2023-10-14 12:36
استهدف الاحتلال الإسرائيلي يوم الأمس 13 أكتوبر بشكل مباشر طواقم صحفية في منطقة علما الشعب جنوب لبنان، مما أسفر عن مقتل مصور "رويترز" الصحافي عصام عبدالله وإصابة كل من:
- ايلي براخيا مراسل الجزيرة (اصابة في انحاء جسمه) حالته متوسطة في مستشفى جبل عامل.
- كريستينا مصطفى عاصي مراسلة AFP اصابتها بليغة في قدمها اجريت لها عملية جراحية في مستشفى اللبناني الايطالي.
-كارمن جوخدار مراسلة قناة الجزيرة، اصابتها متوسطة في المستشفى اللبناني الايطالي.
- الاعلامي العراقي ماهر عبد اللطيف من وكالة رويترز ، اصيب اصابة طفيفه ونقل الى المستشفى اللبناني الايطالي.
- الاعلامي العراقي ثائر زهير كاظم من وكالة رويترز ، اصيب اصابة طفيفة وهو في المستشفى اللبناني الايطالي.
- الصحافي الاميركي ديلين كولينز من AFP، اصيب اصابة طفيفة وتلقى العلاج في المستشفى اللبناني الايطالي.
- مصور وكالة تسنيم الزميل محمد حسن
وفي سرده لما حصل في تلك المنطقة، أكد مراسل الجزيرة مازن إبراهيم أن استهداف الاحتلال للطواقم الصحفية المتواجدة هناك ولسيارة الجزيرة كان بشكل مباشر وباستخدام صاروخ أدى لاحتراق السيارة بالكامل ووقوع ضحايا وإصابات.
وأضاف إبراهيم أن الطواقم الصحفية كانت متواجدة بعيدًا نسبيًا عن خط المواجهة ولايوجد في المنطقة مواقع عسكرية، ولذا اختارها الصحفيون وفقًا للإجراءات الدولية المعتمدة بما فيها إجراءات السلامة والتوجيهات المقدمة من قوات حفظ السلام اليونيفل هناك.
وفي تفاصيل أكثر عن إجراءات السلامة والتوجيهات، قال المراسل إنه يجب اختيار منطقة لا تكون ضمن خط النار بين الطرفين، مما يعني عدم التواجد في وسط المواجهة لكي لا يتعرضوا لإصابات وهذا ماتم بالفعل. كما أكد على التزام الصحفيين بكافة إجراءات السلامة، من وضع علامات واضحة للتعريف بأنهم صحفيين وارتداء الستر الواقية والخوذ. مما يؤكد على أن استهداف الاحتلال للطواقم الصحفية كان متعمدًا ولا يوجد تبرير للاحتلال باستهداف تلك النقطة الخالية من المواقع والإجراءات العسكرية.
تدين لجنة دعم الصحفيين استهداف الطواقم الصحفية في منطقة علما الشعب جنوب لبنان، وتؤكد، وبناءً على ما تم سرده من قبل مراسل الجزيرة، بأن عملية الاستهداف ليست فقط مخالفة للقوانين الدولية بل أنها جريمة حرب بناءً على المادة 79 من البروتوكول الأول الملحق بمعاهدات جنيف والتي تنص على أن يُعامل الصحفيون العاملون في مناطق الصراع المسلح معاملة الأشخاص المدنيين. وهذا يعني تمتع الصحفيين بالحماية ذاتها التي يتمتع بها المدنيون في وقت الحرب. فقواعد القانون الدولي الإنساني تحرم الهجوم في وقت الحرب على المدنيين أو استهداف المنشآت المدنية، وتجعل الاعتداء عليهم جريمة حرب.
وبناءً على ذلك، تحمل اللجنة سلطات الاحتلال المسؤولية القانونية الكاملة عما قامت به من استهداف متعمد للصحفيين والذي أسفر عن وقوع ضحايا وإصابات. كما تحمل المجتمع الدولي أيضاً المسؤولية لتقاعسه عن حماية الصحفيين في فلسطين ولبنان وصمته اللامبرر عن الانتهاكات المستمرة بحق الصحفيين.
وتشدد اللجنة رفضها لتبرير الاحتلال الإسرائيلي لحادثة الاستهداف، حيث قال مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان في مؤتمر صحفي يوم الجمعة: "من الواضح أننا لا نريد أبدًا أن نضرب أو نقتل أو نطلق النار على أي صحفي يقوم بعمله. لكن كما تعلمون، نحن في حالة حرب، قد تحدث هذه الأمور." وأضاف أن البلاد ستجري تحقيقا. وتنوه اللجنة أنه وكعادتها ستقوم سلطات الاحتلال بإجراءات التحقيق وفق ما يخدم مصالحها. وللتوضيح فان "هذه الامور" بما يعني استهداف الصحفيين تحدث يومياً وبطرق مباشرة. ودائما ماتفلت سلطات الاحتلال من العقاب الدولي عن ما ترتكبه.
تطالب اللجنة جميع الوكالات الإعلامية والصحفيين الذي كانوا متواجدين هناك خلال عملية الاستهداف من نشر سرد واضح عن ما حدث هنالك من تفاصيل قبل وأثناء وبعد عملية الاستهداف بشكل واضح مما يساعد الجهات المعنية والمنظمات الحقوقية في توصيف الحدث وإجراءات التحقيقات.
وتطالب اللجنة المنظمات والهيئات المعنية بحماية الصحفيين بإيجاد وسائل إضافية قانونية لتوفير حماية كافية للصحفيين العاملين في مناطق النزاع. وتدعو الاتحاد الدولي للصحفيين واليونيسكو واللجنة الدولية للصليب الأحمر وكافة المنظمات الأممية ذات الصلة إلى إجراء تحقيق شفاف وواضح وحيادي بجرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين والعمل الجدي لحماية الصحفيين والمنشآت الصحفية من الانتهاكات والاعتداءات وتأمين بيئة آمنة لهم للعمل.
ختامًا، تؤكد لجنة دعم الصحفيين بأن مهمة الصحفيين في مناطق النزاع ليست تقتصر فقط على نقل الأحداث والوقائع بل أيضًا على توثيق جرائم الحرب والانتهاكات، فهم الشهود العيان لذلك وهذا ما يسعى الاحتلال الإسرائيلي أيضاً لقتله. وتأمل اللجنة أن لا تكون نهاية تلك الحادثة مشابهة لما حدث مع الصحفية شيرين أبو عاقلة وأن لا يفلت المسؤولون هذه المرة من العقاب. حان الوقت لتنتصر حقوق الإنسان بما فيها حقوق الصحفيين على المصالح السياسية.
للإطلاع على تصريحات مراسل الجزيرة: