2019-12-02 05:36
ضوابط العمل الاعلامي والصحفي في سورية
(دراسة مقاربة وفق المعطيات الموضوعية)
مقدمة
لعل أبرز التطورات المتسارعة حديثا هي التقنية التكنولوجية لوسائل الإعلام ونظم الاتصالات ، وأصبح العالم قرية كونية صغيرة، دخلت قوة وسائل الاتصال والإعلام كقوة جديدة من القوى الاساسية للدول الحديثة مثل القوتين العسكرية والاقتصادية ، بل سبقتها في تطبيقاتها.
وقائع كبيرة وكثيرة لن أطيل في كتابتها ولكن الأهم اليوم في الحرب الإعلامية توثيق الخبر ليكون شاهدا في فيصل الاحكام.
لقد لعبت وسائل الإعلام ولا تزال تلعب دورا بارزا في تسويق الحرب على سورية فالإعلام الرسمي السوري يقول إن القنوات "المحرضة والمضللة" تشكل 90% من الأزمة التي تمر بها سورية ، وهذه حقيقة تأكدت مصداقيتها في ذهنية المتابع بعد تسع سنوات من الحرب ، واكب خلالها الإعلام السوري ( المرئي والمسموع والمكتوب وحتى الخاص منه عبر الوسائل المتعددة) هذه المجريات بكل موضوعية في حرب نفسية تسعى الى قلب الحقائق ، وتشريع التفتيت والإيحاء بضرورة تقسيم هذا البلد والاعتداء على الرموز الوطنية مثل محاولة تغيير العلم الوطني والإساءة إلى الجيش العربي السوري وكافة منظمات الدولة ومؤسساتها الحكومية. وإن إطلاق الأكاذيب والفبركات الإعلامية يندرج ضمن الحرب النفسية التي تهدف إلى التأثير على نفسية المواطنين السوريين لإسقاط الدولة.
كما يؤكد الصوت الإعلامي الرسمي أن سورية ستنتصر وستُفشِل المؤامرة كما أفشلت سابقا كافة المخططات والمؤامرات ضد هذا البلد "الممانع" والداعم الأول للمقاومة.
أخبار ميدانية يوميه في النشرات الإخبارية للقنوات السورية عن التقدم الكبير الذي يحققه الجيش العربي السوري على المجموعات الإرهابية المسلحة بالإضافة إلى كشف الحقائق عن الأدوار التي باتت تلعبها دول عربية وغربية ضد هذا البلد... وغيره من الأمور الكثيرة.
في الجانب الآخر، نرى المحطات المضللة، كما يصفها الإعلام السوري، وهو اقل ما توصف به تواصل تغطياتها للأزمة السورية من خلال ضخ نشرات كاملة حول ما يدور في هذا البلد مستعينة بمراسلين ميدانيين لا صلة لهم بالإعلام بتاتا، أو كما يسمونهم الناطقون باسم "تنسيقيات الثورة" في مختلف المحافظات السورية، حتى أنهم باتوا المصدر الوحيد لتلك القنوات بسبب منع دخول مراسلين لها إلى الأراضي السورية، باستثناء الدخول غير القانوني لبعض المراسلين التابعين لقنوات عربية معينة . كل ذلك لم يمنع من تواتر الأخبار عبر استخدام وسائل الاتصال الحديثة التي ساهمت في نقل الصورة من جميع أنحاء سورية إلى العالم. بعد تسع سنوات من الحرب العسكرية والدبلوماسية والسياسية والاقتصادية وحتى النفسية ، لتوصيف ما يحدث في سورية بالمؤامرة الكونية والحرب التدميرية، فإن تلك القنوات تقول أن ما يجري في سورية ثورة ضد الظلم والطغيان، وتسخّر كل إمكانياتها المادية والبشرية للنصر في تلك المعركة. بل إن هناك من يقول إنه لو لم تغط القنوات العربية والأجنبية الأحداث السورية بهذا الشكل لارتكب النظام مجازر فظيعة بحق الشعب السوري حسب تصورات (المعارضة المسلحة ) وهذا لسان حالهم طبعًا!
وهناك الكثير والكثير من التدليس الإعلامي المغرض الذي يبدو نشاطا استخباراتيا أكثر منه نشاطا إعلاميا. هذا النشاط المخالف لروح مهنة الصحافة وأهدافها السامية يوقعنا في إشكاليات كبيرة، ولكن طالما هناك ممولون لهذه النشاطات، فعلى الضمير المهني والأخلاقي السلام.
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا على مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6))
الإطار المنهجي
في مندوحة القول يمكن ان نعرف حرية التعبير والمعتقد من الأصول الأساسية التي يقوم عليها نظام الدولة القانونية الديمقراطية، كما وتعتبر أجهزة الإعلام بمختلف صورها من أهم وسائل التعبير عن حرية الرأي في العالم المعاصر.
و منطق الخير والشر يمكن ان يطرق باب الاعلام ، كما هو حال الحياة البشرية دائماً بما تولده من صراعات قائمة على منطق الخير والشر، بل طرقه فعلاً ، فمثلما وجد الاعلام الحر المحايد الذي لم يكتف بنقل الخبر وشواهد الفن والأدب والشعر بل عبر عنها بطرق فنية أخاذة ليساهم في تطوير أساليب التعبير عن الرأي العام وتنمية الذوق العام والمساهمة في تقدم المجتمع وتطوره.
لكنه أضحى أيضا صوره من صور التعبير عن منطق الحروب والصراعات الدولية والمحلية والسياسية ووسيلة لتمرير الإيديولوجيات والمؤامرات المخابراتية عبر تغيير القناعات الاجتماعية والتقاليد الراسخة وصناعة الرأي العام الموجه لخدمة إيديولوجية معينة أو سياسة أو فكرة معينة أو لتمرير مخطط أو مصلحة ما.
وبالنظر للإمكانيات الاعلامية الهائلة أضحى الاعلام في العالم المعاصر عاملاً وسبباً مباشراً ومؤثراً بشكل خطير في اسقاط الحكومات وزعزعة الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي فضلاً عن إمكانياته المعروفة في مجال الحرب النفسية وحرب الإشاعات.
لقد تعمدنا في بحثنا ان نعتمد على أسلوب الملاحظة والتحليل ، نأمل ان يحقق الأهداف المرجوة منه.
أولًا: مشكلة البحث
مشكلات المنهج عموماً تعتبر إحدى المشكلات الأساسية التي تواجه تطور البحوث و الدراسات الإعلامية في العالم العربي، حيث يتوقف كثير من دقة و سلامة هذه البحوث على صحة المناهج و الإجراءات المتبعة في استخدامها، و في هذا الصدد تبرز كثير من الخلافات والتداخلات التي تعكس إشكاليات منهجية و إجرائية تستوجب البحث و الدراسة، و لا تزال هذه الخلافات و الندوات مطروحة في قاعات الدرس المنهجي و مناقشة الأطروحات و الندوات و المؤتمرات غير المتخصصة في المنهج و لكن دون التوصل إلى نتاج و اقتراحات تدفع البحوث خطوة إلى الأمام رغم أهمية ما يقال، و قد يرجع ذلك إلى عاملين:
عدم تدوين ما يقال و يتضح ذلك من قلة الإسهامات المنهجية في مجال الإعلام قلة المؤتمرات العملية المتخصصة في مناهج البحث الإعلامي.
وإذا كانت هذه الحلقة اعتبرت أن التراث العلمي هو أفضل مجتمع لدراسة مشكلات المنهج و صنفته إلى محاور أساسية. تعكس نوعية البحوث الإعلامية فإن الباحث رأى أن بحوث " العلاقة بين الإعلام و الرأي العام " هي أكثر البحوث تعقيداً في مشكلات المنهج و إجراءات استخدامه. و من هنا تتبلور المشكلة البحثية في ماهية المشكلات المنهجية و الإجرائية التي واجهت بحوث العلاقة بين الإعلام و الرأي العام و كيفية تجاوز هذه المشكلات ؟
و لذلك فإن هدف الدراسة يتحدد في تطوير البحوث التي تتعرض لعلاقة الإعلام بالرأي العام و ذلك من خلال تشخيص واقع هذه البحوث على المستوى المنهجي و الاجرائي و رصد إيجابياتها و سلبياتها و الخروج بمقترحات منهجية أكثر صحة و دقة.
هدف البحث
التعريف بماهية أخلاقيات العمل الصحفي وممارساتها بغض النظر عن السياسات والايديولوجيات السياسية والحكومية التي تتبع لها الصحافة سواء الرسمية او الخاصة وتسليط الضوء على الواقع الصحفي في سورية وخاصة في زمن الحرب على سورية وذلك من أجل النهوض بواقع عمل هذه المهنة والتمسك بأخلاقياتها.
منهج البحث
لغرض إجراء هذا البحث استخدم المنهج الوصفي لأنه يساعد في ((دراسة الحقائق الراهنة المتعلقة بطبيعة ظاهرة أو موقف أو مجموعة من الناس أو مجموعة من الأوضاع)) وبعض المقاربات الموضوعية التي تتعلق بالأهداف المهنية والعمل بالابتعاد عن التأثيرات السياسية التي تفرض واقع أيديولوجي معين.
اهمية البحث
الأمريكان في سبعينات القرن الماضي قالوا "أنّ سبب خسارة حربهم في فيتنام كان سوء استخدامهم لوسائل الإعلام، ولا يمكنهم أن يكسبوا أي حرب مستقبلية دون أن يخوضوا حربا إعلامية أولاً".
وبناءً على ذلك، سخرت الدول الغربية بقيادة أمريكية قواهم الإعلامية في خدمة مشاريعهم التوسعية العسكرية والاقتصادية وغيرها نحو الشرق.
وبالتالي، فالحرب على سورية بكل المعاني والدلالات هي حرب ضالَّة مضلِّلة (بالكسر)، قادها إعلام إقليمي دولي حاقد وأعمى لم يسبق له مثيل بصور مفبركة، وأفلام مزيفة، ومقالات كاذبة تنشر على صفحات مواقع الكترونية تواصلية اجتماعية من كل حدب وصوب دون أي تفكير أو تأمل في القادم !
فليس المستهدف نظاما بعينه ولا حكومة وطنية، ولاهي ثورة حريات، كما ادَّعوا، وكان ذلك بيِّناً منذ اللحظات الأولى، حرب كونية، مخطط لخلق شرق أوسط جديد ، يبدأ من اغتيال الدور الوطني والقومي ، وتفكيك المجزء على أسس عرقية طائفية لتبقى “إسرائيل” هي القوة الفاعلة على الأرض، متحكمة بمصير شعوبها، ويغدو الكيان الاسرائيلي أمراً واقعاً لا مراء فيه، لاسيما بعد انبثاق داعش ، وهو انبثاق هُيِّئ له ليأتي باللحظة المناسبة.
مفهوم الممارسة الصحفية
لقد وضعت النقابات الصحفية وبعض محترفي المهنة جملة أسس ومبادئ ومعايير، تشكل (خارطة الطريق للعمل الاعلامي) في أي بلد، وتهتم أخلاقيات مهنة الصحافة بتوضيح القواعد السلوكية والأخلاقية لأعضاء هذه المهنة سواء فيما بين من يمارس تلك المهنة او في علاقاتهم مع الغير ، ضمانا لعدم خروج الصحفي أو الاعلامي عن تلك الضوابط والمعايير الأخلاقية ولو في حدها الأدنى.
