كما في كل عام في التاسع من كانون الأول-ديسمبر، يحيي العالم اليوم الدولي لمكافحة الفساد 2021 تحت شعار " احفظوا حقوقكم، اضطلعوا بأدواركم، وقولوا لا للفساد".

ولما كانت الحقيقة والمعرفة والشفافية من اهم أسلحة مكافحة الفساد في شتى المجالات السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية، الأمنية، البيئية، الطبية، وغيرها، وكانت الصحافة الموضوعية الحرة والجريئة أساسا في كشف الحقيقة امام الرأي العام، زيادة الوعي والمعرفة المجتمعية بالحقوق والخفايا والضغط لتعزيز الشفافية في المؤسسات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية، تجدد لجنة دعم الصحفيين (JSC) تأكيدها على أهمية حماية الصحفيين وتمكينهم ودعمهم، ماديا ومعنوياً، ليقوموا بواجبهم المهني وتسليط الضوء على قضايا الفساد التي تكبد العالم سنوياً خسائر فادحة في الأرواح (خصوصاً في ظل استمرار جائحة كورونا المستجد) كما في الاقتصاد والبيئة والصحة ومختلف مجالات الحياة، وتحد من القدرة على تحقيق التنمية المستدامة والعدالة في مختلف دول العالم، وبالأخص في الدول الفقيرة منها، ما يضعف الفرص في إرساء السلام الدولي.

ان اللجنة اذ تجدد دعمها للصحفيين الذين يبذلون جهودا لافتة للبحث والتحري والتدقيق بهدف اعلام الجمهور المحلي والدولي بالاخبار الصحيحة والموثوقة، وما لذلك من أهمية في خلق وعي ومسؤولية مجتمعية تدفع قدما في تحرير المجتمع من براثن الفساد والمفسدين الذين يعيقون نمو وتطور المجتمعات وتضعهم امام مسؤولياتهم امام السلطات القضائية المعنية، تناشد اللجنة الصحفيين الالتزام بميثاق شرف الصحفيين لعرض القضايا بموضوعية ومهنية قصوى، مسلحين بالادلة الحسية والواقعية، بعيدا عن خطابات الكراهية او التحريض. وتذكرهم ان الخوف من فقدان السلطة هو ما يدفع الفاسدين للتشبث اكثر بفسادهم، وان دورهم في كشف الفساد والمفسدين على قدر من الأهمية الوطنية والعالمية على ان لا يكون هو الغاية بعينها، وانما وسيلة يجب ان يستتبعها المعنيون لارساء العدالة الاجتماعية والأمن والسلام. كما تذكر الصحفيين بأهمية التزامهم بتقصي صحة الأخبار ودقتها وموضوعيتها قبل نشرها ومراعاة الحاجة الإنسانية الملحة في نشر الأخبار للحفاظ على حقوق أفراد المجتمع، وفي مقدمها الحق في المشاركة في تقرير المصير والمساءلة والمحاسبة بشفافية.

كما تطالب اللجنة جميع الجهات المعنية، سواء كانت المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان عموما والصحفيين خصوصا، وفي مقدمها الاتحاد الدولي لحماية الصحفيين، او المسلطات المحلية (الأمنية، القضائية، التشريعية وغيرها)، بالعمل على تأمين سبل الحماية للصحفيين لما يتعرضون له من مضايقات او حتى اعتداءات جراء سعيهم لكشف الحقيقة التي قد تضر بمصالح الفاسدين، وتكرر مطالبتها للتشدد في انهاء حالات الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين، حيث تظهر الإحصائيات الأخيرة للعام 2021 أن معظم الانتهاكات بحق الصحفيين، خصوصاً الخطيرة منها، تمت في دول لا تشهد حالات نزاعات مسلحة أو عنيفة. كما ارتفعت وتيرة اعتقالات الصحفيين الاستقصائيين الذين تواجه سلطات بلادهم التوتاليتارية الكثير من جهودهم لكشف الفساد والمفسدين، عبر مقاضاتهم بتهم زائفة تحت ذريعة ضرورات الأمن القومي.  

وبمناسبة اعلان الأمم المتحدة شعار " احفظوا حقوقكم، اضطلعوا بأدواركم، وقولوا لا للفساد" للعام 2021، تعبر لجنة دعم الصحفيين عن تضامنها مع جميع الجهود الرامية الى مكافحة الفساد ومع جميع الصحفيين المتضررين من "منظومة الفساد" والساعين لإنقاذ أفراد المجتمع من آفة الفساد والمفسدين.

لجنة دعم الصحفيين- سويسرا

9 كانون الأول-ديسمبر 2021