في اليوم العالمي لحرية الصحافة 2022: لجنة دعم الصحفيين تطالب بتأمين الحماية للصحفيين في العالم الرقمي وعلى أرض الواقع، إطلاق سراح مئات المعتقلين منهم، إنهاء الإفلات من العقاب، والحفاظ على حقهم في الوصول الى المعلومات وحماية المصادر

2022-05-03 02:23

البيانات

 

 
يحتفي العالم في الثالث من ايار من كل عام باليوم العالمي لحرية الصحافة. وللعام 2022، اختارت منظمة اليونيسكو شعارها "الصحافة تحت الحصار الرقمي"، حيث شهد 85% من سكان العالم تراجعاً ملحوظاً في حقهم في حرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير، مع التطور السريع والخطير في تقنيات الاختراق الالكتروني والملاحقة والتجسس، التي أدت، بطريقة مباشرة وغير مباشرة، لمقتل العشرات من الصحفيين في السنوات الخمس الأخيرة بين الـ400 صحفي وصحفية الذين لقوا حتفهم. 
 
فبينما يضع الحصار الرقمي الصحافيين ومصادرهم وعائلاتهم حتى في دائرة الخطر من الأعمال الانتقامية في العالم الرقمي وعلى أرض الواقع أيضاً، يهدد قدرة وسائل الاعلام على الاستمرارية في تقديم الحقيقة بكل مهنية بعيداً عن الضغوطات السياسية والأمنية في العالم الرقمي مع اضعاف القدرة على الوصول بخصوصية تامة الى مصادر المعلومات وحماية بياناتهم وخصوصيتهم، كما تقوض ثقة متابعيها في المادة الصحافية التي قد تقدمها نتيجة شكوكهم المتزايدة في الجهات الرقابية وموانع نشر بعض المواد الاخبارية الصحافية. 
 
هذا وما زال المئات من الصحفيين والناشطين الإعلاميين معتقلين في بلادهم وخارجها لمجرد تمسكهم بحقهم في حرية الرأي والتعبير، الحق في النشر، البحث عن الحقيقة والسعي للحصول على المعلومات من مصادرها. وقد زادت جائحة كوفيد-19 وسرعة انتشارها في جميع أنحاء العالم، إضافة الى جهود حملات التلقيح العالمية الأكبر في تاريخ البشرية، من القيود والمخاطر على حرية، امن وأمان الصحفيين، خصوصاً في دول التي كانت تشهد تدهوراً ملحوظاً في إحترام الحريات العامة من قبل. كما رفعت من حدة المخاطر التزايد المطرد عالمياً في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي المتعلقة بالاختراق الالكتروني والملاحقة والمتابعة وعرضها في الأسواق العالمية، بعيداً عن الضوابط القانونية التي تفرضها الاتفاقيات الدولية. 
 
واذ تتوجه لجنة دعم الصحفيين في جينيف (JSC) بأطيب التمنيات لجميع الصحفيين والصحفيات، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة العالمي وتضم صوتها الى صوت منظمة اليونيسكو الدولية التي دعت الدول والمنظمات كما المؤسسات الإعلامية إلى فرض حظر عالمي على بيع تقنيات المراقبة ونقلها، خصوصاً مع انخفاض كلفتها وتوفرها بطريقة غير مشروعة أكثر من أي وقت مضى للأنظمة ذات التاريخ غير المشجع في انتهاك حقوق الانسان، وخصوصاً الحق في حرية الرأي والتعبير والعمل الصحفي. 
 
كما تجدد مطالبتها للمنظمات الدولية المعنية للضغط لزيادة الشفافية في ما يتصل بكيفية استغلال شركات الإنترنت لبيانات المواطنين واستخدامها في إرشاد النماذج التنبؤية والذكاء الاصطناعي وتضخيم المعلومات المضللة والكراهية. وقد أكد إعلان ويندهوك على هذه المسألة ودعا شركات التقنية إلى العمل على ضمان الشفافية في ما يتعلق بأنظمتها البشرية والآلية. كما تطالب الحكومات باحترام التزاماتها لناحية احترام الحق في الوصول الى المعلومات من مصادرها، والحق في الخصوصية وحماية المصادر، التي تشكل مدماكاً أساسياً في العمل الصحفي.  

 

هذا وتذكر المنظمات الدولية والإقليمية، وفي مقدمها اليونيسكو والإتحاد الدولي للصحفيين، بأهمية السعي لتفعيل وتطوير القوانين والتشريعات والمعاهدات الدولية والمحلية في الدول الأعضاء لحماية الصحفيين من المخاطر التي تهدد حياتهم ولتطوير الأنظمة القضائية والأمنية ليصار لإنزال العقوبات العادلة والرادعة بحق المعتدين، عملا بمبدأ انهاء الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين.
 
كما تجدد مناشدتها للمنظمات الدولية والحكومات المحلية لإحترام حرية الصحافة وحق الصحفيين في تغطية الأخبار ونقل الوقائع بحرية ودون أي ضغوط على أرض الواقع او في العالم الإفتراضي، خصوصاً مع تزايد الانتهاكات المرتكبة بحق الصحفيين بذريعة حالات الطوارئ التي فرضت لمكافحة انتشار وباء كورونا ومع تصاعد التحركات الإحتجاجية في الكثير من دول العالم، سواء لناحية التهديدات المباشرة وغير المباشرة، التوقيف عن العمل، التنمر، خطاب الكراهية، اضافة الى تهديد مورد رزقهم وحقهم في الأمن الاقتصادي وصولاً إلى الاعتداء المباشر وصولا الى الاعتقال والقتل في مناطق النزاع والحروب كما في مناطق الأمن والسلام.
 
ازاء كل ما تقدم، تؤكد لجنة دعم الصحفيين (JSC) ان الحاجة الى تحرير الصحفيين من القيود على حقهم في حرية الرأي والتعبير والحق في الوصول الى المعلومات من مصادرها ونشرها، إنسجاماً مع مبادئ ميثاق شرف الصحفيين والمادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تذليل العقبات أمام الصحفيات رفضاً للتمييز الجندري، والسعي لدعم المؤسسات الإعلامية إقتصادياً لتخطي الأزمات التي فرضتها الأزمات المتتالية في العالم مؤخراً، في اطار السعي للحفاظ على مهنية الصحفيين وحقوقهم للحفاظ على الحقيقة، السعي لتحقيق التنمية المستدامة في المجتمعات، إرساء قواعد السلام العالمي، والحفاظ على الديمقراطية.
 
لجنة دعم الصحفيين-سويسرا
الثلاثاء 3 أيار-مايو 2022