وتعرف أخلاقيات مهنة الصحافة بأنها "مجموعة القواعد المتعلقة بالسلوك المهني والتي وضعتها مهنة منظمة لكافة أعضائها، حيث تحدد هذه القواعد وتراقب تطبيقها وتسهر على احترامها، وهي أخلاق وآداب جماعية تخضع لسلطة القضاء".
وقد عرفها ( جون هوهنبرغ ) أحد الضالعين بشؤون الاحتراف الصحفي على أنها “تلك الالتزامات الأساسية التي يجب أن يتحلى بها كل صحفي و المتمثلة أساسا بضرورة العمل من أجل الوصول إلى تغطية منصفة وشاملة ودقيقة، صادقة وواضحة مع مراعاة حماية المصادر وتحقيق الصالح العام، عن طريق احترام القانون وحقوق الحياة الخاصة للأشخاص وتصحيح الأخطاء في حال وجودها".
ويعرّف “المعجم الإعلامي” لـ (محمد منير حجاب) أخلاقيات الإعلام على أنها "القيم والمعايير المرتبطة بمهنة الصحافة، التي يلتزم بها الصحفيون أثناء عملية انتقاء الأنباء واستقائها ونشرها والتعليق عليها، وفي طرحهم لآرائهم".. أما الصحفي والباحث المختص بأخلاقيات العمل الصحفي محمد أبو عرقوب فيوضح أنه "يجب على الصحفي أن يكون على مستوى جيد من معرفة القواعد المهنية المتعلقة بالنشر، ولا تكفي المعرفة إذا لم يصاحبها التزام قائم على الاقتناع بأن مهمة الصحافة والإعلام لا تستقيم ما لم يكن هناك قواعد مهنية سليمة تبنى على أساسها الأعمال الصحفية والإعلامية التي نقوم بها".
قانون الإعلام السوري الصادر بالمرسوم التشريعي رقم 108 للعام 2011 حدد المبادئ الاساسية لمفهوم ممارسة العمل الإعلامي وجاء في المادة 3 منه
مصادر اخلاقيات المهنة الصحفية
أولاً: السياسة الإعلامية
تتأثر أخلاقيات المهنة الصحفية أساساً بالسياسة الإعلامية السائدة في البيئة التي يعمل فيها الصحفيون والمؤسسات الاعلامية المختلفة والتي تتحدد بموجبها الأطر العامة لأخلاقياتها.
وتختلف هذه السياسات من دولة لأخرى بحسب طبيعة الأنظمة الحاكمة والمجتمعات فيها.
في سورية (أصدر الرئيس بشار الأسد المرسوم التشريعي رقم 108 للعام 2011 الخاص بقانون الإعلام. وصفه وزير الإعلام آنذاك عدنان محمود بأنه "نموذجي غير مسبوق على مستوى المنطقة ، رغم ما أثار من جدل في أوساط المعارضين، خصوصاً على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك."
المرسوم الخاص بالإعلام في سوريا، الذي أصدره الرئيس الأسد تحت الرقم 108، يمنح أي شخص الحق بإصدار الوسائل الإعلامية، وينص على إنشاء مجلس وطني للإعلام، و ينص كذلك على "احترام حرية التعبير، على أن تمارس بوعي ومسؤولية."
وينص القانون كذلك على أنه "لا يحق لأي جهة مطالبة الإعلامي بإفشاء مصادر معلوماته إلا عن طريق القضاء وفي جلسة سرية."
وبصورة عامة فأن قوانين المطبوعات والنشر تعمل على ((تنظيم المهنة الإعلامية من خلال مجموعة من الضوابط والتي تعتمد على تكريس مجموعة من المحظورات التي يجب أن تلتزم بها المؤسسات الإعلامية كما تحاول النقابات والروابط المهنية الإعلامية إلى وضع بعض الضوابط والمواثيق التي تسعى إلى ضبط المهنة وتأكيد مسؤولياتها الاجتماعية، وتلعب النقابات الصحفية دوراً هاماً في هذا المجال))
وتعد التنظيمات المهنية الجهة المسؤولة عن تنفيذ هذه القواعد ومراقبة الالتزام بها، على الرغم من كونها قواعد اختيارية تمثل اختياراً ذاتياً لرجال الإعلام، وكما ضمنت هذه التنظيمات حقوقاً لهم فقد رتبت التزامات ومسؤوليات أيضاُ حيال المجتمع ومن الطبيعي ان تكون مثل هذه الالتزامات هي مهنية وأخلاقية غالباً.
ثانياً: المؤسسات الصحفية
لكل مؤسسة صحفية تقاليدها وسياستها الخاصة بها التي تضعها لنفسها وتحكم آليات العمل لتحقيق أهدافها ومن ثم المطلوب من العاملين فيها الالتزام بتلك السياسة، لذا تنعكس آثارها سلباً أو إيجاباً على طبيعة العلاقات السائدة فيها.
وفي ذلك يعرف قانون الاعلام السوري المشار اليه سابقا مسميات الوسائل الاعلامية على الشكل التالي:
وتؤدي الإدارة دوراً أساسياً في ترجمة سياسات المؤسسة إلى واقع عملي، فهي لا غنى عنها في هذا المجال إذ تعرف بأنها: ((عملية اتخاذ القرارات التي من شأنها توجيه القوى البشرية والمادية المتاحة لجماعة منظمة من الناس لتحقيق أهداف مرغوبة على أساس أحسن وجه وبأقل تكلفة في إطار الظروف البيئية المحيطة)).
