كيف تحقق تواصلاً أفضل مع زملائك في العمل لتجنب أي مشاكل؟

2022-01-12 05:02

التقارير

 

ينظر الكثيرون إلى العمل كوسيلة للحصول على لقمة العيش فقط لا غير، حيث يذهب الموظف إلى مكتبه صباحًا، ليُنجز عمله بالتفاصيل المطلوبة منه وما لديه من قدرات سواء عقلية أو جسديّة ويعود إلى بيته وهو ينتظر طوال النهار انتهائه من العمل.

يترتّب على هذا الأمر نتائج عدّة تغيّر مسار العمل وتؤثر على فعاليته وإنتاجيته. تؤدي هنا بيئة العمل التي تحيط بالموظف دورًا بالغ الأهمية. فعندما يشعر بالراحة والاطمئنان، لا بد له أن ينجح في عمله بمقدار كبير، وإن حصل العكس لا بد أن تنعكس الأمور على عمله بشكل سلبي. وهنا لا بد من التذكير بدور الموظف في هذا المجال وخاصة عند نشوء الخلافات في العمل.

على الموظف أن يدرك أن الفترة التي يمضيها في مكان عمله هي  ما يقارب نصف يومه وبالتالي لا يمكن أن يسود التوتر على محيطه العملي لأن ذلك سوف ينعكس على نفسية الموظّف، وإنتاجية العمل، والجو العام.

ومن أجل تحقيق الأهداف المطروحة في العمل، والحفاظ على جوٍّ من الهدوء والفعالية، على الزملاء التصرّف مع بعضهم بالطرق الحسنة وخاصّة في الخلافات.

جميعنا يشعر نفسه مُحاطًا في مكان العمل، يخاف أن يراه أحدٌ أو يسمعه أو أن يصدر منه إزعاجًا. لكن ما يجب أن يُذكر هنا هو أنه إن أراد الموظف أن يتغيّر هذا الجو المسيطر، عليه أن يكون هو سبب التغيير وأن يبدأ به. فالآخرون لن يقوموا بذلك تجاهه إن لم يروا منه الخطوة الأولى.

لنفترض أنه وفي خلال أحد اجتماعات العمل، حصل بعض الخلاف مع زملائك مع العمل، فأخذوا يرمون الاتهامات صوبك ويستمرون في العراك والإهانات. فما هو الحل حينها؟

 

يمكن حلّ هذا من خلال نقاطٍ ثلاث: 

 

  1. دع حبل العراك

إن المشاكل التي تحصل بين زملاء العمل شأنها كشأن "شدّ الحبل". من الضروري، قبل الشرح، أن يعلم الجميع أن الخلافات أمرٌ طبيعيٌ في مكان العمل وذلك لاختلاف الآراء ووجهات النظر… فلا يمكننا أن نقنع الجميع بوجهة نظر واحدة لأن كلٌ على حدى يرى الأمر من زاويته الخاصة. لكننا يمكننا التغيير من خلال "إفلات الحبل". إن استمرارنا في الخلاف رغم معرفتنا باختلاف وجهات النظر سيزيد الأمور تعقيدًا ولن يحلّها أبدًا. فذلك لن يؤدي إلى نتيجةٍ مفيدة. سيستمر الجميع في شدّ الحبل لكن عدم الوصول إلى نتيجة. لذك في المرة المقبلة، وعند نشوء أي نزاع، اترك الحبل لمن يشدّه، استرخي، أرِح نفسك وانتظر الوصول إلى حل. بهذه الخطوة سوف تحقّق أمرين. يتمثل الحل الأول طبعًا في تحقيق سلامك الداخلي وهذا أولية مهمة جدًا في العمل. ثانيًا، يشجّع هذا الآخرين على الابتعاد عن الخلافات أيضًا وترك الحبل لعلمهم أن النتيجة لن ترضي أحدًا، هذا إن توصّلوا إلى نتيجة أصلًا.

 

  1. افسح المجال للآخرين

إن الإنسان بطبيعته، يتكلّم ويتصرّف بشكل هجومي وبإصرار عندما يشعر بأن أحدًا لا ينصت إليه ولا يعير كلامه أي أهميّة. فإن كان لأحدهم شيئًا يقوله، سيكون الأمر مزعجًا بالنسبة له إن لم يستطع إيصال فكرته بسبب طريقة ما. وحلّ هذا ليس بالأمر الصعب، بل سهل الإنجاز. في المرّة المقبلة، وعند حضورك احد الاجتماعات، حاول أن تترك مجالًا بسيطًا بعد انتهاء الآخر من كلامه وعرض وجهة نظره، وبين تفاعلك مع موقفه… ستلاحظ مباشرةً أنّه قد بدّل طريقة تعبيره لتصبح أكثر سلاسةً وهدوءًا، وكذلك يصبح الآخر أكثر انتقاءً لكلماته... ستلاحظ أيضًا أنه سيكون بعدها آذان صاغية لك عندما يحين دورك بالكلام. وهذا ما سيوصلنا للنقطة الثالثة.

 

  1. لا تنفعل، بل استجب

عليك أن ترجع بذاكرتك إلى آخر اجتماعٍ حضرته، وانظر كيف تصرّفت عند طرح أحد الحاضرين فكرة ما لم تناسبك ولم تتّفق معها: هل دافعت مباشرةً عن أخطائك؟ هل رفض عقلك التفكير وتصرّفت بما لا يليق بالاجتماع؟ أم أنك غادرت الاجتماع وحسب؟ إن القيام بردّة فعل على أمرٍ ما هو موضوع مرتبط بطبيعة الإنسان، لكن ليس كل ما يصدر منّا قد يساعدنا أو يساهم في تحسين المشروع الذي نعمل عليه أو الجهة التي نرتبط بها. إن الاستمرار في الصراع في خلال الاجتماعات والأخذ والرد لن يساهم في الوصول إلى نتيجة. الحل دائمًا هو فهم وجهة نظر الآخر وإفهامه رأيك. بهذا سيصبح مدى الحوار وتفهّم بعضكم البعض أفضل، وسيكون الجو ملائمًا ومناسبًا لعرض مختلف وجهات النظر وبالتالي ازدهار العمل بالاختلاف والتنوّع. لذلك، استمع دائمًا إلى الآخرين، انتظر قليلًا، ثمّ استجب لهم من دون التوجّه نحو العراك أو العنف اللفظي كخيار بديل.