تستنكر لجنة دعم الصحفيين في جنيف (JSC) رضوخ هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) لضغوطات اللوبي الإسرائيلي لفصل الصحفية الفلسطينية تالا حلاوة، وذلك يوم الأربعاء 14 تموز-يوليو 2021، على خلفية تغريدة غاضبة نشرتها قبل 7 سنوات خلال القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، أي قبل انضمامها الى اسرة الهيئة بـ3 سنوات وعلى الرغم من تقديمها اعتذاراً وتأكيداً أن هذه التغريدة لا تمثلها.
هذا واعتبر ناشطون حقوقيون أن قرار الفصل جاء استجابة لضغوطات مورست على الهيئة بعد اعداد حلاوة تقريراً عن الثمن الذي دفعه المشاهير الفلسطينيين العالميين جراء دعم قضية بلادهم خلال الحرب الأخيرة (أيار-مايو 2021).
إن اللجنة إذ تعبر عن تضامنها مع الصحفية التي تعرضت للأذى النفسي جراء الحملات المنظمة التي شنت عليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتهديدات التي تلقتها، تؤكد رفضها لأي صرف لا يراعي الضوابط الحقوقية بحق الصحفيين، تعرب عن استنكارها الشديد لتوقيف اي صحفي على خلفية اي منشور له او اي مادة قدمها للراي العام، وتشدد على ضرورة احترام الحق بحرية الرأي والتعبير وحرية النشر التي تكرسها الاتفاقيات الدولية كما الاعلان العالمي لحقوق الانسان.
لجنة دعم الصحفيين-سويسرا
الخميس 15 تموز-يوليو 2021
هذا ونشرت حلاوة عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر:
"فصلتني هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) بعد 4 سنوات من العمل لديها كصحفية على خلفية تغريدة نشرتها على تويتر عام 2014، أي قبل انضمامي لـBBC بثلاث سنوات. وجاء القرار بعد شهر من إجراء تحقيق داخلي تجاهلت المؤسسة فيه تقييم أدائي المهني ومطالبات من زملائي للإدلاء بشهاداتهم حول مهنيتي.
خضعت للتحقيق والفصل على أثر تغريدة واحدة مسيئة نشرتها قبل 7 سنوات، خلال قصف الجيش الإسرائيلي لغزة في 2014، تحديدا أثناء الهجوم على حي الشجاعية والذي أسفر عن سقوط 55 مدنيا فلسطينيا منهم 19 طفلا و14 امرأة خلال 48 ساعة فقط. وبعد أيام معدودة على اختطاف المستوطنين للطفل محمد أبو خضير وإحراقه حيًّا.
وكشابة فلسطينية كانت وسائل التواصل الاجتماعي الوسيلة الوحيدة المتاحة لي وسط ما أشهده من وقائع مرّوعة وموت فلسطينيين أبرياء وسط صمت دوليّ. لقد أخطأت حين استخدمت هاشتاج (وسم) شائعا دون تفكير أو وعي، تحت ضغط تلك الأوقات العصيبة.
التغريدة المسيئة لم تعبّر عني ولا عن آرائي آنذاك ولا اليوم ولا في أي وقت. ولم أتردد في الاعتذار عنها والاعتذار لكل من تسيء إليهم من ضحايا، وأتمنى أن يقبل اعتذاري كل من آذته تلك التغريدة.
بدأت الحملة بعد إعدادي وظهوري في تقرير ل بي بي سي يتحدث عن الثمن الذي يدفعه المشاهير حول العالم عند دعمهم للقضية الفلسطينية، وبمجرد نشر التقرير قامت جماعات متطرفة داعمة لإسرائيل بالنبش في حسابي على تويتر والترويج للتغريدة المسيئة.
عدا عن الآثار النفسية والجسدية للتحقيق الذي أجرته معي بي بي سي على خلفية التغريدة، وضعتني المؤسسة في مكان المتفرج الصامت على ما يحدث على الإنترنت من نزع لإنسانيتي وتشهير بعملي الصحفي دون أن أستطيع رواية جانبي من القصة. شنّت جماعات منظمة ومدرّبة هجوماً عليّ لتدمير سمعتي والتهديد بالقضاء على مستقبلي المهني.
يحزنني أن الـ بي بي سي، بدلا من البحث عن سبل لدعمي وحمايتي والدفاع عني كصحفية عملت في مؤسستهم ولها سجل مهني مميّز، قرّرت أن تستسلم لهذه الجماعات. بل إن فصلي بحد ذاته اعتبر قصة نجاح لهذه الحملات التي تهدف بإجراءاتها للقضاء على صوت الفلسطينيين، وأي صحفي غير داعم لإسرائيل أو ناقد لها، في الحياة العامة والمؤسسات الإعلامية الكبرى حول العالم.
منذ أن بدأت بالعمل لدى BBC عام 2017 لم أواجه أي انتقاد حول مهنيتي أو عملي الصحفي. على العكس لطالما تلقيت العديد من رسائل الشكر حول عملي وآخرها مشاركتي في تغطية التصعيد الأخير على قطاع غزة. وفي النهاية اختزلت المؤسسة كل سنوات عملي وخبرتي وأفكاري ومواقفي في تغريدة واحدة لا تعبر عني ولم أتردد بالاعتذارعنها بكل الكلمات الممكنة.
من المؤسف أن نمطاً جديداً من مهاجمة الصحفيين العاملين في الشرق الأوسط أصبح رائجاً ومن خلال الحملات الالكترونية المنظمة التي تهدف لكسر مصداقية الصحفي وقدرته على التغطية بسبب جنسيته أو خلفيته الثقافية. العديد من الصحفيين عبروا عن مخاوفهم حيث أصبحت حملات التشهير الالكترونية مصدر تهديد لكل صحفي من الأقليات يعمل في المؤسسات الدولية.