لما كانت المعاهدات والقوانين الدولية تتضمن دعوات صريحة إلى تجريم خطابات الكراهية والرسائل التحريضية وقد دعت هذه التشريعات الأممية إلى ردع كل خطاب من شأنه أن يثير الفتن ويحرض على العنف ضد فئة معينة على خلفية الاختلافات العرقية أو الدينية أو السياسية او ما شابه، تستنكر لجنة دعم الصحفيين في جنيف (JSC)ما جاء على لسان الاعلامي "مارسيل غانم" في حلقة برنامجه "صار الوقت" التي بثت ليلة الاحد (التاسع من آب 2020) عبر اثير قناة mtv. 

فاللجنة، وان كانت تؤمن ايمانا مطلقا بحرية الرأي والتعبيرة وتقدس حق الاعلاميين بالتعبير عن آرائهم وكشف "الحقائق" امام الرأي العام لتوعيته على حقوقه، وخاصة المسلوبة منها، الا انها ترى ايضا ان ما بث في الحلقة المذكورة يتضمن منسوبا ملحوظا من خطاب الكراهية والتحامل على فئة معينة من اللبنانيين دون غيرهم بتحميلهم وحدهم اوزار عقود من الفساد والاشارة الى بعضهم بالاسماء والى بعض اقاربهم وسوق بعض الاتهامات بحقهم، ما قد يعزز الانقسامات والتوتر ويحرض فئات من اللبنانيين ضد بعضهم البعض، ومن شأنه ايضا ان يعرض الاعلاميين للخطر من خلال النظر اليهم كطرف سياسي. 

وعليه، تناشد اللجنة المعنيين في لبنان بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لوضع نصوص قانونية تُجرّم الخطابات المتضمنة للكراهية والتي تهدد السلم الاهلي في البلاد. كما تدعو كافة وسائل الإعلام اللبنانية والعربية كما العالمية إلى ممارسة أعلى درجات الرقابة الذاتية إلتزامًا بمعايير الكرامة الإنسانية والحرص على مبادئ حقوق الإنسان، ومنها الحق في الحماية، حيث أنّ هذا النوع من الخطابات يمكن أن يقوّض أسس الاستقرار في المجتمعات الإنسانية.

وتجدد اللجنة تذكيرها بحرصها على أهمية تحييد الصحفيين عن العمل السياسي، بحيث على الصحفي أن يتمتع بالاستقلالية التامة حيال طرحه القضايا كافة، وان كانت تكفل له حق الانحياز للحقيقة والادلة الموثوقة واعلانها للراي العام، وبذلك يبقى مصدرا محايدا للمعلومات وليس أداة لتمرير مكتسبات سياسية. 

لجنة دعم الصحفيين - سويسرا