بدعوة من منظمة الصحة العالمية- المكتب الاقليمي لشرق المتوسط (WHO-EMRO)، شاركت لجنة دعم الصحفيين في جنيف (JSC) في مؤتمر صحفي عن طريق الفيديو تحت عنوان: "مستجدات جائحة فيروس كورونا (COVID-19)-إرشادات حول العودة المأمونة للمدارس مع تزايد حالات الإصابة بكوفيد-19 في الإقليم" وذلك يوم الاربعاء الثاني من آب 2020.
وخلال اللقاء الحواري الذي اداره الاستاذ صادق حسن، قدمت كل من د. رنا الحجة (مديرة إدارة البرامج الصحية، منظمة الصحة العالمية) و د. داليا سمهوري (مديرة برنامج الاستعداد للطوارئ واللوائح الصحية الدولية، منظمة الصحة العالمية) حيثيات الوضع الوبائي وانتشار الفيروس في دول الاقليم، اضافة الى آخر التوصيات والمستجدات بالنسبة للعودة للمدارس ومعايير رفع اجراءات التعبئة العامة في البلاد. كما تم التطرق الى موضوع السعي الى تطوير لقاح آمن ضد الفيروس التاجي.
وخلال المؤتمر الذي اجابت فيه د. الحجة ود.سمهوري عن اسئلة الاعلاميين المطروحة، تم التأكيد على اهمية الاجراءات الوقائية المتخذة في العديد من دول الاقليم لناحية فرض منع التجمعات (بالاخص للمناسبات الدينية والاجتماعية) كما لفرض الالتزام بالسلوك الصحي (تجنب الاحتكاك الجسدي قدر الامكان، التباعد، ارتداء الكمامات، اداب العطس الصحية، النظافة الشخصية..)، مع التأكيد على ان تراجع عدد الاصابات لا يعني بالضرورة انتهاء حالة تفشي الوباء في البلاد، وكذلك فان ارتفاع عدد الاصابات قد لا يكون مؤشرا خطيرا اذا ما كان قيد المتابعة والسيطرة.
وفي خصوص ذلك، اشير الى اهمية متابعة الدول والمؤسسات لاسباب الانخفاض كما الارتفاع لدارسة الوضع الوبائي: مثل زيادة او تراجع معدل الفحوصات، زيادة قدرة المسح وتقصي الاصابة، تعاون المواطنين للابلاغ عن عوارض او اختلاط بمصابين، تجنب "Stigma" الاصابة او ما يعرف بالشبهة والتشهير بالمصابين ما يضعف الاعلان عن الاصابة ويصعب عملية تحديدها.
مع التأكيد على ان 80% من الاصابات عالميا تسجل حالات شفاء وتعاف تام مع ندرة اعادة الاصابة وان حالات الوفاة بين المصابين لا تتجاوز 2-3% وفق اخر الاحصاءات، فقد تم تأكيد اهمية الحفاظ على "يقظة" تامة مع عودة العام الدراسي وضرورة واهمية عدم اعتبار العودة الى المدارس قرارا نهائيا بل يجب ان تكون قيد متابعة دائمة لتقييم الاثر على زيادة الاصابات. فبينما اشير الى ان بعض الدول التي عاد فيها الطلاب الى الحضور الى المدارس سجلت ارتفاعا بالاصابات وهو امر متوقع. ولكن هنا لا بد من تقييم كل حالة (كل مدرسة او منطقة) على حدة وتقدير قدرتها على مواكبة هذا الارتفاع، حيث يجب ان يصار الى تقييم المخاطر والقدرة على فرض الاجراءات الوقائية وعلى قدرة المستشفيات على تحمل هذه الزيادة بالاصابات.
والى ذك، اشير الى وجود 3 توجهات عالميا للعودة الى المدارس هي: التزام العودة الرقمية (التدريس اونلاين)، العودة الى الحضور التام الى المدارس، او اـMixed Approach التي تعتمد على التوفيق بين الاثنين، حيث لا بد من دراسة فعالية كل منها وقدرة الدول واولياء الامور على تأمين متطلباتها.
وقد تم التطرق ايضا الى موضوع اللقاحات حيث تجري تجارب سريرية وصلت الى المرحلة الثالثة على حوالي 15 لقاحاً، من ضمنها اللقاح الروسي، حيث اشارت د. الحجة الى ضرورة انتظار النتائج التي سيظهرها على عشرات الاف المتطوعين، حيث ان أمان اللقاح وخلوه من عوارض جانبية ضارة عامل مهم بقدر، او ربما اكثر، من قدرته على الوقاية من الفيروس الذي يسجل تطورات ضعيفة وفق الدراسات الجينية.
وفي موضوع الارهاق والتعب النفسي، اكدت ممثلتا المنظمة على جهود منظمة الصحة العالمية للتخفيف من الاثر النفسي الضاغط للاجراءات الوقائية التي تخفف من الاختلاط الاجتماعي وغيرها، كما من التأثير الاقتصادي لاقفال البلاد على المواطنين في جميع انحاء العالم، حيث تجهد في تقديم الدعم النفسي وتثمن المبادرات الاجتماعية لدعم المصابين على قاعدة اننا جميعا معرضون والاصابة ليست عيبا او شائنة.
وفي ختام المؤتمر، تم التأكيد على الواجب الوطني في دعم المسيرة التعليمية في كل بلد وفي نفس الوقت على المسوؤلية الشخصية لكل فرد كما على المسؤولية الاجتماعية للجميع لمتابعة وعدم التهاون مع اي اعراض . كما تم التأكيد على دور الاعلام في نشر الوعي حول التصرف الصحيح في ظل استمرار الجائحة عالمياً.