2022-01-29 07:15
العراق: استنكار التعرض للمراسلة نور التميمي وطاقم إذاعة المربد وحذف المواد الاعلامية المصورة خلال تغطية زيارة الرئيس المالكي
تعبر لجنة دعم الصحفيين (JSC) عن بالغ قلقها لاستمرار انتهاك القوى الأمنية والعسكرية العراقية للحق في حرية الرأي والتعبير وحرية العمل الصحفي، واستمرار تسجيل حالات الإعتداء على الصحفيين والاعلاميين خلال قيامهم بتغطية الانشطة والاحتفالات الرسمية، حيث سجلت هذه الحالات المتكررة غياباً دائماً للمحاسبة واستمرار افلات المعتدين من العقاب.
وعن آخر مستجدات الساحة الاعلامية العراقية، وفي اتصال مع منسق مكتب اللجنة في العراق الزميل صلاح الزبيدي، افادت الاعلامية العراقية نور التميمي (مراسلة اذاعة المربد في البصرة) عن تعرضها لاعتداء مؤسف مع فريق عملها خلال تغطية صحفية لزيارة رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يوم الخميس 27 كانون الثاني-يناير 2022 ومسح بعض المواد الإعلامية المسجلة.
في التفاصيل، فإن فريق العمل (الذي ضم المراسلة مع مصور وسائق) قد توجه إلى مركز جمعية المحاربين لذوي الهمم ومرضى السرطان في محافظة البصرة، حيث انتظروا لمرافقة الموطب مع خروج الرئيس من زيارته. ومع انتهاء لقاء الرئيس داخله، توجهت المراسلة إلى الرئيس العراقي واستطاعت أن تحصل منه على تصريح مصور (مدته دقيقتان) لإذاعتها، بتسهيل من عناصر حمايته الشخصية، وفق ما أكدت. إلا أنه، وفور تحرك الموكب، فوجئ الطاقم بتحلق قوة من جهاز مخابرات البصرة (بينهم ضباط) حول المصور والسائق يطالبونهما بتسليم الكاميرتين بحوزتهما لمسح مواد مصورة بداعي ظهور وجوههم في التسجيلات. وعلى الرغم من تأكيد التميمي للضابط المقدم أنها ستحرص شخصيا على حذف أي مشاهد تظهر هويات العناصر الأمنية وتعريفها عن نفسها ومرجعيتها الإعلامية واستمرار الجدل لأكثر من 45 دقيقة، ظل العناصر مصرين على موقفهم، حتى تعرضت التميمي للدفع وتم حذف بعض المشاهد من ذاكرة الكاميرا.
وتتابع التميمي، "فور عودتي الى مركز الإذاعة، اتصلت شاكية بقائد الشرطة وقائد العمليات في البصرة، ليصادف تواجدهم مع الرئيس الكاظمي الذي علم بالأمر. ثم ما لبث أن اتصل بي مدير مدير الرئيس الكاظمي ناقلاً اعتذار الرئيس وتأكيده تكليف قائد الشرطة للتحقيق في القضية ومحاسبة المعتدين. ثم قرابة منتصف الليل، تلقيت اتصالا من مدير جهاز المخابرات يؤكد عزمه الحضور يوم الاحد إلى مقر الاذاعة لتقديم اعتذار عن ما حصل.
ان اللجنة اذ تؤكد على ضرورة متابعة السلطات العراقية لتحقيقات سريعة وشفافة لكشف هوية المعتدين وإنزال العقوبات الرادعة والعادلة بحقهم كما في جميع الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين والناشطين والهادفة الى ترويعهم، تجدد تذكيرها بضرورة تأمين الحماية للصحفيين والاعلاميين، واحترام حقهم في ممارسة عملهم الصحفي والحصول على المعلومات من مصادرها وتغطية الأحداث والوقائع خصوصا في المراحل الحساسة التي تمر بها البلاد، حفاظا على حقهم في حرية النشر وحرية الرأي والتعبير من جهة، وحق المواطنين بمتابعة الأحداث من مصادرها، وهو ما تكفله الاتفاقيات الدولية، وفي مقدمها المادة 19 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان.
لجنة دعم الصحفيين-سويسرا
الجمعة 28 كانون الثاني-يناير 2022