والإدارة تمثل أحد المكونات الرئيسة للتدريب الفعال، وتكوين المدير الناجح لا سيما على مستوى تدريب القيادات والمستويات العليا في المجالات الإعلامية، وإذا لم يتبع المتدربون نظامهم وعملهم ومسؤولياتهم الاجتماعية فأن الأمر يهبط لديهم إلى مجرد وظائف وتتركز أهدافهم على أنفسهم وتنفصل عن أهداف المنظمات التي يريدونها لحساب المجتمع وبذلك يقع الانفصال بين أهدافهم وأهداف المجتمع.
وهنا يمكن القول أن سياسة الصحيفة لها تأثير كبير في اختيار المادة الصحفية المراد نشرها وبما ينسجم مع سياستها والسياسة الإعلامية للدولة. وانطلاقاً مما تقدم فأن سياسة المؤسسة وتقاليدها تعد أحد مصادر أخلاقيات المهنة، ويعد اتخاذ القرار في المؤسسات الإعلامية ((محور النشاط الإداري القادر على تسيير المؤسسات مهما كان نشاطها… وهنا يمكن القول بان رئيس التحرير في أي صحيفة سواء كانت ورقية او الكترونية يجب ان يتحلى بالطبيعة القيادية لما يمكن ان تفعله تلك الطبيعة من افعال في إشاعة تقاليد وأفكار ونماذج صحيحة، أو بالعكس، فيما تنشره من أفكار وتقاليد ونماذج رديئة… وكثيراً ما تتعرض صحف عديدة يتسلم مسؤولية رئيس التحرير فيها إلى أشخاص لا علاقة لهم بالصحافة وقد عرّف قانون الاعلام السوري رئيس التحرير : الشخص الطبيعي الذي تكون مهمته الأساسية الإشراف على سياسة التحرير في وسيلة اعلامية ويكون مسؤولاً عن نشر المحتوى الاعلامي في تلك الوسيلة ويعيّنه صاحب الوسيلة الاعلامية. وعرّف المدير المسؤول في الوسيلة بأنه :الشخص الطبيعي الذي يمثل الوسيلة الإعلامية أمام الغير وأمام الجهات الإدارية والقضائية ويعينه صاحب الوسيلة الإعلامية.
ثالثا: فريق العمل
يعد فريق العمل الصحفي أحد مصادر أخلاقيات المهنة، إذ تحدد طبيعة العلاقات القائمة بين الصحفيين داخل المؤسسة الصحفية اتجاهاً سلباً أو إيجاباً.
لذلك أكد الباحثون في الإدارة، قيم العمل وأخلاق العمل وعدوها واحدة من حيث الجوهر من خلال التعريف الذي وضعوه بأنها ((القيم السائدة التي تنظم العلاقات بين الأفراد في المجتمع الواحد، ثم تنتقل مع الفرد عند دخوله منشآت الأعمال وتؤثر في سلوك العاملين ومستوى أخلاقهم سواء كان ذلك بطريقة إيجابية أم سلبية)).
وبذلك ما اكده قانون الاعلام السوري لعام ال 2011 بالمادة الرابعة من المبادئ الاساسية:
المادة 4 : يقوم العمل الإعلامي على استخدام الوسائل الإعلامية لوضع المحتويات الإعلامية التي ليست لها صفة المراسلات الشخصية في متناول عامة الجمهور او فئة منه مع مراعاة المبادئ الاساسية الآتية..
وتستطيع المؤسسة الصحفية أن تنمي علاقات إيجابية بين فريق العمل الواحد من خلال إتباعها أساليب عدة مثل: توفير الفرصة للعاملين للتفاعل الاجتماعي وخلق روح الفريق والصداقة والدعم وإجراء لقاءات معهم لمناقشة إنجازاتهم وتشجيع الإسهامات الجيدة للعاملين وزيادة كفاءة أداء الفريق بتقديم المساعدة لهم وتوفير الاحترام والتقدير للفريق المتميز وإعطائهم بعض الامتيازات أو الألقاب الإدارية وتشجيع الابتكارات وتطويرها وتأمين الاستقرار الوظيفي والمرتبات الكافية لكي يشعروا بالأمن والأمان في المؤسسة.
رابعاً: المجتمع
من مصادر أخلاقيات المهنة المهمة أيضاً هي المجتمع، لأنه المنبع الرئيس الذي يستمد الصحفي أخلاقياته المهنية منه. ولكي تكون رسالته الصحفية الموجه إلى الجمهور مؤثرة لابد له من أن يعبر عن نبض الجماهير وإحساسها ومشاكلها وهمومها، والتطلع دوماً إلى عرض رسالته بموضوعية وشفافية واضعاً الحلول المقترحة وموجهاً ومعلماً وهادفاً بمختلف القضاياً التي تهم المجتمع.
وتشكل القيم الاجتماعية والأعراف والعادات والتقاليد السائدة وطبيعة التنشئة الاجتماعية أهمية كبيرة في استقاء الصحفي لأخلاقياته منها.
وقد عرّف قانون الاعلام السوري الاعلامي بأنه : كل من تكون مهنته تأليف او اعداد او تحرير او تحليل محتوى إعلامي او جمع المعلومات اللازمة لذلك بغية نشر هذا المحتوى في وسيلة اعلامية.
المادة 9 :
والصحفي السوري الذي يعمل داخل مجتمعه هو بالتأكيد ينحدر من البيئة المجتمعية نفسها التي كونت لديه السلوك والعادات والتقاليد وهو ابن البيئة نفسها التي عاش وترعرع بها أبناء جلدته. معنى هذا أنه سيضع بالحسبان كل القيم الأخلاقية التي اكتسبها من مجتمعه من عادات وتقاليد عندما يوجه رسالته الصحفية إلى جمهوره، وفي هذا الجانب اكد قانون الاعلام السوري لعام ال2011 على الحقوق والواجبات (المادة 8 : تعد مهنة الإعلام من المهن الفكرية من حيث الحقوق والواجبات).
