نشرت IJNET لـ "أحمد شوقي العطار":
تتجه الصحافة أكثر فأكثر نحو استكشاف واعتماد أشكال جديدة من السرد الرقمي البصري. ومن أهم هذه الأشكال الجديدة، مقاطع الفيديو الإخبارية الخاصة بشبكات التواصل الاجتماعي. هذه المقاطع، إذا ما تم إنتاجها بشكل ناجح، فإنها تخبر قصصًا في وقت أقل وتدفع الجمهور إلى التفاعل والنقاش.
نحن كصحفيين، كيف نروي قصصاً صحفية جذابة عبر مقاطع الفيديو هذه؟ كيف ننجح في الوصول إلى جمهور عريض، تقدره احصائيات Cisco بـ 82 % من مجمل زوار الشبكة العنكبوتية "4.5 مليار شخص"؟
نستعين في هذا المقال بدليل "إنتاج الفيديو لشبكات التواصل الاجتماعي" الصادر عن معهد الجزيرة للإعلام، لتقديم توجيهات عملية ونصائح حول إنتاج الفيديو الإخباري لـفايسبوك ويوتيوب، وأفضل الممارسات المتّبعة.
أولا: استراتيجية للمحتوى
وضع استراتيجية للمحتوى قبل أي شيء من شأنه إعداد محتوى جذاب ذي صلة، وإيصاله للجمهور المستهدف. ويجب مراعاة الاعتبارات التالية عند وضع الاستراتيجية:
- تعريف النجاح وقياسه: يجب أن تكون مقاييس النجاح منسجمة مع أهدافك الاستراتيجية، وينبغي تعديلها بشكل دوري. كما يجب أن تضع الحس الصحفي والقيم الإعلامية فوق كل اعتبار.
- تحديد جمهورك المستهدف: أجر مسحاً لجمهورك المستهدف لتتمكن من وضع تصوّر لأنماط الشخصيات التي تتوجّه إليها. وبناء على ذلك، فكّر في إعداد محتوى على قياس أهداف هذا الجمهور.
- التفكير حسب المنصّة: بمجرد أن تختار المنصات بناء على جمهورك المستهدف، صمم أو «فصّل» المحتوى على قياس كل منصّة.
يوتيوب مثلا، يشجّع المحتوى الطويل، ومصمم لجلسات مشاهدة طويلة، ومحتواه مستدام لا تنتهي صلاحيته.
أما فايسبوك فيشجّع المحتوى القصير، ومصمم لمتابعة آخر الأخبار Built for a feed، ولقضاء وقت أقل، ويتيح الانتشار الواسع للفيديو، وممتاز لمعرفة الاتجاهات Trends.
- مؤشرات أداء المحتوى: من الضروري أن يستخدم أي منتج فيديو تحليل البيانات لقياس أداء المحتوى وإثراء استراتيجية المحتوى وتعديلها عند الضرورة.
ثانيًا: البرنامج
تحتاج لاختيار نظام لإدارة المحتوى CMS. يوجد أنظمة مجانية، وأخرى مدفوعة. وللخيارين حسنات وسيئات، وهو ما يجب أن تدرسه بناء على عوامل، مثل حاجات الإنتاج لديك وأهدافك وميزانيتك وحجم فريقك ومهاراته التقنية.
أما بالنسبة لـ برنامج تحرير الصور، يقترح الدليل هذه البرامج:
ثالثًا: الموارد والأدوات
احرص على الوصول للموارد التالية:
Multisearch Extension و Trendsmap وDataminr وCrowdtangle وNewswhip.
- محتوى مرخّص ينتجه المستخدم: Storyful تقدّم محتوى ينتجه المستخدم مرخّص وتم التحقق منه لرواة القصص.
رابعًا: موضوع القصة
العثور على الفكرة المناسبة لقصة حقيقية وملائمتها لسياستك التحريرية هو الخطوة الأهم، بعدها تأكد من قابليتها للمشاركة وإثارة الجدل لدى الجمهور. ثم استخدم المصادر التالية لجمع الأخبار لقصتك والتحقق منها:
- مصادر داخلية: إن كنت تعمل في غرفة أخبار، اعتمد على المراسلين الداخليين والخارجيين، كمصادر لقصصك.
