إدانة تورط برنامج بيغاسوس التجسسي الإسرائيلي في إختراق أجهزة ناشطين حقوقيين وصحافيات من الأردن

2022-04-06 09:41

البيانات التقارير الأردن

تجدد لجنة دعم الصحفيين ادانتها لتورط برنامج بيغاسوس (Pegasus) المطور من قبل شركة NSO Group  الإسرائيلية في عمليات تجسس واختراق أجهزة مجموعة من المدافعين عن الحريات العامة وحقوق الانسان في الأردن، لصالح الحكومة الأردنية كما أفادت مصادر صحفية، بينهم عدد من الناشطين الحقوقيين والصحافيين، بعدما كان قد أعلن فيه مكتب الصناعة والأمن (BIS) التابع لوزارة التجارة الأميركية إضافة الشركة الإسرائيلية الى قائمته السوداء ضمن الكيانات للأنشطة السيبرانية الضارة لدورها في تطوير برامج تجسس ومراقبة وتزويد حكومات أجنبية قمعية. 

وفي التفاصيل،  خلص باحثو الحقوق الرقمية إلى أن الهواتف المحمولة لأربعة ناشطين أردنيين في مجال حقوق الإنسان، قد تم اختراقها على مدار عامين، باستخدام برنامج من صنع شركة برامج التجسس الإسرائيلية "إن إس أو غروب". النتائج التي توصلت إليها "فرونت لاين ديفندرز" و"سيتيزن لاب" قالت أن بعض عمليات القرصنة نُفّذ على ما يبدو من طرف الحكومة الأردنية. كان هذا هو الأحدث في سلسلة من التقارير التي تربط برنامج التجسس "بيغاسوس" التابع لشركة "إن إس أو" بانتهاكات الحكومات الاستبدادية.

 

ونفى الأردن هذه المزاعم، كما لم يكن لدى "إن إس أو" أي تعليق على النتائج، لكنها قالت أن مراقبة الناشطين السياسيين من قبل أي عميل ترقى إلى "سوء استخدام شديد" لمنتجها. وواجهت كل من الشركة والحكومة الإسرائيلية انتقادات متكررة بشأن ممارساتهما الرقابية والتجسسية. وذكر التقرير أن الناشطين هم أحمد النعيمات، وهو ناشط مناهض للفساد قال أن الأردن منعه من العمل أو مغادرة البلاد، ومالك أبو عرابي، محامي حقوقي، وسهير جرادات، وهي صحافية وناشطة في مجال حقوق الإنسان. وقال أن ناشطة حقوقية وصحافية أخرى جرى استهدافها، لكنها طلبت عدم ذكر اسمها بسبب مخاوف أمنية. وبحسب التقرير فإن ما لا يقل عن هدفين تم اختراقهما من قبل مشغلين "يركزون بشكل أساسي على الأردن". وتم التعرف على اثنين من المشغلين والذين "من المرجح أن يكونا جهازين تابعين للحكومة الأردنية". في وقت سابق من هذا العام ، قالت "فرونت لاين ديفندرز" ان ناشطة أردنية أخرى، هالة عاهد ديب، تعرضت للقرصنة بواسطة برنامج "إن إس أو".
"فرونت لاين ديفندرز" هي منظمة حقوقية غير ربحية مقرها أيرلندا، تقول إنها تقدم المساعدة لناشطي حقوق الإنسان المعرضين للخطر، فيما يقوم معهد "سيتزن لاب"، ومقره جامعة تورونتو، بإجراء أبحاث حول تكنولوجيا المعلومات والأمن وحقوق الإنسان. وقامت المنظمتان بالتحقيق حول "إن إس أو" سابقاً. وفقاً لتقريرهما المشترك، حدثت الاختراقات بين آب/أغسطس آب وكانون الأول/ديسمبر 2021. وقالت المنظمتان أن الاختراق الأخير حدث لجهاز "آي فون" ما يشير إلى أن "إن إس أو" واصلت استهداف نظام تشغيل "أبل" حتى بعد دعوى قضائية من قبل شركة التكنولوجيا العالمية العملاقة بشأن الاختراقات السابقة. وفي بيان، قال أندرو أندرسون، المدير التنفيذي لـ"فرونت لاين ديفندرز" أن البحث "يظهر أن المدافعين عن حقوق الإنسان الذين يقومون بعمل مشروع وسلمي مازالوا مستهدفين من قبل السلطات المحلية" في الشرق الأوسط. ونفى المركز الوطني الأردني للأمن السيبراني "بشكل قاطع" نتائج التقرير. وأضاف أن "هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة، والأردن لم يتعاون مع أي عملاء بهدف التجسس على هواتف المواطنين أو فرض رقابة على مكالماتهم".

إزاء ذلك، تجدد اللجنة مطالبتها بتحقيقات عاجلة وشفافة ومواقف دولية حازمة من المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان عموماً، وحقوق الصحفيين خصوصاً، للحد من إنتهاك هذه البرمجيات الخبيثة للحق في الخصوصية والحق في حرية الرأي والتعبير وحرية النشر، إضافة إلى الخطر المحتمل الذي قد تحمله هذه التقنيات على حياة الناشطين والمدافعين عن الحريات العامة في ظل أنظمة قمعية (التفاصيل في التقرير المرفق). 

وإذ تتصدر شركات الأمان الإسرائيلية، وبالأخص NSO، أهم الشركات العالمية الضالعة في تصنيع وتطوير برمجيات إختراق الأجهزة الإلكترونية وتنفيذ الهجمات السيبرانية، ولما كان بارزاً تعاون العديد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع شركات برمجيات التجسس الإسرائيلية رغم تاريخ العديد منها الحافل بالإنتهاكات لحقوق الإنسان عموماً، وحقوق الصحفيين خصوصاً، وتسجيلها العديد من حالات الإعتقال بحق ناشطين حقوقيين وصحفيين على خلفية ممارستهم حقهم في حرية الرأي والتعبير المصون في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (المادة 19 منه على وجه الخصوص)، أشار مكتب الرصد ومكتب الأبحاث والدراسات في لجنة الدعم الصحفيين (JSC) في التقرير المرفق إلى أبرز الحالات الموثقة لإستخدام هذه البرمجيات الإسرائيلية لإختراق خصوصية صحفيين وناشطين حقوقيين من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خصوصاً في دول الخليج العربي والمغرب، سواء داخل دولهم أو خارجها أيضاً.