وبين في المادة 7 :
ومن الأهمية التي تحوزها الصحافة أيضاً في أنها: ((تؤدي دوراً مركزياً في عملية الانتقال الاجتماعي من المجتمع بصفته تجمعاً سكانياً إلى المجتمع بصفته رأياً عاماً مؤثراً. أي أن الصحف تسهم أسهاماً رائداً في التنقية النوعية للمجتمع وتحرره من الأمية المترسبة في واقعة بصورة وعي متخلف))
المبادئ التي يجب ان يتحلى بها العمل الصحفي
اولاً: التفكير الأخلاقي:
قبل كتابة الخبر أو نشر الصورة لابد أن يفكر الإعلامي أو الصحفي - محررا كان أم مصور لا فرق؟.. المهم لابد لهما من التفكير العميق في جميع المشكلات التي ستثيرها تلك الأخبار او الصور بعد النشر.. فلابد للصحفي من دراسة كل الخيارات لديه:
"ضع فرضيات أمام نفسك؟.. هل أستطيع النشر, أو لا أستطيع؟
وهل سأعرضه بصورة بارزة أو في موقع ثانوي؟..
انتظر لفترة إلى أن تحصل على مزيد من المعلومات قبل النشر!
برر قرارك.. أدرس أضرار ومنافع النشر.. وأهمية المادة التي تنوي نشرها وملائمتها لدى الجماهير ..
ثانياً: المواثيق الأخلاقية:
بعض الصحف الورقية وأيضا بعض المواقع الإعلامية الإلكترونية العالمية على شبكة النت وضعت لنفسها مواثيق أخلاقية تحكم سلوك العاملين فيها وتشمل سياسات تتعلق بقبول الهدايا أو تكليفات خارج الدوام الرسمي.. وهناك حالات طُرد فيها مراسلون لأنهم أقاموا علاقات مع المصدر واستغلوا معلومات لتحقيق منفعة ذاتية.
ثالثاً: المبادئ:
من أهم المبادئ التي لابد أن يتحلى بها الإعلامي والصحفي:
وتعني التزام المصداقية والموضوعية والحياد فيما تكتب لتكسب ثقة الرأي العام.
وذلك بالدفاع عنها ( فلا تقلل من شأن مهنتك, ولا تصفها بالسوء عطفاً على تعامل وسلوكيات بعض الأفراد ممن يعملون بها ).
حافظ على كرامتك وكذلك أمانتك فأنت أعلامي وصحفي تحمل رسالة خالدة، وتقوم بدور تنويري وتثقيفي لمجتمعك ولست متطفلاً .. ولست أداة لتلميع الآخرين .
تحرى ذلك في كل كتاباتك لكسب ثقة القارئ.
أكتب بموضوعية وافصل بين رأيك وعاطفتك من جهة وما تكتبه من جهة أخرى فأنت ناقل للخبر ولست مصلحاً اجتماعياً أو طبيبا نفسيا.
حافظ على حقوق الآخرين ولا تتعدى أو تتجاوز على حرياتهم وتكشف أسرار بيوتهم مالم تكن قضية تعني المجتمع كالجرائم, و أيضا تحرى كتابة القصة الخبرية بإنصاف بحيث تذكر أقوال جميع الأطراف وبحيادية تامة ولك الحق في إبداء وجهة نظرك الخاصة ورأيك الشخصي مع إيضاح أنه رأي شخصي وخاص بك ولا يمثل رأي الجريدة أو الموقع الذي تتبع له! "اقتباس مواقع"
قانون الإعلام السوري بعد ان راينا كيف انه اعطى في المادة 8 : تعد مهنة الإعلام من المهن الفكرية من حيث الحقوق والواجبات. وبين في المادة السابعة : أ- أن حرية الإعلامي مصونة في القانون لكنه ايضا حذر من المحظورات بموجب القانون الجديد لعام 2011 وقال ان ثمة مجموعة من المواد التي يحظر على الوسائل الإعلامية نشرها أو العمل بها، والتي تمتد من المواد من 12 إلى 17.
إذ بموجب المادة 12 فإنه يحظر على الوسائل الإعلامية نشر ما يلي:
وهذا الامر لا يتنافى مع مواد دستور الجمهورية العربية السورية لعام ال2012 عندما قال:
لكل مواطن الحق في أن يعرب عن رأيه بحرية وعلنية بالقول أو الكتابة أو بوسائل التعبير كافة.
المادة (42) من دستور الجمهورية العربية السوري لعام 2012 تكفل الدولة حرية الصحافة والطباعة والنشر ووسائل الإعلام واستقلاليتها وفقاً للقانون.
المادة (43) من دستور الجمهورية العربية السوري لعام 2012.
النظام الداخلي لوزارة الإعلام السورية
التنظيم النقابي: هو التنظيم النقابي في الوزارة المشكل وفقاً لأحكام قانون التنظيم النقابي رقم (84) للعام 1968 وتعديلاته النافذة
المادة 3 : تكون مهمة الوزارة استخدام جميع وسائل الإعلام لتنوير الرأي العام ، وترسيخ الاتجاهات القومية العربية في القطر ، ودعم الصلات مع الدول العربية والدول الصديقة ، وفقاً لمبادئ حزب البعث العربي الاشتراكي وسياسة الدولة، وتعمل بصورة خاصة على تحقيق ما يلي :
ولها في سبيل تحقيق هذه المهام القيام بالآتي:
حرية الصحافة وعلاقة الصحافة بالسلطة
تضمن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، عام 1948، الحقوق السياسية التالية:
الحق في حرية الرأي والتعبير ، الحق في الإعلام المادة (19)
الحق في حرية التجمع وتأليف الجمعيات المادة (21)
الحق في المشاركة في الحكم والوظائف العامة المادة (21)
تفاوتت العلاقة، بين الصحافة والسلطة، أو الحكومة منذ بداية ظهور الصحافة، بين شد وجذب، وظهرت رؤى ونظريات، ترصد واقع هذه العلاقة، وتحدد على أساسه العلاقة بين الصحافة والسلطة أو بلغة أكثر تحديداً، دور الصحافة في المجتمع، ومقدار ممارستها لحريتها.
وقد أكدت الاتفاقية الدولية، المتعلقة بحقوق الإنسان، المدنية والسياسية، التي وافقت عليها الجمعية العامة للأمم المتحدة، في عام 1996، على هذه الحقوق، في مادتها التاسعة، حيث تضمنت التالي:
وقد نصت دساتير كافة الدول، في العالم، على حرية الرأي والنشر (حرية الصحافة).
وحرية الصحافة كأحد أشكال حرية التعبير ـ هي إحدى صور حرية الرأي، وهذه بدورها واحدة من الحريات العامة كحرية الاجتماع، حرية تكوين الجمعيات،..إلخ، وهي تتعلق بهذا الجزء، من سلوك الفرد، الذي يتصل بالآخرين.
وحرية التعبير، وحرية الصحافة، من الناحية الفلسفية، هما: النتيجة الطبيعية لحرية الاعتقاد، فللإنسان أن يفكر بحرية، كما يجب ألاّ يحال بينه، وبين نمو كيانه المعنوي، وازدهار إنسانيته، فحرية الاعتقاد، في الأساس، هي أولى الحريات لأنها تحدد جميع الحريات الأخرى.
يتناول ويلبور شرام الحديث عن حرية الصحافة من ثلاث زوايا، وهي:
اذاً المسؤولية الأساسية المستمرة للصحافة، هي الدفاع عن هذه الحريات الثلاث.
المرسوم التشريعي رقم 108 للعام 2011 الخاص بقانون الإعلام في المادة 11 يقول :
"يعد أي اعتداء على الإعلامي في معرض تأدية عمله بمنزلة الاعتداء على الموظف العام"
الفقرة 2 من المادة 4 تقول : حق الإعلامي في الحصول على المعلومات واستخدامها مع مراعاة الأحكام الواردة في هذا القانون.
تلوين الاخبار ..خرق لكل مواثيق المهنة الصحفية
يعد (فن التلفيق) و( تسريب الاخبار) إحدى التحديات الخطيرة التي تواجه مواثيق الشرف الاعلامي وأخلاقيات الصحافة ، كما ان تلوين الاخبار وصبغها وفقا لمشيئة صاحبها او من يقف وراءها من جهات سياسية واجندات، تعد هي الأخرى تحريفا للخبر وخروجه عن سياقاته ، كونها تحتوي على مواد متعددة من عمليات التضليل والخداع بين ثناياها وهي أقرب الى عمليات التلوين والنسج الاخباري من ان تكون صياغات ذات طابع خبري كما هو متعارف عليه ، والنسج هو( فبركة) وعمليات حياكة (التضليل) ليتم نسجها بين تلك المضامين بطرق مخفية يحاول معدوها قدر الامكان وضع عراقيل وصعوبات أمام من يحاول اكتشاف أهداف وتوجهات مثل هذه الانواع من الدعاية المختبئة خلف مضامين خبرية متقنة الصنع ، وهكذا تكون عمليات الفبركة بين ثنايا الاخبار والتقارير والمقالات وكل اشكال الكتابة الصحفية.
صحافة المعارضة
طلبت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون في كانون الثاني 2010 تخصيص 30 مليون دولار أمريكي للشركات المتخصصة في صنع البرمجيات لمساعدة منظمـات المجتـمع المدني والنشطاء المعارضين الذين يعيشون في سورية لكسر الرقابة وتشفير رسائلهم ومحو آثارهم حتى يصعب بعد ذلك على الأجهزة المختصة مراقبتهم وتعقبهم. وقد تولت الأجهزة الفيدرالية الأمريكية توزيع هذه البرمجيات بعد ترجمتها إلى اللغة العربية مجاناً على المجموعات المخربة في مصر وتونس وليبيا والبحرين واليمن والمغرب وسوريا وذلك من أجل تأجيج مشاعر الغضب الشعبي وإشعال فتيل الثورات والانتفاضات.
وهذا ما اظهر ما يسمى ب“الربيع العربي” لم يكن بهذه الصورة لولا دور الإدارة الأمريكية وحلفاءها في المنطقة ووسائل إعلامها العملاقة مستفيدة من تجاربها في أوروبا الشرقية واستطاعت وسائل الاعلام الجديد الفيس بوك وأخواته أن تحول الأحداث المحلية إلى دائرة الاهتمام العالمي، وتجذب الأحداث العالمية إلى بؤرة الاهتمام المحلي وتصنع أحداثاً وكأنها في قلب المعارك ، وتُغرق الجمهور بمعلومات لا يحتاجها أحد . وبلورة مفاهيم غريبة على السوريين لتخرب نسيجهم الاجتماعي الذين عُرفوا به عبر تاريخهم الطويل ،ولم يكن أحد يعرف أو يهمه معرفة عقيدة ومذهب جيرانه، وعاش السوريون معا في تواد وإخاء جنباً إلى جنب في السلم وفي الحرب .ولم يكن أحد من العوام يفرق بين الطوائف المسلمة بين سني وشيعي ، كما هو الحال في دول الخليج العربي، حتى هاجت وماجت وسائل الاعلام المغرضة، وبثت سمومها لإثارة الفتن والبغض بين الأهل، وبين أفراد الأسرة الواحدة ،ومارست العنف بكل أشكاله ، وإلغاء الأخر موظفة الخلافات السياسية حيناً، والخلافات المذهبية حيناً ، والصراعات الطائفية أحياناً أخرى ، نطلق على هكذا معلومات بـ "نفايات المعلومات".
