2021-05-07 08:15
أصدر "تحالف من أجل النساء في الصحافة" تقريره عن أحوال الصحفيات بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة تحت عنوان "كيف يبدو اليوم العالمي لحرية الصحافة في عام 2021 بالنسبة للصحفيات؟"، تقدم لجنة دعم الصحفيين ترجمة بالعربية لأبرز ما ورد فيه:
يمثل اليوم العالمي لحرية الصحافة الحقوق والحريات الأساسية للصحفيين. يواصل تحالف النساء في الصحافة توثيق انتهاكات حقوق الصحفيات والتهديدات والاعتداءات التي يتعرضن لها بالإضافة إلى قضايا التحرش ضدهن، كما يواصل الدفاع عن حقوقهن في مناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة.
مرة أخرى أثبت الربع الأول من عام 2021 أنه يمثل تحديًا للصحفيات، حيث يواجهن المزيد من التهديدات مقارنة بالسنوات السابقة. كما في السنوات الماضية، قام التحالف بتوثيق العديد من الهجمات والمضايقات القانونية والتهديدات وانتهاكات الحقوق ضد الصحفيين من كانون الثاني/يناير إلى نيسان/أبريل من هذا العام.
بمقارنة عام 2020 إلى عام 2021، لاحظ التحالف زيادة بنسبة 130.34٪ في القضايا المتعلقة بالصحفيات بين كانون الثاني/يناير ونيسان/أبريل 2021. كما وثق في الربع الأول من هذا العام 348 حادثة ضد صحفيات. ومن بين هذه الحالات، ظهرت 74 صحفية أمام المحكمة لادعاءات تتعلق بتغطيتهن أو بمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
منذ ظهور جائحة كوفيد-19، تدهورت ظروف الصحفيين بشكل مطرد. وأصبح معنى حرية الصحافة محفوفًا بالمخاطر بشكل متزايد، خاصة بالنسبة للصحفيات. يواصل التحالف توثيق التهديدات والمضايقات والعنف ضد الصحفيات على مستوى العالم، ويسعى للوقوف إلى جانب جميع الصحفيين. فالتقارير الشهرية التي نشرها في عام 2021 تجسد هذا الاتجاه المقلق. في يناير/كانون الثاني وثق ما لا يقل عن 60 اعتداء جسديًا ومضايقات قانونية واعتقالات وهجهات إلكترونية ضد صحفيات، وارتفع عدد الحالات إلى 97 في فبراير/شباط. ومع تجاوز العدد 115 حالة في آذار/مارس، قام التحالف برصد العنف المقلق الذي تواجهه المراسلات، والذي تضاعف تقريبًا منذ بداية العام.
قُتل 7 صحفيين منذ بداية عام 2021. ووثق التحالف 45 حالة اعتقال لنساء حول العالم أثناء متابعتهن للأخبار. تم استهداف 38 عبر حملات تصيد منظمة، وتعرض 37 للهجوم أثناء إعدادهم تقاريرًا في الميدان، وتم طرد 34 صحفية من وظائفهن بغض النظر عن الظروف الوبائية، وتعرض 25 صحفية للتحرش في مكان العمل، وتعرض 20 صحفية على الأقل للترهيب منذ بداية عام 2021. وتعرضت 17 صحفية للتحرش الجنسي و16 للاعتداء الجسدي. وحكم على 9 صحفيات بالسجن وتعرضت 8 منهن للتحرش اللفظي و3 لاعتداءات عنصرية. كما تعرضت صحافيتان للاعتداءات الجنسية، و4 لاضطهاد من الدولة، واختطفت مراسلة واحدة. ولم يتم العثور على الجاني في قضية اغتيال الصحفية.
تحتل أفغانستان المرتبة الأولى بين الدول التي تكون فيها الصحفيات أكثر عرضة للخطر، حيث قُتلت 3 صحفيات بالرصاص منذ بداية عام 2021 في جلال أباد. الصحفيات يعملن في قناة إنعكاس وهم مرسال وحيدي وسادية السادات وشهناز روافي. وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية مسؤولية هذا الهجوم.
تسجل تركيا أكبر عدد من التهديدات والاعتداءات ضد الصحفيين. قام التحالف بمراقبة وتوثيق 114 حالة من المضايقات القانونية والاعتقالات والاعتداءات الميدانية في جميع أنحاء البلاد، ومثلت 50 صحفية على الأقل في المحكمة للدفاع عن القصص التي تم الكشف عنها أو المنشورات التي نشرتها على وسائل التواصل الاجتماعي. غالبًا، تواجه الصحفيات في تركيا التشهير أو التهم المتعلقة بالإرهاب. إذ حكم على 3 صحفيات بالسجن منذ بداية العام.
