2020-10-14 11:28
يولي العالم اليوم اهمية كبيرة لموضوع "الاخبار المضللة" ومدى تأثيرها على حياة المواطنين وخياراتهم اليومية حيث انها باتت تصلهم بشكل اسرع واكثر كثافة مع التطور السائد في مجال المعلوماتية ومواقع التواصل الاجتماعي التي ساهمت بالانتشار الملحوظ لهذه الاخبار التي عادة ما تكون، بطبيعتها، مشجعة على النشر واعادة النشر بين الشبكات ما يضمن لها جمورا اكبر واوسع في اقصر وقت ممكن. وكنموذج عن ذلك، تابعت لجنة دعم الصحفيين (JSC) مقابلة ضمن فقرة "ديجيتال" عبر "مونت كارلو الدولية" اجرتها الاعلامية نايلة الصليبي مع الباحث والاستاذ الجامعي دكتور صالح مشارقة في جامعة بيرزيت للوقوف عند تفاصيل بحثه تحت عنوان "الاخبار المضللة في فلسطين". كما تورد تاليا نصا موجزا للبحث ونتائجه التي خلصت الى تأكيد ان 72% من الفلسطينيين قد تعرضوا للاخبار المضللة واستغرقوا وقتا طويلا نسبيا لاكتشاف ذلك.
هذا وقد نشر "حملة- المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي" بحثاً جديداً بعنوان الاخبار المضللة في فلسطين- بحث استكشافي في المضامين والقنوات وطرق المكافحة، من إعداد أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت أ.صالح مشارقة، ويأتي هذا البحث الأول من نوعه كاستجابة لارتفاع وتيرة ظاهرة الأخبار المضللة والكاذبة على الصعيد المحلي والدولي، فقد بين البحث أن غالبية الفلسطينيين بنسبة 72% تعرضوا لأخبار مضللة.
ويقدم البحث تأطيراً لغوياً وعملياً لمفهوم الأخبار المضللة مفصلاً لأنواع هذه الأخبار وموضحاً لخارطة عمل لمكافحتها، فيما اعتمد البحث لاستقصاء وجمع المعلومات على ثلاث أدوات بحثية إضافة لمراجعة أدبيات عالمية ومحلية حول الأخبار المضللة؛ الأولى، تنظيم ثلاث مجموعات تركيز حول مفهوم الأخبار المضللة مع فلسطينيين في الضفة الغربية، قطاع غزة، والداخل الفلسطيني 48، الثانية، استطلاع شمل 515 شخصاً، والثالثة، مقابلة مع خمسة خبراء في الإعلام ومراصد كشف الأخبار المضللّة. حيث قاس الاستطلاع نسبة وجود الأخبار المضللّة بشكل عام في فلسطين وفي أي نوع من الأخبار تنتشر هذه الأخبار بشكل أكبر (محلية، عربية، عالمية، إسرائيلية)، وكذلك نسبة وجودها في الإعلام التقليدي من صحف وإذاعات وغيرها، حول وجودها في الإعلام الاجتماعي ومواقع التواصل الاجتماعي، هذا وقاس البحث أكثر الأوقات انتعاشاً لانتشار هذه الأخبار، كالحرب، الانقسام السياسي، الكوارث، والانتعاش الاقتصادي، وغيرها من الفترات التي تشكل مناخاً خصباً لانتشارها.
ورصد الاستطلاع أن ما نسبته 72% من الفلسطينيين سبق أن تعرضوا لأخبار مضللة، أما عن مصدر هذه الأخبار، فقد أشار مشاركين في الاستطلاع إلى مسؤولية الجهات الاسرائيلية عنها بنسبة 54%، فيما تليها وسائل الاعلام بنسبة 39%، النشطاء الاجتماعيين 32%، الجهات الفلسطينية 29%. هذا وأشار البحث لزيادة وتيرة هذه الأخبار خلال فترات الأزمات، فقد شهدت أزمة فيروس كورونا المستجد انتشاراً لهذه الأخبار، وفقاً ل 70% من المشاركين، فيما يليها أوقات الحرب بين اسرائيل والفلسطينيين بنسبة 58%، ثم أوقات ارتفاع وتيرة الانقسام الفلسطيني بما نسبته 50%، وأثناء الدعايات السياسية للأحزاب بنسبة 41%، وفي فترة الهبوط الاقتصادي بنسبة 38%، وأثناء حملات الترويج والتسويق بما نسبته 34%، و22% أشاروا إلى أنها تزدهر في فترة الانتعاش الاقتصادي.
وفي الوقت ذاته، يقدم البحث توصيات حول سبل مكافحة الأخبار المضللة في فلسطين، وهذا يتضمن العمل على بناء مراصد تحقق مهنية تقودها مجالس إدارة مهنية غير مسيسة، لمكافحة الأخبار المضللة من وجهة نظر أهلية، وبناء شراكات بين المراصد محلياً واقليمياً، والانتقال من إدارة التقارير في المراصد إلى تدريب الجمهور على المكافحة والتحقق من صحة الأخبار، كما أوصى البحث بإدخال التربية الإعلامية في التعليم الفلسطيني في الكتل الجغرافية الفلسطينية الثلاث.
وعلق الأستاذ صالح مشارقة حول البحث، "نتائج البحث حول الاخبار المضللة تتطلب العمل لمكافحتها عبر التنظيم الذاتي، ومدونات السلوك على وسائل التواصل الاجتماعي،والتربية الإعلامية للمستخدمين على التحقق، واجراء ابحاث عن مرحلة "ما بعد الحقيقة"، وتقوية عمل مراصد التحقق من المعلومات."
وعلق نديم ناشف، المدير التنفيذي لمركز حملة، أن هذا التقرير وغيره يأتي ضمن عمل المركز المستمر لتوفير بيئة رقمية آمنة وصالحة يرتادها الفلسطينيون باختلاف أماكن سكنهم، وانطلاقا من مهمة المركز في رفع ونشر الوعي حول ما يمكن أن يمس الفضاء الرقمي للفلسطينيين، وحيث أن الأخبار المضللة والكاذبة باتت تشكل تهديدا لهذه البيئة الرقمية، خصوصا في ظل التطورات العالمية الأخيرة، وازدياد انتشار هذه الأخبار والمعلومات، وارتفاع أثرها السلبي على مستخدمي الإنترنت، وبالتالي ضرورة مناهضتها ونشر الوعي حولها .