استراتيجية الاعلام السوري
وزير الإعلام السابق المهندس محمد رامز ترجمان قال في لقاء مفتوح في مكتبة الاسد بدمشق تحت عنوان "الاعلام منصة العالم" بتاريخ 10-8-2017 "أن الإعلام الوطني استطاع تحقيق نوع من معادلة الصمود السوري في مواجهة الحرب العدوانية التي تتعرض لها سورية".
اللقاء كان مع مديري المؤسسات الإعلامية والإعلاميين و قال ترجمان "إن من يتابع الإعلام السوري منذ البداية يلاحظ أنه استطاع أن يتطور ويواكب كل المتغيرات الموجودة على الأرض سواء العسكرية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو أن ينتقل الى مرحلة اخرى ضمن امكانيات محدودة من خلال المواكبة الحية والمباشرة لكل الأحداث على الأرض السورية".
وأشار الوزير ترجمان إلى أن “الإعلام الوطني أصبح اليوم مصدرا من مصادر الخبر.. والمقولة الإعلامية السورية أصبحت موجودة” مؤكدا ضرورة العمل على تكريس هذا الوجود وأن يكون الإعلام السوري بالفعل قادرا على ايصال الرسالة ومؤثرا وهذا ما يحدث الآن.
وأوضح وزير الإعلام أننا اليوم أمام تحدي البناء والإعمار الذي يجب أن نكون فيه على قدر المسؤولية مبينا أن "هذا التحدي هو مسؤولية الجميع وعلى الجميع أن يشارك في صناعة هذا الإعلام وتبنيه وأن يكون هناك حق للمواطن فيه".
ولفت الوزير ترجمان إلى أن مؤتمر الإعلام الأول الذي عقد في نيسان الماضي لن يكون الوحيد بل ستكون هناك مؤتمرات اخرى أكثر عمقا موضحا أن "الإعلام اليوم صناعة ولذلك تم وضع رؤية لتطوير الخطاب الإعلامي حيث سيتم البدء من إعادة هيكلية المؤسسات الإعلامية إداريا وماليا ووضع معايير لخطوات أولى بالتعاون مع وزارة التنمية الإدارية".
وأشار الوزير ترجمان إلى دور الإعلام في صناعة وتغيير الرأي العام مبينا أن سورية منذ بداية الأزمة واجهت عدوانا استهدف كل البنى التحتية والفكر والعقل وهو الأهم اذ كان يحاول تغيير وجه المنطقة من خلال تشويه الإرث الثقافي والحضاري والإنساني في سورية.
وفي مداخلاتهم أكد المشاركون في اللقاء بأنه “تحسب للإعلام السوري مصداقيته في الخبر حتى لو اتهم بعدم السرعة أحيانا” وقدم جزءا كبيرا من دوره في وجه امبراطوريات إعلامية كبيرة مشيرين إلى أنه كان بمقدور الإعلام السوري أن يقدم أكثر ولا سيما أنه قدم تضحيات كبيرة ويعمل بإمكانيات بسيطة لا تقارن مع امكانيات الإعلام المعادي.
مؤتمر الإعلام الأول كان ناجحا ولكن يجب العمل على متابعة التوصيات التي خرجت منه معتبرين أنه “محاولة جادة لحوار حول واقع إعلامنا الوطني وما يعانيه من صعوبات لم تجعله ملبيا للطموحات أحيانا مطالبين بـ "تعميم مصطلح الإعلام الوطني".
السيد فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين في مداخلة له قال : أن سورية وإعلامها الوطني منذ سبع سنوات كانت تحذر من خطر دعم الإرهاب من أطراف ك ”قطر والسعودية” واليوم نجد أن "سيدهم الأكبر أمريكا يطالب قطر بالتوقف عن دعم الإرهاب" مطالبا الإعلام الوطني بالاستمرار والتركيز على //فضح من تورط بالإرهاب حتى بعد نهاية الحرب”. وأكد المقداد أن “الإعلام الوطني تحمل مسؤوليات لم تستطع امبراطوريات إعلامية في العالم تحملها” مشيرا إلى أنه ومن خلال احتكاكه مع الامبراطورية الإعلامية الأمريكية لمدة عشر سنوات خلال عمله في الأمم المتحدة يستطيع القول.. إن "الإعلام الحر هو أكبر كذبة نجح الإعلام غير الحر في الولايات المتحدة وأوروبا بتسويقها".
ورأى المقداد أن الإعلام السوري رسخ الانتصار الوطني في مواجهة الحرب التي تشن على سورية وذلك بفضل "كوكبة من المخلصين لوطنهم والمؤمنين بعدالة الحرب على الإرهاب" بعكس المحطات التي بان وجهها الحقيقي وكشفت دعمها للإرهاب ومنها محطتا الجزيرة والعربية.
ولفت المقداد إلى أن العمل الإعلامي في سورية هو “إعلام تنموي وتوعوي” وكان دائما في خدمة الشعب السوري والمواطن.. ينير له الدرب في مواجهة التحديات التي يتعرض لها الوطن وهذا هو المطلوب منه حالياً.
وزير الإعلام السوري الحالي السيد عماد سارة خلال حوار على قناة الفضائية السورية : أنه لن يكون هناك خطوط حمراء في الإعلام السوري بعد الآن.
وقال سارة: ” في السابق اتبعنا سياسة الصمت وهي لم تعد ناجحة الان، وأن التريث أدى لتشكيل رأي عام وسمح لوسائل التواصل الاجتماعي التأثير على الرأي العام، لذلك لا يجب ترك هذه المساحة ليتم اللعب بها بعد الان.
