانسان في فلسطين، منظمة العفو الدولية، منظمة هيومن رايتس ووتش، لاحظت لجنة دعم الصحفيين في جنيف (JSC) غياباً إعلامياً ملحوظاً بشكل مريب عن تغطية المجريات. هذا بالإضافة الى الإعتداءات المستمرة التي وثقتها اللجنة على عشرات الصحفيين وممثلي وسائل الإعلام في مناطق غزة، الضفة الغربية، القدس وغيرها من المناطق. كما تم تأكيد الإعتداء على أكثر من 23 وسيلة إعلامية، تراوحت نتائجها بين تدمير كلي او جزئي لمقارها، ما تسبب بحجب كلي أو جزئي لأنشطة المكاتب المستهدفة.  كما أشارت منظمة "مراسلون بلا حدود" إلى منع سلطات المعابر الحدودية التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية، الأربعاء 12 أيار-مايو 2021، الصحفيين الأجانب من دخول قطاع غزة حتى إشعار آخر.

إن لجنة دعم الصحفيين إذ تجدد مطالبتها للمنظمات الدولية المعنية بحماية الحق في حرية الصحافة وحماية الصحفيين، وفي مقدمها متظمة اليونيسكو والاتحاد الدولي للصحفيين، بالضغط لفرض إحترام السلطات الإسرائيلية لحقوق الصحفيين في الحماية، عملاً بمبادئ القرار 2222 الصادر عن الأمم المتحدة، القانون الدولي الإنساني، اتفاقيات جنيف وغيرها من الاتفاقيات الدولية ذات الصلة. كما تعتبر ان تعمد التعتيم الإعلامي الدولي خصوصاً في مناطق النزاع والتوتر وفي ساحات الاعتداءات الإسرائيلية خلال الحرب التي تشنها القوات الإسرائيلية على قطاع غزة إنما تشير الى رغبات إسرائيلية بحجب مجريات ووقائع جرائم الحرب المُرتًكًبة أو المنوي ارتكابها لإخفاء الحقائق عن الرأي العام المحلي والدولي ومنع توثيقها.

وترى اللجنة أن إجراءات الحجب والتعتيم الكلي او الجزئي ومنع دخول الصحفيين تشكل إنتهاكات إضافية للحق في العمل الصحفي الذي يقوم بشكل أساسي على الحق في حرية الوصول الى المعلومات من مصادرها ونقل الأحداث والوقائع، خصوصاً في ظل الظروف الحساسة التي تعيشها المنطقة.

لذلك، فهي تدعو وسائل الاعلام الدولية والإقليمية والمحلية الى الموازنة في تغطيتها الإخبارية، بما يقتضيه ميثاق شرف الصحفيين وأخلاقيات المهنة، وتسليط الضوء على مختلف الأحداث والمجريات حفاظاً على حق جميع أفراد المجتمع بالحصول على المعلومات والإطلاع على مختلف المجريات، وعدم الاكتفاء بالجهود اللافتة التي يبذلها الناشطون في الداخل الفلسطيني وغزة لنقل الأحداث. كما تطالب الجهات الدولية بالضغط على سلطات الاحتلال لرفع الحظر الجزئي او الكلي المفروض على التغطيات الإعلامية في مختلف المناطق، حفاظا على الشفافية ورفضاً للتضليل الإعلامي ومحارية لنشر الأخبار الكاذبة والمغلوطة عن الأحداث التي تكثر في ظل التعتيم والغموض الإعلامي وغياب المتابعة المباشرة للوقائع.

لجمة دعم الصحفيين-سويسرا

الخميس 20 أيار-مايو 2021