2021-07-14 10:59
دراسة لقياس التأثير المباشر للأخبار الكاذبة على سلوك الناس
اعداد: فريق تحرير مسبار
رغم الاهتمام المتزايد عالميًا بالأخبار الكاذبة خلال السنوات الأخيرة، تحديدًا منذ انتخابات الرئاسة الأميركية 2016، والمخاوف التي رافقتها بشأن التأثير عليها عبر سيل الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة، ومع تضاعف الاهتمام بها منذ إعلان فيروس كورونا المستجد وباءً عالميًا؛ إلا أنه لم تظهر الكثير من الدراسات العلمية لقياس مدى تأثير الأخبار الكاذبة على السلوك البشري.
مؤخرًا ظهرت دراسة لقياس مدى تأثير الأخبار الكاذبة على سلوك الناس، نُشرت في يونيو/حزيران الفائت، في مجلة الجمعية الأميركية لعلم النفس (APA PsycNet).
مع تفشي وباء كورونا، زاد انتشار الأخبار الكاذبة على نطاق واسع، حتى ظهر مصطلح "الوباء المعلوماتي" للإشارة إلى سيل المعلومات المضللة والأخبار الزائفة التي من شأنها مضاعفة آثار الكارثة، من ذلك الادعاءات المضللة التي انتشرت عن اللقاحات المضادة لكورونا، والتي تسببت أحيانًا في امتناع البعض عن تلقي اللقاح.
دفع ذلك كلًا من الباحثين جيليان ميرفي وسيارا غرين إلى إجراء دراسة لقياس مدى تأثير الادعاءات المضللة والأخبار الكاذبة على ردود فعل الناس تجاه ما يتعلق بفيروس كورونا المستجد.
بدأ الباحثان في مايو/أيار 2020 باستبيان شارك فيه أكثر من 4500 شخصًا، لم يكونو على علم بالغرض الحقيقي للبحث، وأُخبِرو فقط بأنه استبيان للتحقق من ردود الفعل تجاه الأخبار المتعلقة بتفشي كورونا.
عُرض على كل شخص شارك في الاستبيان ستة أخبار: أربعة حقيقية واثنان زائفان تم اختيارهما من قائمة ضمت أربعة أخبار زائفة، من بينها خبر يدعي أن شرب القهوة قد يحمي من كورونا، وآخر يدعي أن تناول الفلفل الحار يقلل من أعراض الإصابة بالفيروس، وثالث ادعى أن شركات الأدوية تخفي حقيقة الآثار الجانبية الضارة للقاحات كورونا.
بعد ذلك بدأت مرحلة تحليل الإجابات، ليتوصل البحث إلى أن الأخبار الكاذبة لها تأثير على قرارات الناس وسلوكياتهم ولو بشكل ضئيل.
على سبيل المثال، تضمنت قائمة الأخبار الكاذبة التي عرض منها خبران على كل مشارك في الاستبيان؛ خبرٌ يدعي أن تطبيق تتبع جهات الاتصال الذي ستطلقه مؤسسة خدمة الصحة العامة في أيرلندا، طَوّره أشخاص على صلة بشركة كامبريدج أناليتيكا صاحبة فضيحة تسريب بيانات مستخدمي فيسبوك عام 2018. وكانت النتيجة أن 5% فقط ممن عرض عليهم هذا الخبر المزيف، كانوا أقل استعدادًا لاستخدام التطبيق، مقارنة بالآخرين المشاركين في الاستبيان ممن لم يعرض عليهم هذا الخبر المزيف.
صحيح أن نتائج الدراسة كشفت تأثيرًا صغيرًا للأخبار الكاذبة على سلوك الناس، إلا أن سيارا غرين، الباحثة المشاركة في الدراسة، ترى أن "التأثيرات الصغيرة يمكن أن ينتج عنها تغيرات كبيرة".
ولفتت غرين إلى أن الشائعات التي ربطت بين لقاح مرض الحصبة والإصابة بفيروس النكاف، وبين لقاح الحصبة الألمانية والإصابة بالتوحد؛ كانت سببًا في انخفاض معدلات تطعيم الأطفال ضد الحصبة والحصبة الألمانية، بنسبة 10% تقريبًا، أوائل العقد الأول من القرن الـ21. هذا الانخفاض الطفيف نسبيًا تسبب في ارتفاع كبير في حالات الإصابة بالحصبة، وبهذا تستدل غرين على أن "الآثار الصغيرة للأخبار الكاذبة التي كشفتها دراستنا، يمكن أن يكون لها تأثير أكبر على صحة الناس".
من جهة أخرى، اعتمدت الدراسة على أشخاص تعرضوا لأخبار جديدة مختلفة لمرة واحدة فقط، بينما ما يحدث في الواقع أن الشخص يصادف الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة بشكل متكرر، وقد يتعرض للعديد من الأخبار الكاذبة عن نفس الموضوع، ما قد يزيد من احتمالية تأثره بها.
وما كان مثيرًا للاهتمام في الدراسة، أنها وجدت أن التحذيرات العامة من الأخبار الكاذبة ليست ذات تأثير في الواقع على تفاعل الناس مع الأخبار الكاذبة!
المصادر: