لجنة دعم الصحفيين تحذر: تسليم عبد الرحمن القرضاوي انتهاك للقانون الدولي ومخاطرة بحياته
تُعرب لجنة دعم الصحفيين عن قلقها البالغ إزاء قرار الحكومة اللبنانية بترحيل الشاعر والمعارض السياسي المصري التركي عبد الرحمن يوسف القرضاوي إلى الإمارات العربية المتحدة، على الرغم من المخاطر القانونية والإنسانية المرتبطة بهذا القرار.
تؤكد لجنة دعم الصحفيين أن احتجاز عبد الرحمن يوسف القرضاوي في لبنان بعد عودته من سوريا يخالف القوانين الدولية المتعلقة بحماية حقوق الإنسان، حيث يشكل انتهاكًا لمبادئ الاحتجاز التعسفي التي نصت عليها الاتفاقيات الدولية. يُعتبر تسليمه قسرًا إلى مصر أو الإمارات تجاوزًا خطيرًا لالتزامات لبنان بموجب المادة 3 من اتفاقية مناهضة التعذيب لعام 1984، التي تحظر إعادة الأفراد إلى دول قد يواجهون فيها خطر التعذيب أو سوء المعاملة. كما أن هذا القرار ينتهك العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي يضمن الحق في المحاكمة العادلة ويحظر التعذيب والاحتجاز التعسفي.
تُحذر لجنة دعم الصحفيين من المخاطر الجسيمة التي قد تترتب على تسليم عبد الرحمن يوسف القرضاوي إلى أي من الدولتين الطالبتين، مصر أو الإمارات. ففي حال تسليمه إلى مصر، يواجه القرضاوي خطر الاختفاء القسري والتعذيب وسوء المعاملة، إضافة إلى محاكمات جائرة قد تفضي إلى أحكام بالسجن لفترات طويلة، وذلك استنادًا إلى حكم قضائي غيابي صدر بحقه في عام 2017، ويُعتبر حكمًا تعسفيًا وغير قائم على إجراءات قانونية سليمة. أما في حال تسليمه إلى الإمارات، فإنه سيكون عرضة للملاحقات السياسية المبنية على انتقاده للسلطات، مما يعرضه لخطر الاحتجاز التعسفي والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب والمحاكمة غير العادلة.
إن تسليمه إلى أي من الدولتين يشكل انتهاكًا صارخًا لمبدأ عدم الإعادة القسرية، الذي يحظر إعادة الأفراد إلى دول قد يواجهون فيها خطرًا حقيقيًا للاضطهاد أو الانتهاكات الجسيمة. كما أن هذه الخطوة تضع لبنان أمام اختبار حاسم لالتزامه بحماية حقوق الإنسان، مما يستدعي من السلطات اللبنانية وضع الاعتبارات الإنسانية والقانونية فوق أي مصالح سياسية أو اقتصادية.
وفي هذا السياق، تدعو اللجنة السلطات اللبنانية إلى الإفراج الفوري عن عبد الرحمن القرضاوي وإنهاء احتجازه التعسفي، وتمكينه من السفر إلى تركيا، حيث يحمل جنسيتها، أو أي دولة أخرى يختارها. كما تطالب برفض طلبَيْ التسليم الصادرَيْن عن مصر والإمارات، لما ينطوي عليهما من مخاطر جسيمة على حياته وسلامته، خصوصًا في ظل التقارير الحقوقية التي تشير إلى احتمالية تعرضه للاختفاء القسري والتعذيب والمحاكمات غير العادلة في حال تسليمه. وتشدد اللجنة على أهمية احترام لبنان لالتزاماته الدولية والامتناع عن الخضوع للضغوط السياسية، بما يضمن صون حقوق الإنسان وحماية الحريات الأساسية.

لجنة دعم الصحفيين
8 كانون الثاني 2025