2019-11-06 04:43
الاعتداء على مقرات القنوات الإعلامية العراقية خلال التظاهرات الاحتجاجية
تعد المحطات الإذاعية والتلفزيونية أعيانًا ذات طابع مدني وتتمتع بصفتها هذه بحماية عامة، وقد تمّ التنصيص على عدم مهاجمة الأعيان المدنية في القانون الدولي الإنساني منذ القرن العشرين، وأعيد التأكيد عليه في الملحق البرتوكولي لسنة 1977 وفي النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. وينتج عن الالتزام المزدوج الذي نصت عليه المادة 48 من البرتوكول الأول أن تتمتع الأعيان المدنية على غرار السكان المدنيين بحماية عامة حددت أحكامها المادة 52 من البرتوكول الأول.
إذن فكل التجهيزات ومرافق الإعلام التي لا تستخدم استخدامًا عسكريًا ولا تنطبق عليها الشروط المنصوص عليها في المادة 52 الفقرة 2 تدخل ضمن الأعيان المدنية التي "لا يجب أن تكون محلًا للهجوم أو لهجمات الردع."
وحسب المادة 52 من البرتوكول الأول السالفة الذكر، فإنّ اتخاذ الدعاية سببًا وحيدًا لتبرير الهجوم على وسائل الإعلام يبقى أمرًا غير مقبولًا، فلا يمكن اعتبار وسائل الإعلام هدفًا مشروعًا لمجرد أنّها تبث دعاية رغم أنّ هذا النشاط قد يرى فيه البعض دعمًا سياسيًا لجهات مضادة له، كما أنّ منظمة العفو الدولية ترى أنّه رغم الاستفادة التي قد تنتج عن خلق الإضطرابات في الدعاية الرسمية التي تساعد في تقويض معنويات السكان ولكنها تجد أنّ ذلك ليس مبررًا للهجوم على الأعيان المدنية ومنها مقرات وسائل الإعلام.
وعطفًا على ما تقدم تعرب لجنة دعم الصحفيين في جنيف عن بالغ قلقها من ظاهرة الاعتداء على مقرات المؤسسات الإعلامية التي برزت بشكل خطير خلال الاضطرابات التي يشهدها العراق منذ الأول من تشرين الأول 2019 حتى يومنا هذا، وقد رصدت اللجنة خلال هذه الفترة الممتدة سلسلة من الاعتداءات التي طالت عددًا من مقرات القنوات العراقية المختلفة.
واستنادًا إلى متابعة التقارير الصادرة عن منظمات حقوقية عراقية وما تداولته وسائل الإعلام في العراق رصدت اللجنة الاعتداءات التالية:
4 تشرين الأول 2019:
5 تشرين الأول 2019:
6 تشرين الأول 2019:
25 تشرين الأول 2019:
26 تشرين الأول 2019:
27 تشرين الأول 2019:
4 تشرين الثاني 2019:
إنّ لجنة دعم الصحفيين إذ تعبر عن بالغ قلقها وعن أسفها الشديد أمام هذا المشهد المريع من الانتهاكات التي تبدو وكأنها ممنهجة وفي بعض الأحيان توحي بأنها مخططة مسبقًا فإنها تستنكر بشدة السياسات الإعلامية والمسارات التحريرية التي اتبعتها بعض القنوات غير العراقية المتداخلة في الشأن العراقي وفيها حض بشكلٍ واضحٍ على الكراهية وإيحاء مدروس بالتوجه نحو العنف كوسيلة لإسكات الصوت الإعلامي. كما وتدعو اللجنة كافة الوسائل الإعلامية العراقية إلى توخي الحذر والدقة في سياساتها الإعلامية ومضمون ما تبثه عبر شاشاتها أو أثيرها لجهة عدم استدراج العنف أو العنف المضاد.
إنّ اللجنة إذ تشدد على إدانتها لهذه الاعتداءات على مقرات القنوات العراقية والتي من شأنها أن تمنع تداول المعلومات وإيصال واقع ما يجري على الأرض إلى عموم الشعب العراقي والعالم فإنّها تحث الأجهزة الأمنية على تأمين الحماية اللازمة للمقرات الإعلامية والإعلاميين، كما وتؤكد على ضرورة الشروع الفوري في تحقيقات نزيهة وشفافة لتحديد الجهات المعتدية ومحاسبتها كما لا تستثني اللجنة كافة المجموعات التي تتحرك في الشارع تحت عناوين مطلبية من دعوتها إلى احترام القواعد القانونية والمواثيق الدولية التي تلزم الجميع باحترام المقرات الصحفية ولزوم حمايتها وعدم بث خطاب الكراهية تجاه هذه القنوات أو العاملين فيها.
إنّ لجنة دعم الصحفيين تتابع أحداث العراق بكثير من الانتباه وتدعو كافة وسائل الإعلام والصحافيين إلى التعاون معها في إطار سعيها الحثيث لحماية العمل الإعلامي وضمان حريته وسلامته
لجنة دعم الصحفيين - سويسرا
6 نوفمبر / تشرين الثاني 2019