2022-01-06 01:40
إن التغيرات التي تطرأ في العالم، تطال عادةً معظم مجالات الحياة سواء الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية أو النفسية أو غيرها. وعادة ما يختلف تأثير كل ما هو جديد في المجتمع بحسب الخانة التي ينتمي إليها، لعلّه، بل يقينًا، أصعب ما يمرّ به مجتمع ما هو أن تُضرب صحّة أفراده. وقد كان آخر ما اجتاح المجتمع والعالم أجمع أزمة كوفيد-19 التي ما انفكت عن الفتك بكل تفاصيل الحياة.
وقد ظهر التأثير الأكبر في مجال التعليم والعمل، حيث اضطر الكثيرون إلى إغلاق مراكز عملهم وشركاتهم بسبب الخسارة الاقتصادية التي طالتهم عند الإغلاق، وآخرون اختاروا العمل من المنزل، عن بعد، للتوفير المالي من جهة، وحماية صحة الموظفين ومنع انتشار الفيروس من جهة أُخرى.
وهنا، نعرض بعض النصائح التي تساعدك على إنجاز عملك من المنزل وتحسين الإنتاجية وضمان راحتك بشكل أكبر.
مهما كنت محبًّا لعملك وشغوفًا به، جميعنا نعلم أن الاستيقاظ باكرًا والتوجه مباشرة نحو العمل هو أمر قد يسبب لنا الكثير من المتاعب في خلال النهار. لذلك، من الأفضل أن يقوم أحدكم بالغوص في عمل ما يستهويه ويحسّن من مزاجه صباحًا كممارسة الرياضة مثلًا أو قراءة الكتاب الأحبّ لقلبك أو مشاهدة الأخبار الصباحية… هذا حتمًا سيسهم في جعل يومك أفضل.
إن جلوسك في مكانٍ مخصّص للعمل يساعدك على التركيز أكثر وزيادة إنتاجية العمل. على سبيل المثال، إن لم تملك هذه الزاوية الخاصة بك، يمكنك مثلًا التوجّه نحو طاولة المطبخ أو استخدام طاولة مستحضرات التجميل الخاصة بك لوضع الحاسوب عليها واستكمال العمل.
كذلك تساعد هذه الخطوة على إنجاز عملك بشكل أسهل وأسرع وأكثر انتظامًا. إن تحضير الأولويات قبل البدء بالعمل سيخوّلك في نهاية اليوم الاطّلاع على ما أنجزته والتأكد من إكمال الواجبات المطلوبة كما يجب من دون إهمال شيئًا.
من المهم جدًّا أن يبقى الموظف على اتصال دائم مع مدير عمله وزملائه، الأمر الذي سيخولّهم جميعًا الشعور كأنهم في المكتب ومع الآخرين. يساعد هذا الموظفين أوّلًا في الحصول على توجيهات العمل من المدير أو المسؤول عن عملهم بشكل مباشر، وكذلك يساعد أصحاب العمل في التأكد من سير العمل بالطريقة الصحيحة والمناسبة.
إن السعي للقيام بأكثر من عمل واحد في الوقت ذاته قد يؤدي إلى نتائج عكسية لا تُرضي صاحبها. ركّز دائمًا على إنجاز الأعمال المطلوبة منك بالتسلسل وبتنظيم. فلا تحاول مثلًا أن تشاهد مسلسلًا على ال Netflix في حين قيامك ببعض الحسابات المالية فهذا سيؤثر حتمًا بشكل سلبي على كِلا الأمرين. أنجز كل مهام في وقته، وأعطه القدر الذي يستحقه من الاهتمام والعمل… بهذا ستُنجز عملك بشكل أفضل وتحقق نجاحًا واضحًا.
إن تواجدك في أحد الأماكن التي تشكّل مجلسًا اعتدت فيه على الراحة والاسترخاء، وملجأ ما بعد العمل، سوف يساعدك على اللهو وتضييع الوقت في أمور قد اعتدت عليها هنا. لذلك، ولتجنّب أي مماطلة قد تساهم في هدر الوقت أو التقليل من إنتاجية عملك، ضع هاتفك جانبًا على وضع الطيران أو حتى الوضع الصامت، وابعد جهاز تحكّم التلفاز عن ناظريك. بهذا، سوف تضمن إنجازك لعملك بشكل أسرع وتركيز أكبر.
عندما تكون الثلاجة قريبة من ناظرنا وسهلة المنال، يشعر المرء برغبة أكبر في تناول الوجبات الخفيفة والمتنوعة بين الحين والآخر. وهذا أمرٌ خاطئ. إن تناولك لوجبات عدّة أو متنوعة بطريقة عشوائية سيؤدي إلى حصولك على مجموعة من السعرات الحرارية التي لا يحتاجها جسمك، وبالتالي سيؤدي هذا إلى شعور بالاسترخاء والتعب. لذلك، عندما ترغب في تناول وجبة ما، احرص أن تكون قطعة من الفاكهة أو الخضار الصحية والمفيدة كالجزر مثلًا.
إن الحصول على وجبة تحتاجها في خلال يومك لاستكمال العمل، هو من أهم الخطوات والعوامل التي تضمن سلامة استمراريتك والتزامك ونشاطك في الوقت الباقي. لكن، إنها لمشكلة هنا أن تعمل في نفس المكان الذي كنت تتّخذه مقصدًا في وقت الفراغ. لكن لا مشكلة. يمكنك بكل سهولة الخروج إلى حديقة المنزل أو الشرفة مع كوبٍ من القهوة ووجبة طعام. هذا يساعدك في استعادة التركيز والنشاط من جديد.
إن مساعدة الآخرين بالقيام بالعمل وإنجازه يساعد في تحفيز الفرد على قيامه بعمله بمسؤولية وإنتاجية أكبر. لذلك، إن شعرت أنك تنجز عملك بسهولة بعد أن اعتدت العمل عن بعد، لما لا تقوم بجولة افتراضية على زملائك في العمل لمساعدتهم، كما كنتم تفعلون في المكتب؟ وكذلك تقديم المساعدة لمن يطلبها. لذلك احرص أن يكون هاتفك دائمًا داخل الخدمة لسهولة الوصول إليك لطلب المساعدة وتقديمك اياها.
إن عدم اضطرارك للاستيقاظ كالعادة بوقت أبكر من أجل سلك درب العمل للوصول باكرًا قد يجعلك تُسرف في السهر لمشاهدة بعض الحلقات من فيلم أو مسلسل، هذا سوف ينعكس حتمًا على إنتاجية عملك ونشاطك في اليوم التالي. لذلك، احرص دائمًا على أخذ قسطًا من الراحة التي يحتاجها جسمك وعقلك معًا.
والأهم من هذا كله، أن يبقى الإنسان دائمًا رقيبًا على نفسه في جميع ساحات العمل وبأيّ الطرق كان أداء الواجب الوظيفي. على المرء أن يعلم أن ما يقدّمه في عمله يظهر مدى صدقه وكفاءته وكم هو جدير بالثقة وتحمّل المسؤولية؛ سواء أكان مدير العمل حاضرًا أم لا أو تواجد من يراقب سير العمل أو لا، يجب ألّا تختلف الإنتاجية ونوعية العمل المطروح لأن المصداقية هي الأهم دائما.
