أماني شنينو-ijnet
عرَّفُ الإعلام الدولي أنه النتاج الإعلامي للمؤسسات الدولية العملاقة المنتشرة في أنحاء العالم، من وكالات الأنباء العالمية والفضائيات والصحف والإذاعات وشتى وسائل الإعلام المعتمدة في نقل الأخبار والتحقيقات الصحفية والتلفزيونية.
وعند كتابة الصحفي للإعلام الدولي تتضاعف المسؤولية عليه، حيث اللغات والثقافات متباينة وبالتالي تختلف الطريقة والأدوات، وتتجلّى أهمية اقتران المعلومات بالحُجَّة والإدراك، والثقافة الواسعة على سبيل شيء من كل شيء.
كتابة المقترح للصحافة الدولية
النصيحة الأولى التي تُعطى للصحفي وقبل كل شيء "اعرف جمهورك"، فعند معرفته يمكنك معرفة ثقافته، مصطلحاته الخاصة، ما الذي يعرفه؟ وما الذي يهتم بمعرفته؟
لذا عند التوجُّه للصحافة الدولية تُصبح الفكرة كيف تكتب لجمهور واسع، متعدد الثقافات، متعدد اللغات، كيف تُؤثر به أو كيف بالإمكان أن تُؤثر به؟
المقترح هو البنية الأساسية للتقرير، فهو موجز ما سيتم كتابته لاحقاً، لذا وجب أن يتحلَّى بالنقاط الأساسية التالية:
- ضرورة معرفة السياسة العامة للجهة التي تكتب لها.
- كن مُحدداً ودقيقاً: لا تكتب بشكل عام، إنما جانب أو زاوية محددة من موضوع عام.
- الابتكار: عند الكتابة عن موضوع معيّن، وقد يكون كثيرون كتبوا عنه سابقاً، اسأل نفسك ما الجديد الذي ستُقدمه أنت في تقريرك؟
- اختيار مواضيع تُعزِّز من خطاب المحبة والتسامح والإنسانية، بدلاً من خطاب الكراهية.
- وضع خطة على شكل نقاط أساسية للتقرير الذي تنوي الكتابة فيه: كالأسباب والأثر والحلول، وإذا تضمن التقرير مقابلة مع خبير، عليك الإشارة لذلك.
- وضع عنوان مبدئي، يصف اللبنة الأساسية لتقريرك.
- أن يكون المقترح واضحًا تماماً.
- مقترح قابل للتنفيذ وضمن قدراتك.
- تحديد ما يتضمنه من أنواع البحث والدراسة، كدراسة حالة مثلا إن احتاج الأمر، وتحديد المدة الزمنية اللازمة لإنجازه.
- كتابة المقترح ضمن مصطلحات وكلمات بسيطة مفهومة، لا تُقرأ بأكثر من وجه.
- ربط موضوع التقرير باهتمامات الجمهور بالدرجة الأولى، وماذا سيُضيف لهم من قيمة، وهذا يأتي من كونك مُتابعاً للجهة التي تكتب لها أولاً، والجهات المشابهة أو القريبة من التخصص، ومتابعة وكالات الصحافة الدولية عموماً.
- راجع مقترحك لغوياً ونحوياً، والاهتمام بأن يكون مختصراً مُلمَّاً وشاملاً للفكرة التي تريد الكتابة فيها.
في هذا السياق، يقول الصحفي والمدرب سامي أبو سالم، عضو الاتحاد الدولي للصحفيين، في تدريب له حول الكتابة للإعلام الدولي: "بعد الموافقة على مقترحك، عليك البدء فوراً بتنفيذ تقريرك ضمن الخطة التي قدمتها. قد تخطئ في أولى تجاربك الصحفية ولكن من المهم التعلُّم من أخطائك في التقارير اللاحقة، ابنِ سُلماً من الخبرة والتدرُّب الجيد".
وقدَّم أبو سالم مجموعة من النصائح لإتقان الكتابة الصحفية للإعلام الدولي "لمن يكتبون بلغة غير اللغة الأُم"، من خلال تجربته:
- الاختصارات: عند كتابة الاختصارات يجب تعريفها في المرة الأولى في المقال، ثم يمكنك كتابتها باختصار لاحقاً.
- عدم الترجمة الحرفية للغة، والاستعانة بمترجم عند الضرورة، ويُفضل اتقان اللغة الأخرى جيداً.
- البُعد عن المصطلحات المحلية.
- التأكد من أصالة الصور والفيديو، وعدم وجود أي تضليل أو تزييف بها.
- تجنب الخطاب الجمعي والكلمات المطاطة التي تحتمل أكثر من معنى، والتركيز على الحالات الفردية.
- تشرب ثقافة الآخر وفهمه وذلك يمكن من خلال الإعلام والأدب والكتب والأفلام.
- إدراك المصطلحات كما يجب، بحسب موضوع التقرير "سياسياً كان أم اجتماعياً أو غير ذلك".
- البُعد عن تعدد الروايات.
- الوصف الدقيق ليصل الشعور وخاصةً فيما يتعلق بالقصص الإنسانية، "فالقلم أداة تجعل المُتلقي يرى ويسمع".
- الاختصار بما لا يخل المعنى.
- البحث من أهم مهارات الصحفي لذا عليك معرفة تقنياته اللازمة.
- أخبر الناس الحقيقة فقط.
- تجنب التنمر بشكل مباشر أو غير مباشر، على أي عرق أو لون أو غير ذلك.
- تجنب الجمل الإنشائية، كُن مبتكراً.
- تجنب المفردات المحلية.
- التركيز على حدث بعينه.
- التفنيد بالحقائق "تفنيد الرواية والأخبار الخاطئة".
- الأنسنة: والأنسنة بمعناها الواسع هي الانحياز بمهنية للإنسان وحقوقه وقضاياه، وأن يكون له الأولوية وفوق كل شيء آخر، بمعنى (قل الحق ولو على نفسك).
- ماذا تنشر؟
ليس فقط أخبار وقصص (الضحايا والتباكي)، فلدينا (بطولات وإبداعات وفنون ومهارات).
- تطعيم الخبر بإحصائيات من مصادر موثوقة وهذا ينطبق على التغريدات التي يتم مشاركتها.
- من الضروري التواصل مع المجموعات والأشخاص المستهدفين.
- الالتفات للقصص الإنسانية.
- تجنب المفردات التي من شأنها تقييد الحساب "ضمن خوارزميات فيسبوك".
- ليس كل ما يُعرف يُقال، كالمعلومات التي تُعرِّض صاحبها للخطر مثلاً.
- الادراك فيما يتعلق بالسياسات العامة للموقع.
- التمحيص والتأكد من المعلومات، فلا تتسرع، على الصحفي امتهان عقلية التحقق:
وذلك بافتراض الخطأ دائماً في المعلومات، التحري الدائم، فصل العواطف والمشاعر عن دوافع الصحفيين ومهنتهم، إجابة الأسئلة التالية "ما المصلحة؟، من الناشر؟، ما هو المصدر؟".
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش.