جمع التمويل وتنويع مصادر الدخل: أخطاء على وسائل الإعلام تجنبها عام 2022

2021-11-23 06:58

التقارير

جمع التمويل وتنويع مصادر الدخل: أخطاء يجب تجنبها عام 2022- ijnet

في ظلّ الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعانيها المنطقة العربية، تعتمد غالبية وسائل الإعلام المستقلة على الممولين لضمان استمرار مشاريعها. ولكن السؤال الأكثر إلحاحاً في ظل تزايد عدد المشاريع الإعلامية العربية الناشئة هو: ما الأخطاء التي يرتكبها الإعلاميون عندما يخاطبون الممولين لدعم مشاريعهم الريادية الناشئة؟

عن هذا السؤال وغيره، تحدّث خبيران في مجال دعم المشاريع الإعلامية الناشئة، هما بريدجيت غالاجر، مؤسسة ومديرة (Gallagher Group)، وروس سيتلز وهو أستاذ مساعد بجامعة هونج كونج، وذلك خلال جلسة نظّمتها شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج) بعنوان "نماذج جمع التمويل وتنويع مصادر الدخل: أخطاء يجب تجنبها في عام 2022"، أدارتها ليان شحيبر وهي مسؤولة منح أولى في أريج.

وفي معرض مشاركتها في الجلسة، قدّمت بريدجيت الإرشادات التالية للصحفيين والصحفيات الذين يسعون للحصول على دعم وتمويل لمشاريعهم الناشئة:  

أولاً، شدّدت بريدجيت على ضرورة أن يبحث الصحفيون عن جهات التمويل التي قد تدعم مشاريعهم والتي تلتقي اهتماماتها مع اهتمامات مشاريعهم، فالتعرف - من وجهة نظرها على المتبرع - هو خطوة أساسية للتعامل معه وكسب دعمه.

ثانياً، الاعتقاد أنّ المتبرعين يمنحون التمويل للأشخاص الذين يعرفونهم، هو خاطئ من وجهة نظر بريدجيت، التي حثت على ضرورة قضاء بعض الوقت في التعرف على المانحين المحتملين والمساعدة في تعرفهم عليك، بدلاً من قضاء الوقت في إرسال عناوين بريد الكتروني عامة أو ارسال نماذج اتصال. ابحث عن المؤسسات التي قد تلتقي مع افكارك.

ثالثاً: قضاء وقت الاجتماع مع الممولين للحديث عن مؤسستك فقط يمثل فرصة ضائعة. عليك أن تستفيد من الدعم من خلال التعرف على أولويات الداعمين ومخاوفهم. أطرح أسئلة واستمع إلى الممول، فكّر كيف يمكن أن تربط بين اهتماماته وبين مهمتك وعملك في عرض مصالح الطرف الذي تلتقي به.

رابعاً: تشير بريدجيت إلى أهمية أن تشكر الممولين: أرسل لهم رسالة شكر في موعد أقصاه اليوم التالي من الاجتماع. وحدّد جدولا زمنيا للرجوع للاتصال بهم مرة أخرى. إذا لم تتلقَّ ردًا فلا داعي للقلق، تنصح بريدجيت. ثم تعاود القول: أعد توجيه رسالة الشكر الخاصة بك مع سؤال موجز ومباشر حول الخطوة التالية. على سبيل "وعدتم بإرسال عرض متى ممكن أن يحدث ذلك؟، سنبقى على اتصال. خلال خمسة اشهر سنجتمع مع مجلس الإدارة وسنطلعكم على نتائج الاجتماع"، عندما تعقدون مؤتمرًا الكترونياً شاركوهم به.   

خامساً: كن في صندوق الوارد الخاص بالممولين كل 4-6 أسابيع، حتى لو كان ذلك من خلال نشرة إخبارية تصدرها مع ملاحظة شخصية. وهذا يتطلب منك وضع خطة لمتابعة التواصل مع الممولين بشكل دائم لأجل تعزيز الثقة والعلاقة معهم.