- وكالات الأنباء/ الخدمات الإخبارية.
- شبكات التواصل الاجتماعي: استخدم الأدوات المذكورة سلفا في بند "الموارد" لجمع الأخبار من المنصات الاجتماعية.
- جمهور/ مؤثرون.
- نشطاء محليون وإقليميون، خبراء، قادة رأي.
وراجع الآتي لتضمن أنك فكرت وجمعت كل المعلومات المتّصلة بالموضوع:
- زاوية القصة
- العناصر البصرية الممكنة
- المسألة أو الموضوع الذي تعالجه
- من يخاطب الفيديو؟ "الجمهور/الشخصيات الافتراضية" مثلاً: الفئة العمرية، النطاق الجغرافي، والقيمة الإخبارية والأثر.
- أمور يجب وضعها في الاعتبار: هل ثمة عناصر بصرية أقوى؟ هل القصة في السياق المناسب؟ هل هناك معالجة تضمن عدم تكرار القصة على فايسبوك؟ هل تثير القصة العواطف، هل تخاطب الهوية الشخصية وكيف؟
خامسا: جمع الحقائق والعناصر البصرية
- ضع آلية محددة لجمع البيانات والمعلومات الأساسية والتحقق من صحتها باستخدام الأدوات والمصادر المتاحة، أو استخدم Storyful للبحث وجمع الأخبار والتحقق منها والحصول على إذن لاستعمال محتوى ينتجه المستخدم العادي.
- حدد العناصر البصرية والمواد المطلوبة لقصتك، اعتمد على ما كل هو متاح لك للوصول إلى مقاطع فيديو مصوّرة ورزم إخبارية، سواء عبر غرفة الأخبار أو عبر الاشتراكات في وكالات أنباء أو خدمة الصور الجاهزة... إلخ.
- لطرق التحقق من المحتوى الذي ينتجه المستخدمون، يمكنك الاستعانة بدليل الصحفي للتحقق من الأخبار على المنصات الرقمية، ودليل البحث عن الحقيقة في كومة الأخبار الكاذبة، الصادران عن معهد الجزيرة للإعلام.
- اطلب الإذن دائما لاستعمال المحتوى من صاحبه واستخدمه بشكل أخلاقي.
- في حال لم تجد مقطع فيديو قويًا أو مناسبًا لقصتك. استعن بعناصر بصرية أخرى، بشرط أن تساعد الجمهور على فهم القصة وتعميق الإحساس تجاهها. استخدم الصور الثابتة أو «الميمات» و «الجيف» أو الرسوم المتحركة أو البيانية أو اقتباسات من خبراء ومعنيين وأصحاب مصلحة. كما يمكنك إدراج التفاعلات على المنصات الرقمية، وردود فعل مستخدمي شبكات التواصل على القصة.
سادسًا: كتابة النص للفيديو والصورة
لبناء قصة جيّدة، ركّز على خمسة عناصر:
- المعلومات/ الحقائق.
- جذب الانتباه: جدل، نزاع، تعارض، مشاحنة، توتر، قابلية الانتشار.
- العواطف: ما نوع العواطف التي تخاطبها قصتك؟ هل تحرّك هذه المشاعر جمهورك؟
- الهوية: من شأن مخاطبة الهوية لدى جمهورك أن تعطي دفعا لأداء المحتوى.
- البنية: بداية، وسط، نهاية.
وانتبه للآتي أثناء كتابة النص للفيديو:
- تمسّك بصوت هويتك، وخذ في الاعتبار أن نصّك يجب أن يكتب خصيصاً لشبكات التواصل الاجتماعي. وهذا يعني، التحدث للجمهور مباشرة بأسلوب متحرر من القيود الرسمية.
- ما هي المقاربة أو الزاوية المناسبة للقصة؟ هذا بالضبط ما سيحدد نبرة النص.