كانت مويسر يلدز، مديرة أخبار أودا تي في، من بين الصحفيات اللواتي حُكم عليهن بالسجن في 8 آذار/مارس في يوم المرأة العالمي. حُكم على مويسر بالسجن لما يقارب 4 سنوات بتهمة التجسس. ومثل الصحفيان شريبان أبي ونازان سالا، اللذان اعتقلا بسبب أنباء المروحية في فان، أمام المحكمة بعد استكمال لائحة الاتهام حيث بقي الصحفيان وراء القضبان قرابة ستة أشهر، وفي الجلسة الأولى للمحاكمة تم الإفراج عنهم بشروط. وواجهت الصحفيات العاملات في الميدان ضغوطاً متزايدة وعنف من قبل الشرطة، وذلك في احتجاجات طلاب جامعة البسفور. أدت القيود المفروضة على الأحداث المخطط لها في عيد العمال الأول من أيار/مايو وقرار سحب اتفاقية اسطنبول، إلى تحركات جماهيرية أثارتها التطورات الحرجة في البلاد. تم اعتقال 14 صحفية إثرها بعد تعرضهن لعنف من قبل الشرطة أثناء تغطيتهن للاضطرابات المدنية في تركيا.
كان عام 2021 صعبًا على الصحفيات في الولايات المتحدة. بعد نتائج الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر، احتجز أنصار الرئيس الأمريكي السابق مبنى الكابيتول هيل كرهينة. فتضررت معدات العديد من الصحفيات جراء الاشتباك بين الشرطة وأنصار ترامب. أثناء حظر التجول الذي فرضته حالة الطوارئ المعلنة في واشنطن، تعرضت صحفيات للعنف الجسدي كما تم احتجازهن. سجل التحالف 10 حالات على الأقل لصحفيات أثناء الانتفاضة. في أعقاب الاضطرابات السياسية، قامت هافينغتون بوست بتسريح 47 من موظفيها بعد شهر واحد فقط من استحواذ بزفيد عليها وذلك من خلال دعوة العديد من الموظفين لحضور اجتماع افتراضي وإبلاغهم بالقرار. غالبية الموظفين المفصولين هم من الصحفيين، من بينهم 31 صحفية. استمرت الهجمات العنصرية ضد الصحفيين الأمريكيين الآسيويين بالتصاعد طوال فترة الوباء. وخلال هذه الفترة، تعرضت الصحافيات المستهدفات بخطاب ترامب العنصري للمضايقات اللفظية وحملات التشهير عبر الإنترنت والتمييز في مكان العمل. إذ ذكر موقع الاتحاد المضايقات التي يواجهها الصحفيون الأمريكيون الآسيويون في المنطقة.
اضطر العديد من الصحفيين لترك وظائفهم بعد الانقلاب العسكري في ميانمار في 1 شباط/فبراير. قام الاتحاد بتوثيق ما لا يقل عن 7 حالات اعتقال وحالتين من الاضطهاد القانوني للصحفيات بسبب الضغط العسكري، كما أجرى مقابلات مع 3 صحفيات لتسليط الضوء على مخاوف السلامة والقيود التي يتحملها الصحفيون.
لم يهدأ الوضع في بيلاروسيا بعد منذ الانتخابات الرئاسية المريبة في 9 آب/أغسطس 2020. وفي أعقاب نتائج الانتخابات التي أكدت وصول ألكسندر لوكاشينكو، آخر دكتاتور أوروبا، إلى السلطة، شددت بيلاروسيا قيودها على الصحفيين. فمنذ بداية هذا العام، وثق الاتحاد 11 حالة اعتقال وحالات اضطهاد قانوني ضد صحفيات. وحُكم على الصحافيتين كاتسيرينا أندرييفا وداريا تشولتسوفا بالسجن لمدة عامين بتهمة تنظيم وإعداد تحركات تنتهك النظام العام.
حُكم على الناشطة السعودية لجين الهذلول، المعروفة بمناضلتها من أجل حق المرأة في القيادة، بالسجن لمدة 5 سنوات و8 أشهر. وأُفرج عن لجين في 11 شباط /فبراير بعد احتجازها بشكل تعسفي لما يقارب 3 سنوات. وأضربت المدافعة عن حقوق الإنسان، التي تعرضت لمعاملة غير إنسانية أثناء سجنها، عن الطعام احتجاجًا على ظروفها المؤسفة.
اعتقلت الصحفية المصرية سلافة مجدي مع زوجها ظلمًا بتهمة "الانتماء إلى منظمة غير مشروعة" و "نشر أخبار كاذبة" وذلك بسبب تقاريرها عن حقوق الإنسان والهجرة غير المسجلة. وأطلق سراح الزوجين في 14 نيسان/أبريل بعد قرابة عامين في الاعتقال.
في الربع الأول من عام 2021، كانت تركيا والولايات المتحدة وميانمار وبيلاروسيا، إلى جانب روسيا والهند وباكستان والمكسيك وإيران، من بين البلدان التي حدثت فيها التهديدات والمضايقات وانتهاكات الحقوق ضد الصحفيات بانتظام ودون عقاب. في اليوم العالمي لحرية الصحافة، يدعو التحالف قادة العالم إلى إنشاء عالم يتم فيه حماية حرية التعبير، ويمكن الصحفيين من ممارسة مهامهم دون الخوف من الاضطهاد. يجب أن يكون الصحفيين قادرين على العمل في بيئات آمنة وخالية من الاعتداءات والمضايقات