الإذاعات المحلية الفلسطينية بين فكي انتهاكات الاحتلال والأزمات المالية الخانقة

2021-02-13 02:13

التقارير

تقرير خاص صادر عن لجنة دعم الصحفيين بمناسبة يوم الإذاعة العالمي 2021

على الرغم من التطور التكنولوجي لوسائل الإعلام وتربع وسائل التواصل الاجتماعي على العرش في نقل الأخبار والأحداث، إلا أن الإذاعات المسموعة ما زالت هي المحور الرئيسي للحصول على المعلومات وتشكيل الوعي لدى الفلسطينيين، بهدف نشر المعلومات وتشكيل وعي مجتمعي تجاه قضايا محددة.

هذا وأكدت لجنة دعم الصحفيين في جنيف (JSC)، بمناسبة يوم الاذاعة العالمي والذي يصادف في 13 من فبراير/ شباط من كل عام، أن كافة الطواقم الصحفية العاملة في الاذاعات المحلية والفلسطينية يؤدون دورهم المهني رغم الظروف الصعبة التي يواجهونها بفعل انتهاكات الاحتلال المستمرة ونتيجة الحصار الإسرائيلي وتداعيات الانقسام الفلسطيني، وما تعانيه الإذاعات المحلية جراء إنهاء عمل بعض طواقمها في الضفة الغربية وقطاع غزة بحجة "الخسائر الباهظة والفادحة التي تعرّض لها قطاع الإعلام مع تفشّي فيروس كورونا".

وأكدت لجنة دعم الصحفيين، أن الاحتلال ماضٍ في انتهاكاته بحق الإذاعات والعاملين فيها، سواء عبر شن حملات مداهمات واقتحامات متكررة، سلب معدات، قرصنة وتشويش على الأثير، فرض أوامر تعسفية بالإغلاق، التهديد، اعتقال الصحافيين العاملين في الإذاعات وتمديد اعتقالهم، وممارسة التحريض العنصري ضد الاعلام الفلسطيني.

ولفتت اللجنة إلى أن الاحتلال لا يزال يعتقل في سجونه الاعلامي أحمد العرابيد والذي يعمل في إذاعة الحرية والمحكوم في سجون الاحتلال مدة 4 سنوات، حيث كانت قوات الاحتلال قد اعتقلته مطلع شباط-فبراير 2018 بعد مداهمة منزله والاعتداء عليه بالضرب.

كما أن الاحتلال يتعمد في تكرار اعتقال مدراء الإذاعات في محاولة للجم عملهم، حيث  اعتقلت سلطات الاحتلال مدير إذاعة "هوا نابلس"،  الصحفي محمد أنور منى (39عاماً) عدة مرات متتالية، وهو أسير محرر أمضى في سجون الاحتلال أكثر من 7 سنوات ونصف على عدة فترات، وتحرر من سجون الاحتلال يوم 29 تشرين ثاني/ نوفمبر 2019 بعد اعتقال إداري تواصل لـ 18 شهرًا.

كذلك تعرض الصحفي محمد منى عدة مرات للاعتقال من قبل أمن السلطة، كان آخرها في شهر شباط-فبراير من العام الماضي، بعد اقتحام منزله ومصادرة أدوات ومعدات شخصية له، ثم أُفرج عنه  فيما بعد.

والى جانب الاغلاق وحظر عمل الإذاعات، لفتت اللجنة الى أن الاحتلال لا يزال يمنع عمل هيئة الاذاعة "صوت فلسطين" وطاقمها في أراضي الـ48 والقدس المحتل. كما كانت قد اشارت في تقريرها السنوي للعام 2020 ان سلطات الاحتلال قد منعت هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطيني من العمل (3) مرات متتالية لمدة ستة أشهر، قابلة للتجديد ، كما هددت  طاقمها  بالاعتقال حال استمروا بعملهم المهني في مناطق القدس والداخل المحتل. وكان جيش الاحتلال قد اقتحم مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطيني في مدينة القدس نهاية عام 2019 ومنع طاقمه من مزاولة عملهم وذلك بعد أن حظر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان نشاط  هيئة الإذاعة  والتلفزيون الفلسطيني في القدس وأراضي الـ48.

وعدّت لجنة دعم الصحفيين عمليات الاغلاق والمنع والتهديد والاعتقالات التي يرتكبها الاحتلال بحق الإذاعات المحلية وطواقمها انتهاكات صارخة ضد الإعلام الفلسطيني ومحاولة لتكميم الأفواه وحجب الحقائق حول ممارسات الاحتلال.

ومن جهة اخرى، عانى بعض الاعلاميين والصحفيين العاملين في عدد من الاذاعات المحلية بعد الاستغناء عنهم وانهاء عقود عملهم جراء الأزمات المالية التي طرأت بعد تفشي وباء كورونا. فقد عرضت إدارة  إذاعة أجيال من رام الله في الضفة المحتلة على موظفيها الاستقالة مقابل تقاضي 90% من مكافأة نهاية الخدمة نقدا، أو العمل بنصف راتب مع بداية  العام الحالي 2021. ولكن الصحفي طارق الشريف من راديو أجيال صرح: "الأزمة المالية التي عصفت بالإذاعة في العام 2020 لم تكن وليدة جائحة كورونا، بدليل تخلي الإدارة عن خدمات عدد من الموظفين قبل الجائحة بأشهر"، مضيفا، "وقعنا على المخالصات والاستقالات لتجنب إقدام الإذاعة على إنهاء خدماتنا بأتعاب على قاعدة نصف الراتب إذا ما دخلنا في العام الجديد، ولقد دفعنا للاستقالة ولم تكن خيارنا. لم نرغب بالدخول في سجالات قضائية، وأعلنا عن انتهاء التعاقد بطريقة لبقة دون أي إساءة أو ذكر للتفاصيل احتراما منا للمكان الذي شكل بيتنا الثاني".

وفي قطاع غزة، ، اعلنت الاذاعات الفلسطينية أنها تعاني بشكل كبير جراء الضائقة الاقتصادية وتراجع ايرادات الاعلانات التي تعتبر المصدر الوحيد لاستمرار عملها منذ تفشي كورونا وتراجع نسبة الشركات الوطنية المعلنة الامر الذي بات يهدد بعضها بخطر الاغلاق. كما اشتكت الاذاعات الفلسطينية من استمرار الحصار الإسرائيلي على القطاع منذ 14 عاما، الامر الذي انعكس سلبا على التغذية بالتيار الكهربائي ومنع دخول الاجهزة والمعدات التي تخص العمل الاذاعي، حيث تتذرع السلطات الإسرائيلية بمنعها لدواع أمنية.

وعلى ضوء ذلك، دعت لجنة دعم الصحفيين المؤسسات العربية والدولية لضرورة توفير الدعم اللازم للمؤسسات الإعلامية الفلسطينية واسنادها لتتمكن من مواصلة مهمتها المهنية والإنسانية في التوعية الاجتماعية ومساندة المصابين من فايروس كورونا، عبر دعمها بكافة الامكانيات اللازمة في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعاني منه غالبية المؤسسات الإعلامية المحلية.

كما طالبت لجنة دعم الصحفيين "اليونسكو" واتحادات الإذاعة الدولية والإقليمية بمقاطعة الإذاعات الإسرائيلية التي تبث التحريض والعنصرية ضد المؤسسات الإعلامية العربية عموما، والفلسطينية خصوصا، داعية مجلس الأمن الدولي لتطبيق قراره (2222) الخاص بتوفير الحماية للصحافيين.

 

لجنة دعم الصحفيين

الخميس 11 فبراير 2021م