و رأى سارة أن الحل في الاعلام السوري هو الشفافية والموضوعية ، مؤكدا أن استراتيجية الإعلام أن يكون إعلام وطن ومواطن ، و إعلام دولة و أن يتناول هموم المواطن دون محاباة المسؤول على حساب المواطن.
الإعلام السوري في المرحلة القادمة
يقول وزير الإعلام عماد ساره أن أهداف المرحلة القادمة هي ترسيخ دماء الشهداء وتعرية الإرهاب بكل تفاصيله، و أن يكون الإعلام توعوياً من خلال صدقه مع المواطن ومن المواطن.
وعن وصف الاعلام السوري بالفاشل ، قال عماد سارة أن ذلك الوصف مرفوض قطعاً، لأنه لا يمكن أن يكون هناك إعلام فاشل ويتم إنزاله من الأقمار الصناعية واستهداف ابنيته، وأضاف أن من لديه 40 شهيد و أكثر من 67 جريح من الإعلاميين ليس بالإعلام الفاشل.
وفي تصريح أوضح موسى عبد النور رئيس اتحاد الصحفيين في سورية أن الاجتماع مع رئيس الحكومة أعطى الاتحاد الثقة والمسؤولية للمساهمة في تطوير العمل الإعلامي من خلال رسم السياسات الإعلامية المستقبلية، وتطبيق استراتيجيات العمل المتطورة، وتطوير دور الاتحاد بالعمل الإعلامي والتنسيق مع الجهات الفاعلة فيه، مشيرا إلى أهمية تسليط الإعلام الضوء على مكامن الخلل في العمل الحكومي لمعالجتها.
شهداء الاعلام في سورية
"بالكلمة الحرة والمسؤولية يعاد بناء الاوطان"، شعار افتتح به مهرجان تكريم الشهداء الإعلاميين الذي أقيم على مدرج دار البعث في وزارة الإعلام بدمشق، والحضور الاوفى كان لأسر الزملاء الشهداء الإعلاميين، إن أولئك الذين حملوا أقلامهم وكاميراتهم ورفعوا الصوت عاليا بكلمات الحق جنبا إلى جنب مع بواسل جيشنا وقواتنا المسلحة ضد العصابات الإرهابية التكفيرية المرتزقة كشفوا المؤامرة وأسقطوا أقنعة داعمي الإرهاب ومموليه ما أغضب الملوك والأمراء وأسياد الظلام فكان استهداف الإعلام ورجاله الشرفاء بالاغتيال والخطف والتفجير وقذائف الموت. وأن شهداء الجيش والإعلام معنيان مترادفان ووجهان ثابتان لجوهر واحد هو جوهر الحق والإيمان بالله وحب الوطن بتقديم التضحيات تلو التضحيات تعزيزا لقيم المواطن والوطن واستمرارا للصمود وإعادة البناء بناء البشر والحجر.
المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية الدكتورة بثينة شعبان تقول : أن ما أسماه الغرب بـ "الربيع العربي" ما هو إلا شتاء دام تفتيتي وطائفي ووهابي وإرهابي لعبت بعض وسائل الإعلام الناطقة بالعربية دورا في الترويج له وتسيير دفته بما يخدم مصالح من يستهدفون الأمة العربية وحضارتها ومستقبلها وهوية أبنائها.
وقالت شعبان إن "الإعلام الغربي أصبح وسيلة من وسائل العدوان على الشعوب ومنذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 أصبح عدد الإعلاميين الذين يستشهدون في العالم غير مسبوق وبات الإعلاميون المصرون على نقل الحقيقة شهداء أحياء".
وأوضحت شعبان "ما نحتاجه اليوم هو الوضوح الأكبر في معرفة العدو من الصديق والتخلص من الأفكار التي زرعها الاستعمار في ثقافتنا بأن إعلامه حيادي وموضوعي وديمقراطي وبناء مرجعية عربية إعلامية تؤمن بالثوابت القومية لأمتنا العربية ومكانتها وهويتها وتفخر بأن تكون صوتا وصورة لها ولكن على أن يتم ذلك بأسلوب علمي توثيقي يضاهي أحدث ما توصل إليه الإعلام في أي مكان في العالم".
خاتمة
أن الإعلام الوطني السوري استطاع مواكبة انتصارات الجيش العربي السوري وتسليط الضوء على إنجازاته الميدانية على كامل الجغرافيا السورية، وإيصال رسالة الدولة السورية إلى العالم في إصرارها على التمسك باستقلالها وسيادة أراضيها ووحدة شعبها. ويسعى اتحاد الصحفيين في سورية الى إعادة النظر بقانون اتحاد الصحفيين ليصبح قانونا عصريا يتوافق مع مستجدات العصر ويمكّن الاتحاد من أداء رسالته الوطنية بقوة وفاعلية والدفاع عن حقوق الصحفيين وحمايتهم، حيث اصبحت الحاجة ملحة لتعديل التشريعات والقوانين الناظمة لمهنة الإعلام في ظل التحديات التي تعاني منها سورية، وتمكين الإعلام من امتلاك الأدوات الحديثة والكوادر الأكاديمية المتخصصة.
وفي تصريح للصحفيين أوضح عبد النور أن هذا الاجتماع أعطى الاتحاد الثقة والمسؤولية للمساهمة في تطوير العمل الإعلامي من خلال رسم السياسات الإعلامية المستقبلية، وتطبيق استراتيجيات العمل المتطورة، وتطوير دور الاتحاد بالعمل الإعلامي والتنسيق مع الجهات الفاعلة فيه، مشيرا إلى أهمية تسليط الإعلام الضوء على مكامن الخلل في العمل الحكومي لمعالجتها.
الدكتور بشير حسن بدور