- لا تنسى طول الفيديو أثناء كتابة النص.
- فكّر أولاً بالهاتف المحمول. افترض أن الناس سيشاهدون الفيديو على شاشات أجهزتهم الصغيرة، لذا اجعل النص قصيراً وموجزاً قدر الإمكان.
- أضف مقابلة قصيرة أو مداخلة من شاهد عيان على شكل مقتطفات صوتية حين ترى الأمر مناسباً.
- استخدم رسوماً بيانية أو نصوصا لدعم قصتك. احرص أن تستخدمها بحكمة وبساطة.
- تذكر أهمية البناء والتسلسل البصري في سرد القصة للجمهور. الأولوية للصورة، والنص كذلك مهم، وهما يتكاملان لتحقيق المعنى المنشود.
سابعًا: التحرير
فكّر دائماً فيما يلي قبل تحرير الفيديو:
- التحدي الأول يتمثل في جذب انتباه المشاهد خلال الثواني الخمس الأولى. التحدي الثاني يكمن في المحافظة على المشاهد حتى النهاية.
- العنوان والصورة المصغّرة التي تظهر من الفيديو عند مشاركته على المنصات الرقمية، أمران مهمان أيضا للجذب.
- استعمل صوراً ثابتة لجذب الانتباه إلى قصتك، النص والصور المتحركة يمكن أن تشتت الانتباه أو تثير الالتباس أحيانا.
واتبع هذه الخطوات أثناء التحرير:
- ضع اللقطات الأساسية A-roll، وتأكد من تحريك مقطع الصوت إلى المنتصف، واستعمل أقوى قناة ممكنة عند الضرورة، واحرص على إبقاء المستوى أدنى من - 6 ديسيبل.
- اضف الموسيقى عند الحاجة لذلك، واترك مساحة للتنفّس عبر فواصل موسيقية. واحرص على أن يكون مستوى الموسيقى مناسباً لمستوى الصوت وألاّ يطغى عليه. وفكّر في بدء الموسيقى حين ينخفض الإيقاع وليس بالضرورة من البداية.
- أضف اللقطات الثانوية B-roll، وحاول الإبقاء على الأصوات الطبيعية حين يكون ذلك مناسباً. واحرص ألاّ يكون الصوت الطبيعي أعلى من الصوت في اللقطات الرئيسية.
- أضف مقاطع انتقالية عندما يكون الأمر مناسباً، لا يجب أن تشتت هذه المقاطع اهتمام المشاهد. لذلك تفادَ استخدام التأثيرات الانتقالية مثل «المسح Wipe» أو «التغبيش» blurs أو غيرها.
- حسّن الصوت، واستمع إلى مقاطع الموسيقى الانتقالية أو الانتقالات المفاجئة. استخدم تأثير التضاؤل المتداخل crossfade لمدة قصيرة جداً (1 إلى 4 لقطات)، وذلك لتخفيف الانتقالات عند الضرورة. أطل مدة التضاؤل المتداخل عند اختتام مقطع موسيقي.
- أضف فواصل جاهزة bumpers عند نهاية مقاطع الفيديو بهدف الترويج.
ثامنًا: التصدير والمشاركة والتفاعل
- عدّل نسخ مقاطع الفيديو المصدّرة إلى منصّات معيّنة بما يتناسب معها.
- اختر Thumbnail لتظهر عند المشاركة ولتكن الصورة نقيّة والوجوه تجذب أكثر من الأشياء.
- اختر عنواناً ووصفاً قصيرين وجذابين.
- النشر بوتيرة متكررة يوميا على فايسبوك سيقلل من التفاعل والانتشار ويضعف سمعتك. فكّر بالوقت المناسب للنشر وفق الاتجاهات السائدة.
- بالنسبة ليوتيوب، لا يوجد قيود للنشر.
- يجب مراجعة متطلبات تصدير الفيديو الخاصة بـ فايسبوك، ويوتيوب قبل التصدير.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة المشاع الإبداعي على نيدبيكس