في الأثناء، تحدث روس سيتلز عن طرق الحصول على المنح للتحقيقات والمشروعات الصحفية وكيفية التواصل مع المؤسسات المانحة والمتبرعين، مشاركاً خبرته مع الصحفيين والصحفيات الذين حضروا الجلسة. وقدّم خمس نصائح أخرى بدأها بطرح سؤال: هل تريد لمؤسستك الإعلامية أن تستمر، ثم قال: من الخطأ أن تظن بالتالي:

أولاً: أن تعتقد أنه بمجرد أن تقوم بإنشاء المنصة سيأتون إليك. لذلك فإن الخطوة الأولى التي عليك القيام بها هي تحديد جمهورك، وأن تتعرف إلى احتياجاته والإستماع إليه وتحديد القنوات التي ستسلكها للوصول إلى هذا الجمهور. لا بدّ أن نعمل على الوقوف على احتياجات جميع الجهات.

ثانياً: يقول روس إنّه لا بد من أن تسأل من هم الذين سيدعمونك: هل هم معلنون أم أعضاء أم مشتركون؟ فوضع الخطة يعدّ أمرًا أساسيًا لمعرفة المتطلبات والتكاليف التي ينطوي عليها مشروعك، بدءًا من احتياجات الفريق والمقر وموظفي المبيعات وإدارة برنامج العضوية وخدمة العملاء المشتركين.. إلخ.

ثالثاً: من الخطأ القول "نحن فريدون وليس لدينا منافسة"، وهذا يعني أنه ليس من الضروري أن تكون المادة التي ستقدمها محل قبول دائماً. ودعا روس إلى أهمية أن تعرف ما هي الوسائط الرقمية التي ستستخدمها والبيئة القانونية وما هي الأشكال والأنشطة الجديدة كيف ستدير بها الأعمال اليومية.

رابعاً: "لدينا أموال كافية لهذه السنة". هذا القول خاطئ من وجهة نظر روس، الذي قال إنه لابد من التخطيط، ووضع الموازنة الدقيقة للمشروع، لأن التدفق النقدي هو شيء أساسي لضمان استمرار أي عمل. لأنه من الممكن أن تحصل هناك مفاجأة كجائحة كورونا مثلاً، تضر بمشروعك وتوقفك عن العمل. لذلك عاد وقال "التخطيط ثم التخطيط ثم التخطيط لأنه مهم جداً ويضمن استمرار مشروعك".

خامساً: يشير روس إلى أنّ "الاعتقاد بأن تقاريرنا قائمة بذاتها ولسنا بحاجة للعلامات التجارية". أمر خاطئ أيضاً، وحثّ على أهمية أن يصنع الصحفيون بصمة وفرقًا في تقاريرهم، وقال: "اعتبار أنك لست بحاجة إلى علامة تجارية فهذه مسألة غير صحيحة ويجب إعادة النظر فيها، فالعلامة التجارية مهمة للمؤسسة، لأن الناس تؤمن بالعلامات التجارية وليس القصص. ولكن الثقة تأتي من الحقائق الموجودة في القصص التي تقدمها".

وفي ختام الجلسة التي تخللها العديد من الأسئلة والتي تأتي على هامش مؤتمر شبكة أريج الرابع عشر، قدم الضيفان للمشاركان مجموعة من النصائح من واقع خبرتهما الطويلة، تنوعت بين قضاء بعض الوقت في البحث عن طرق التواصل الصحيحة مع المؤسسات المانحة، ومعرفة نوعية الدعم الذي تقدمه الجهة وتقديم المقترح المناسب.

ونصح روس سيتلز المشاركين والمشاركات بضرورة إقناع الصحفي للمؤسسة المانحة بقصته الجيدة ومشاركتهم التحديثات والتطورات التي تطرأ على القصة أو المقترح.

فيما ركزت بريجيت على أهمية تطوير الصحفي لعلاقته مع مؤسسة الدعم لكسب ثقتهم وتسهيل عملية الحصول على التمويل.